إحياءً للذكرى السّنويّة الأولى لاستشهاد العميد نايف عثمان "أبو أحمد"، نظَّمت حركة "فتح" حفلاً تأبينيًّا للفقيد اليوم الأحد 18-3-2018 في قاعة الرئيس "أبو مازن" في مخيَّم الجليل في منطقة البقاع، حيثُ غصَّت القاعةُ بحشدٍ جماهيريٍّ سياسيٍّ وشعبيٍّ تقدَّمه عضوا قيادة حركة "فتح" – إقليم لبنان اللواء محمد زيداني وم.محمود سعيد، وأمين سر حركة "فتح" – منطقة البقاع فراس الحاج وأعضاء قيادة المنطقة، وأمناء سر الشُّعَب التنظيمية وأعضاؤها وكوادرها، إلى جانب ممثِّلين عن الفصائل والأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية واللبنانية، وممثِّلين عن اللجان الشعبية والمؤسَّسات العاملة في الوسط الفلسطيني، وآل الشهيد، ورجال دين، وأهالي من المخيَّم.
بدأ المهرجان بالاستماع للنشيدَيْن الوطنيَّيْن اللبناني والفلسطيني، ثُمَّ قراءة الفاتحة لأرواح الشهداء من الشعبَيْن اللبناني والفلسطيني، وكانت الكلمة الأولى لتحالف القوى الفلسطينية ألقاها وليد عيسى، فقال: "عامٌ مضى على غيابِكَ، وما زالت صورَتُكَ وطيفُكَ بيننا حيًّا فينا، وأذكرُكَ ونذكرُكَ جميعًا في كلِّ الأماكن والمناسبات، ونذكرُكَ في الشدائد والصِّعاب، وكلِّ وقفات العِزّ، هي سيرتُك وتاريخُك النضالي الذي رسَّختَهُ في ثورتك وحركتك حركة "فتح". في ذكراكَ ما زالت قضيَّتُنا والواقع الفلسطيني يمرُّ بأخطر المراحل، وذلك جرّاء المؤامرة الأمريكية التي يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمةً للكيان الصهيوني، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس في محاولة تقودها الإدارة الأمريكية والعدو الصهيوني، وبغطاء من بعض الأنظمة العربية، لشطب القضية الفلسطينية وإلغاء حقِّ العودة، وكذلك الضغوط التي تُمارَس على وكالة "الأونروا" من خلال وقف الدعم المالي لها، ومحاولة شطبها ووقف خِدماتها، وهنا نذكر بكلِّ مرارةٍ موقِفَ وزير خارجية لبنان الذي دعا إلى شطب قيود اللاجئين من سجلّات "الأونروا"، ونقول: لمصلحة مَن مثل هذه التصريحات التي لا تخدم العلاقة اللبنانية الفلسطينية؟!".
وختمَ كلمته بتوجيه التحيَّة لدولة رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري على مواقفه الداعمة للحق الفلسطيني مؤكِّدًا أنَّ الفلسطينيين طُلابُ حقٍّ ولا يَرغبون ولا يُفكِّرون بالتوطين.
ثُمَّ ألقت حفيدة الشهيد عثمان الطفلة جنى أحمد كايد كلمةً ممَّا جاء فيها: "جَدي كالسّيف لا يهدأ، كالخيل لا تموت، كالوطن لا يتغيَّر. حمَلَ السِّلاح باكرًا وأتقنَ فنَّ القِتال والسياسة، سَخِرَ من الموت شابًّا، كان دائمًا يبحثُ عن المخاطر للدفاع عن الوطن والقضية، تجاوز مراحل الخوف والتردُّد، وحَمَلَ تاريخًا حافلاً بالإنجازات والشجاعة. نعدُكَ أنَّنا سنبقى على النهج العرفاتي حاملين الرّاية، وسلامٌ عليك يوم رجعت روحك إلى بارئها راضيةً مَرضيّة".
كلمة آل الشهيد ألقاها خالد عثمان "أبو جهاد" فقال: "ينحني الوطن إجلالاً لأرواح أبطاله، وتغيبُ الشمس خجلاً من تلك الشموس، في ذكراك أتذكركَ بطلاً مِقدامًا مُحبًّا لدينِكَ ووطنك وشعبِكَ وأُمّتك. لقد كنتَ أيّها البطلُ رقمًا صعًبا، كنتَ رجلاً يومَ عزَّ الرجالُ، كنتَ عنيدًا لا تهاب الصِّعاب. عرفناكَ مُناضلاً فتحاويًّا أصيلاً منذُ نعومة أظفارك.. في ذكراك ماذا عساي أن أقول يا والدي، يا أخي، ياصديقي، يا قائدي وقرَّة عيني؟! ربَّيتَنا على محبّة الثّورة وفلسطين، ربَّيتنا على حُبِّ الفتح والياسر، كنتَ دومًا تنظر نحو فلسطين فقدَّمت الشهيد الأول في هذا المخيَّم. في ذكراكَ نُجدِّد العهد والوعد بأن نحفظَ أمانةَ القائد ياسر عرفات والمؤتمَن عليها الرئيس أبو مازن".
أمَّا كلمة حركة "فتح" و"م.ت.ف" فألقاها اللواء محمد زيداني، وجاء فيها: "أُهدِيكُم بطاقةَ حُبٍّ ووفاء من سعادة سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور، ومن قيادة حركة "فتح" - إقليم لبنان. سنةٌ من الأحزان، وسنةٌ من الآهات، سنةٌ والدموع تذرف سيلاً، وسنة منزلنا خالٍ من الحياة، هذا ما هو كائن، وهذا ما لا يجب أن يكون، تعالوا لنقلب المشهد، ونستبدل المفردات نحو أفضل سنة على وداع الفارس، وبعد عامٍ على غيابك أبا أحمد ما زلتَ تاجَ العِزِّ الذي نلبس ونُزيِّن به هاماتِنا، وبعد عامٍ على الرحيل يا من أشبَعت عقولنا بصدق الإنتماء لحركة التاريخ نحنُ على العهد والوعد أن نجعل من ابتسامات أطفالنا لا تغيب، لتستمر الحياة، وسنوقِفُ الدمع لنزرعَ الحُبّ الذي أورثتَنا إيّاه في ذكراك ياسيّد الرجال".
وأضاف: "نحنُ مَن جعل آذار ينطِق الفلسطينية بامتياز، حيثُ كان له موعدٌ مع الكرام وصنّاع الكرام، وفي الحادي عشر منه ودَّعت دلال بحر صُوْر لتبني دولتها على شواطىء حيفا، وكذلك سافوي البطولة، ووداع آيات الأخرس، والحصار الثالث للرمز ياسر عرفات، في ذكراك أيَّها الفارس نقولُ لكلِّ المستأسدين على فلسطين وقضيّتها بهدف إركاعنا وإخضاعنا لشروط مذلّة ومهينة: واهمون أنتُم، وعبثًا تحاولون، لأنَّكم أمَّام شعب مجرّب والمساس بمسلّماته ومحرّماته هو مساسٌ بالخطوط الحمر التي دونها الرقاب وللأقربين والأبعدين إنَّ (الترمبية) لامكانَ لها عندنا، ومَن يُراهن عليها فهو واهمٌ وما حبر ترامب إلّا أشبه بحبر بلفور حول القدس العاصمة مُتجاهلاً ومُتناسيًا أنَّها درّة التاج والمعراج، سياجُها الحرائر والأحرار يذودون عنّا بالغالي والنفيس وهُم الذين قرَّروا اختيار الآخرة بدلاً من الدنيا صونًا لعفتها، هي القدس التي ما زال أهلها يدركون أنَّ ظهيرهم العربي والإسلامي معافى والهمّة عالية".
وتابع اللواء زيداني: "لدينا الشجاعة أن نقول نعم وأن نقول لا عندما يتعلَّق الأمر بمصلحة الوطن، قالها الرئيس أبو مازن الأمين المؤتمن، وقائد حالة الثبات في عصر الخنوع. وإلى لبنان الذي نحبُّ ونهوى لن نكون إلّا الأوفياء لسِلمكم وسلامكم ولعافية هذا الوطن الجميل، ونعتزُّ بمقاومتكم بوجه الطغاة، وكلِّ مربّعات الشرـ وبجيش توحَّد الكلُّ الوطني حوله، فأكسبَهُ القوّة والعنفوان".
وفي ختام المهرجان، قُدِّمَت درعٌ تكريميّةٌ وفاءً لعائلة الشهيد نايف عثمان "أبو أحمد"، وكذلك كأس دورة كرة الطاولة للفائزين، ثُمَّ قام وفدٌ بزيارة منزل العميد عثمان، حيثُ قدَّم اللواء محمد زيداني هديةً رمزيّةً للعائلة، كما قُدِّمَت لوحةٌ بِاسم قيادة حركة "فتح" – إقليم لبنان لأمين سر منطقة البقاع فراس الحاج.
إعلام حركة "فتح" - لبنان
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها