الكنيست الإسرائيلي صوت لصالح حل نفسه بنفسه وسوف يذهب إلى الانتخابات في مطلع شهر تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، أي انتخابات خامسة في ثلاث سنوات ونصف السنة، هل هذا عشق خاص للانتخابات والديمقراطية أم أن الأمور من حول إسرائيل وداخلها في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لا تزال في أوجها، إسرائيل كانت تعتقد غير ذلك، عندما انحازت لها بريطانيا التي فرضت احتلالها لفلسطين ليكون ذلك الاحتلال البريطاني توطئة كاملة وشاملة لطرد الشعب الفلسطيني من وطنه وكانت آخر القفزات الإسرائيلية احتلال القدس الشرقية والضفة وقطاع غزة في عام 1967 ظنًا من الدول الداعمة لإسرائيل أن الشعب الفلسطيني الذي احتلت أرضه ومقدساته وطرد من أرضه وجابه أطوارًا من العدوان الشاذ اسمه الاستيطان، لن تبقى له فرصة سوى الاستسلام، ولكن منذ الدقيقة الأولى خاب إلى حد الفاجعة أمل ذلك التجمع الظالم، فقد فجر الشعب الفلسطيني بقيادة "فتح" وتحت مسمى أكثر اتساعًا وهو منظمة التحرير ممثله الشرعي والوحيد، والثورة الفلسطينية المعاصرة، وفي الحادي والعشرين من آذار عام 1968 خاضت الثورة معركة مهمة، خالفت فيها أحد المبادئ الرئيسية لحرب الشعب مراعاة لعدم توازن القوى، حرب الشعب من أبرز مبادئها، اضرب واهرب، "فتح" قالت في معركة الكرامة لا أضرب وأثبت، وحققت أول نصر لشعبها الفلسطيني، ودهش الكبار والصغار لهذه الثورة التي قامت وسط بئر البترول أما الفلسطينيون الذين فجروا الثورة فقالوا هذا هو الكلام المناسب، كل أساليب التهويل والتخويف والتهديد استخدمها الجميع بدون استثناء، لكنها لم تجد شيئًا، وحتى الثورة المعجزة تحولت بعد سنوات إلى انتفاضة شاملة
والانتفاضة الشاملة تحولت إلى مفاوضات مع إسرائيل العدو الوجودي، وكل تلك المفاوضات المذهلة لم يكن يتوقعها العدو، هذا العدو الوجودي لا يصدق سوى نفسه، وهذا هو سبب المأزق الإسرائيلي، فالرئيس الأميركي قادم إلى المنطقة، وسيلتقي مع رئيسنا ورأس شرعيتنا الفلسطينية الأخ الرئيس أبو مازن، وهو كرر أكثر من مرة أنه لا بد من قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، نفتالي بينيت أعلن أنه لن يشارك في الانتخابات القادمة، المأزق الإسرائيلي يهدد بانفجار داخلي، ربما حرب أهلية، كمية هائلة من المعرفة والإيمان بالثوابت تسندنا، تجعل قرارنا قادرًا على التشكل في أصعب الظروف، وحدتنا ليس هناك أحد قادر على تفتيت مداميكها الضخمة، لأن وحدتنا هي أصل وجودنا، وجوهر قضيتنا العادلة، ومركز ثوابتنا المقدسة، ومن يعبث بهذه الوحدة كمن يعلن أنه يريد أن ينتحر، المعركة السياسية والميدانية على وشك الاحتدام، مبادئنا من أول يوم هي هي، فلسطين حاضرة ولن تغيب أبدًا لن تغيب.
المصدر: الحياة الجديدة
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها