بمناسبة مرور ثلاثة أيام على استشهاد النقيب أسامة سالم واكد "أبو مروان"، نظَّمت قيادة حركة "فتح" وقوات "الأمن الوطني الفلسطيني" في منطقة الشمال وآل واكد حفلاً تأبينيًّا للشهيد، وذلك يوم الثلاثاء ١-٤-٢٠٢٥.

وقد غصّت القاعة بالجماهير الوفية لمسيرة الشهيد، تقدمها أمين سرّ الفصائل الفلسطينية وحركة "فتح" في منطقة الشمال عضو لجنة العلاقات الوطنية في لبنان الأخ مصطفى أبو حرب، وقائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في منطقة الشمال العميد بسام الأشقر، وأعضاء قيادة المنطقة وأمناء سرّ وأعضاء الشُعب التنظيمية لمخيمي نهر البارد والبداوي ومدينة طرابلس والمنية، إضافةً إلى ممثلو الفصائل واللجان الشعبية الفلسطينية، وفعاليات وروابط أهلية واجتماعية، ومشايخ أجِلّاء، وحشد من ضباط وكوادر حركة "فتح" وقوات الأمن الوطني الفلسطيني، ووفود غفيرة إلى جانب آل الشهيد وأقاربه ومحبيه.

استهل الشيخ أبو عثمان التأبين بتلاوةِ آياتٍ عطرة من الذكر الحكيم، ثم دعا الحضور لقراءة سورة الفاتحة على روح الشهيد، ومن ثم قدم فضيلة الشيخ أحمد عطية موعظة دينية من وحي المناسبة.

وألقى قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في منطقة الشمال العميد بسام الأشقر كلمة، وجاء فيها: نلتقي اليوم في ثالث القائد النقيب الاخ اسامة واكد ابو مروان، لنؤكد ان طريق النضال حتمية لدى ابناء حركة فتح وقوات الامن الوطني الفلسطيني، فلا بد لهذه الطريق التي تعمدت بدماء الشهداء أن تستمر وأن يذهب خيرة شبابها في سبيل ان يرتقي الشعب وان نحمي مشروعنا الوطني الفلسطيني.
وتابع: إن الشهيد أبو مروان الذي ضحى بنفسه أثناء تأديته دوره المعهود في فض الإشكاليات، فكان استشهاده نتيجة رصاصات الغدر من ثلة عابثة بأمن واستقرار شعبنا واهلنا في مخيم البداوي.
وأضاف: إننا في حضرة الشهداء وزخم التضحيات لا يسعنا الا ان نعطي الحق لاهل الحق الذين دفعوا بأرواحهم في سبيل ان يبقى الاهل وتبقى المخيمات برمزيتها الوطنية الى حين العودة وتحقيق المصير.
وقال: إننا في قوات الامن الوطني الفلسطيني في شمال لبنان لا نزكي على الله أحدا، فالمعروف عن الاخ اسامة واكد بان له باع طويل في العمل النضالي ومواقع القتال والدفاع عن حركة فتح ومشروعنا الوطني داخل المخيمات حيث إرتقى شهيدًا في ايام فضيلة، فقد ارادها في مواجهة الاحتلال واعداء قضيتنا ولكن شاء القدر فقدر الله وما شاء فعل.
وأكد للاخوة ال واكد وال قشقوش الكرام وعموم شعبنا، بأن المصاب مصابنا وخسارتنا كبيرة بفقيدنا الغالي، ولكن يبقى عزائنا ان نستمر على نهج الشهيد ابو مروان الذي عاش مناضلًا وصلبا بالدفاع عن حركة فتح في اماكن تواجده.
وترحم على الشهيد اسامه واكد، داعيًا الله أن يتغمده بواسع رحمته ويدخله فسيح جناته وان يلهم اهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان.
وعاهد الشهيد ان نبقى في ريادة العمل الوطني والاحرص على أمن وإستقرار مخيماتنا، وأن يد الغدر والعابثين حتمًا ستقطع طال الزمان ام قصر.

كلمة عائلة الشهيد ألقاها الأستاذ جمال واكد، وجاء فيها: نفتقد اليوم هامة وطنية وقامة من مخيم نهر البارد ورمز وعماد من ال واكد، نفتقد اليوم من كان السند والجامع، المحب والمحبوب، الشجاع المتواضع، الصلب الطيب، والوطني الملتزم.
وتابع: عزاءنا انه رحل وهو صائم ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يقول: "يبعث كل عبد على ما مات عليه"، فاللهم ابعثه صائما، فمن علامات حسن الخاتمة ما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم "اذا اراد الله بعبده خيرا استعمله...قالوا كيف يستعمله...قال: يوفقه لعمل صالح قبل موته، فتوفى اخانا ابا مروان بعمل صالح، فنسأل الله عز وجل ان تكون خاتمته حسنة، وان يبعثه صائما مع الصالحين.
وأردف، اخوتنا واهلنا الاكارم نحن ال واكد ورغم الالم والخسارة الا اننا قفزنا فوق الجراح لما فيه امن وامان مخيماتنا  ونحتسب ابا مروان شهيدا.
وشكر الاخوة في الفصائل الفلسطينية على سرعة المبادرة وتسليم الجناة الى الدولة اللبنانية لينالوا جزاء ما اقترفت ايديهم، فنحن شعب واحد في مخيمين لا مكان بيننا للفتنة.
وطالب لجنة التحقيق ان تسرع بعملها واظهار النتيجة لينال المتورطين جزاءهم.
وتوجه باسم آل واكد بجزبل الشكر لسعادة سفير دولة فلسطين في لبنان الأخ أشرف دبور على مواساته وتعازيه، وشكر الاخوة في حركة فتح قيادة الاقليم وقيادة منطقة الشمال وقيادة قوات الامن الوطني الفلسطيني في منطقة الشمال، لوقفتهم الى جانب عائلة الشهيد، كما شكر الاخوة في الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية والروابط على تقديم واجب العزاء.

كلمة حركة "فتح" ألقاها أمين سرّ الفصائل الفلسطينية وحركة "فتح" في منطقة الشمال الأخ مصطفى ابو حرب، حيث نقل تعازي سعادة سفير دولة فلسطين في لبنان الاخ أشرف دبور، وتعازي أمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في لبنان الأخ فتحي أبو العردات وامين سرّ حركة فتح- اقليم لبنان الاخ ابو هشام فياض، وتعازي قوات الامن الوطني ممثلة بالأخ صبحي ابو عرب، وتعازي قيادة منطقة الشمال إلى آل واكد وآل قشقوش الكرام. 
وتحدث عن مناقبية الشهيد، حيث وصفه بالفتى الأغرّ الذي انتمى الى الثورة الفلسطينية وهو شبلا منحدرا من عائلة فلسطينية مناضلة من قرية البروة شمال فلسطين، وهو الذي آمن قطعا بحتمية النصر والعودة الى الديار.
وتابع: كان يُمني النفس ان تكون الوفاة في ساحات القتال في مواجهة العدو الصهيوني، ذلك الرجل في مواقفه وكلامته، كان ينتمي للمخيم باعتباره سفينة العودة الى الوطن، وذلك الرجل الذي عمل بالاية الكريمة "واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم"، فأعد وأستعد وكان على جهوزية تامة من اجل قتال العدو، فكانت شهادته دفاعا عن حرمة وأمن المخيم اصلاحا لذات البين، ذهب يواجه السلاح المتفلت لشباب طائش.
وأضاف: كم من عزيز فقدنا بسبب هذا السلاح المتفلت بمخيماتنا، هذه المخيمات التي كانت تعد الشباب وطنيا من اجل عملية التحرير والعودة الى فلسطين، اما اليوم بات فيها من يتعدون على حرمة أبناء المخيم.
وأكد بأن هؤلاء هم شذاذا آفاق المخيمات لا ينتمون لا لمخيم نهر البارد مخيم العلم والعلماء ولا لمخيم البداوي مخيم الثورة، هم مفسدون بالارض وجزاءهم ان تقطع ايديهم وارجلهم.
وشدد على ضرورة حرص الجميع على حماية المخيم وامنه لأنه امانة في اعناقنا، مخيماتنا يجب ان تنعم بالأمن والأمان وهذه مسؤوليتنا جميعا.
واردف، كان آخر عهدنا مع الشهيد اسامة صلاة المغرب، كنا نتحدث بشؤون اهلنا في المخيم، ولكن القدر كان أسرع، فقلنا وداعا لجسد طاهر ولكن ذكراك باقية فينا، لانك انتميت الى مدرسة الياسر المدرسة الوطنية التي خرجت ولا زالت تخرج اشبالا يحملون الراية ويتناقلون البندقية ويحرصون على ان تكون بندقية وطنية لا تتجه الا نحو صدور العدو الغاصب.

وتابع: رحلت جسدا وتركت فينا جيلا من الشباب الذي كنت تعمل جاهدا من اجل ان يكونوا بالصف الوطني في صفوف حركة فتح.
وأضاف: ماذا اقول وانا افقد الاخ والصديق والعزيز ولكن لك البشرى ابا مروان بأنك بإذن الله تعالى في العليين برفقة النبيين والصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا.
وأكد بأن القوة الأمنية المشتركة والفصائل الفلسطينية قامت بتسليم الجاني مباشرة، وشكلت لجنة تحقيق وهي تقوم بعملها ونعمل جادين كي نحفظ امن المخيمين.

وأشار إلى تسليم بعض العابثين في مخيم البداوي، وسنسعى جاهدين كي نجتث العبث من مخيم نهر البارد وايدينا بايدي بعضنا لحماية المخيم بحدقات العيون واضلاع الصدور.

وفي الختام كان دعاء عن روح الشهيد أسامة واكد للشيخ أبو عثمان.

ومن ثم تقبلت قيادتي حركة "فتح" وقوات الأمن الوطني الفلسطيني في منطقة الشمال وآل الشهيد التعازي من المعزين.