الشاعرة الفلسطينية نهى عودة

أنْ تُحبِّي ثائِرًا 

يَعْني أنْ تكونَ جمِيعُ 

الرَّصاصاتِ مُوَجَّهةً إلى صَدْرِك 

كلُّ صرْخَةٍ تأخذُ منكِ 

خَوْفًا

وَجَعًا 

وبَعْضًا من رُوحِكِ 

تُوقِنِينَ بأنَّ اللَّيلَ لا يُهادِنُكِ 

ولنْ يفعل

هو ليلٌ لِلِقاءٍ تَنْجلِي به 

جميعُ الأسْئلةِ 

أنْ تُحِبِّي مُقاوِمًا 

يَعْنِي أنْ تَكُونِي امرأةً

رَغْمَ صِغَرِ سِنِّكِ 

طِفْلَةً لا تَأبَهُ بالوقتِ

وتَقَلُّبِ الصَّفحات في دَفْتَر العُمْرِ

عَجُوزًا أوْرَقَ عُكَّازُها

فَقَدَتْ كَثِيرًا مِنَ الشَّغَفِ

اسْتَبْدَلَتْهُ شَجاعَةً 

ومَا ضَرَّهَا مُحْتَلٌ 

مَا أخَافَها نَذْلٌ

ظَلَّ قَلْبُهَا صَوْمَعَةً لِرَجُلٍ 

يَلِيقُ به الاعْتِكافُ في الانْتِظارِ

يَتَرَقَّبُ زَقْزَقةَ الرَّسائلِ مع عَصافِيرِ الصَّباحِ

أنْ تُحِبِّي فِلسطِينِيًّا

يَعْنِي أنْ تَكْتُبِي ذِكْرياتَكِ 

بالدُّموعِ

بِشَهْقَةِ الْتِقاءِ العُيُونِ

يَمُرُّ يَوْمُك كأنَّه عُقُودٌ 

ويَمُرُّ يَوْمُك كَرَكْعَةِ سُجُودٍ 

ومَهْرُ الوُدِّ كُوفِيَّةٌ 

وآهٍ.. من يَضمنُ عَقْدَ الحُبِّ

لَرُبَّمَا يَضْمِحِلُّ

بِعمليَّةٍ اسْتشهاديةٍ

تَمحُو عَدُوَّ الحُبِّ

المُستوْطِنَ اللَّعِينَ

أنْ تُحِبِّي ثائِرًا 

حامِيًا 

مُدافِعًا 

لاَجِئًا 

مُنْتَظِرًا 

قاهِرًا لِعَدُوِّهِ

شَغُوفًا بهذا العِشْق 

يَعْنِي.. فِلَسْطِين 

أرْضُ حُبِّ وحَرْبٍ 

وما عليك سوى أنْ تَنْضُجِي

بَيْنَ وَرْدَةٍ ومَوْتٍ 

تُنْجِبِينَ 

آلاَفَ الفِدائِيِّينَ

ويَبْقَى قَلْبُكِ مُشْتَعِلاً

على مَرْمَى صَيَّادٍ

جاءَ إلى هَذِي البِلاد 

بِطَريقةٍ عَبَثِيَّةٍ 

أنْ تُحِبِّي فِلسطِينِيًّا

يعنِي أنْ تَتَدَفَّقِي كلَّ يوْمٍ

أَنْجُمًا وموْجًا وأصْواتَ

ولُغَاتٍ تَقُول

هي مَسْرَى رَسُولِنَا 

فلسطينُ أرْضٌ كَنْعانِيَّة