كأنها خُلقت من صخر... ستون عامًا وحركة فتح تقف كالجبل أمام إرهاب الاحتلال وعواصف السنين وخيانات القريب والبعيد. 

منذ الفاتح من يناير 1965، شقّت طريقها بالدم، وفتحت أبواب الكفاح المسلح بجرأة لم يعرفها التاريخ الفلسطيني الحديث. وصانت القرار الوطني المستقل وحافظت على قدسيته بالدماء وعمق التضحيات وميادين النضال المتنوعة.
 
"فتح" اقتلعت الخوف وزرعت الثورة فأزهرت مشروعًا وطنيًّا جامعًا. جرّبوا كسرها ألف مرة، وطعنوا ظهرها ألف طعنة، لكنها كانت تخرج اقوى في كل مرة، وكانوا يخرجون محطّمين عند أقدام أشبالها وزهراتها.

 من معارك العاصفة إلى حصار بيروت، من المنافي إلى الوطن، "فتح" صوت الأرض التي تأبى أن تُباع أو تُرتهن وكرامة الشعب الذي يرفض الذل والخنوع.

في ذكرى انطلاقتها، تُعلن فتح من جديد: الجبال تتعب، والرياح تهدأ، لكنها لا تعرف السكون: أبناء وأحفاد الياسر يواصلون الدرب بصمود وثبات ولن يقبلوا بأقل من التحرير والعودة.

التعبئة الفكرية لحركة فتح - إقليم لبنان