خلال ستة وستين يوما من تصعيد العدوان الاسرائيلي على لبنان الشقيق، ارتفعت حدة التهديدات للمخيمات الواقعة في الجنوب والبقاع، وأُنذرت بالاخلاء سواء بذكرِها مباشرة او بوضعها ضمن المربعات الحمراء للاستهداف. 

كانت حركة فتح على يقين انّ إخلاء هذه المخيمات يقدّم لاسرائيل فرصة ذهبية لتدميرها كاملة وبالتالي تهجير اكثر من مئة الف فلسطيني، وهو حلم الاحتلال ومؤامرته لضرب حق العودة. 

لم تعطِ حركة فتح لإسرائيل الفرصة. وتمسكت بتعزيز مقومات صمود ابناء شعبنا سواء المتواجدين في هذه المناطق او النازحين أو المقيمين في المناطق التي تعرض محيطها للقصف او استقبلت نازحين. وشكلت جمعية ابناء شهداء فلسطين "صامد" وجمعية "الخدمات الطبية" العامود الفقري لهذا الإسناد الاجتماعي والصحي والاغاثي. 

لم تغادر قيادة حركة فتح في صور والبقاع (وهي المناطق التي طالها التحذير بالاخلاء) الميدان واطّلع سفير دولة فلسطين عن كثب على يومياتهم في زيارته لهم تحت القصف، ومتابعته على مدار اليوم للامدادات التموينية والرعائية في مشهد متكامل قدّم أبهى معاني الصمود والاصرار على حق العودة مهما غلت الاثمان. فانتصر المخيم.

إنه العهد والقسم بالسهر على شعبنا ومصلحته الوطنية وبناء مستقبل لابنائه لا يرضوا ان يتركوا فيه المخيم إلا الى فلسطين. وهذه وصيّة الشهداء.


التعبئة الفكرية لحركة فتح - اقليم لبنان