يستعد الجيش الإسرائيلي لإمكانية مواصلة انتشار قواته في الجنوب اللبناني بعد انتهاء مهلة الـ"60" يومًا المحددة باتفاق وقف إطلاق النار مع الجبهة الشمالية في لبنان، بحسب ما أفادت صحيفة "هآرتس"، مساء يوم أمس الأربعاء 2024/12/25، فيما زعم الجيش الإسرائيلي أنه تمكن من تدمير 80% من قدرات الجبهة الشمالية الصاروخية، و70% من أسلحته الإستراتيجية وقتل 3,800 من مقاتلي الجبهة.

وينص اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل والجبهة الشمالية، على أن الجيش الإسرائيلي سيكمل عملية انسحابه من الجنوب اللبناني خلال فترة أقصاها "60" يومًا، وذكرت "هآرتس"، أن الجيش الإسرائيلي لا يعتزم سحب قواته من لبنان في حال عدم التزام الجيش اللبناني بالاتفاق وعدم بسط سيطرته الكاملة على جنوبي لبنان.

يأتي ذلك عشية مرور "30" يومًا على دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، إذ أصدر جيش الاحتلال معطيات عن حربه في لبنان، تشمل كذلك انتهاكاته للاتفاق التي يزعم أنها جاءت في إطار مواجهة "خروقات" الجبهة الشمالية، المطالبه بالانسحاب إلى شمالي نهر الليطاني، وفي المجمل، فإن الجيش الإسرائيلي "راض" عن تطبيق الاتفاق ودور الولايات المتحدة في فرضه.

واعترف الجيش الإسرائيلي أنه قتل "44" لبنانيًا بعد دخول الاتفاق حيّز التنفيذ في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وادعى أنهم عناصر في الجبهة الشمالية "انتهكوا الاتفاق"، وأقر بأنه نفذ خلال هذه الفترة "25" هجومًا على مواقع لبنانية، وزعم رصد "120" خرقًا للاتفاق من الجانب اللبناني، فيما تواصل القوات الإسرائيلية الانتشار بالقرى اللبنانية الحدودية ومنع عودة الأهالي إليها.

وشرع الجيش الإسرائيلي بإنشاء بنية تحتية عسكرية في عدد من المواقع على طول المنطقة الحدود، بعضها في جيوب تقع خلف السياج الحدودي، كما يعمل الجيش الإسرائيلي على بناء "عائق" جنوبي الخط الحدودي، وذكرت "هآرتس"، أن بعض النقاط العسكرية التي يقيمها الجيش الإسرائيلي في نقاط يعتبرها "حساسة" ستكون داخل الأراضي اللبنانية.

وفقًا للتقديرات الإسرائيلية، خسرت الجبهة الشمالية حوالي 30% من مقاتليه منذ بداية الحرب في 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، قبل أن تقرر إسرائيل تصعيدها في 23 أيلول/ سبتمبر الماضي، ويدعي الجيش الإسرائيلي أنه قتل حوالي 3,800 مقاتل، بينهم 2,762 قتلوا بعد تصعيد الحرب وبدء التوغل البري في بداية تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

وبالإضافة إلى اغتيال الأمين العام للجبهة الشمالية، و"13" من قيادات الصف الأول في الجبهة، ويقول الجيش الإسرائيلي إنه قتل "700" مقاتل في وحدة الرضوان، وإصابة نحو "1000" من قوة النخبة التابعة للجبهة، ويشدد على أنه قوّض قدرة الجبهة الشمالية على تنفيذ هجمات برية على إسرائيل بواسطة الوحدة التي باتت دون تسلسل قيادي وفقدت كفاءة قدراتها الهجومية.

كما يقدر الجيش الإسرائيلي أنه دمر حوالي 80% من قدرات إطلاق الصواريخ لدى الجبهة الشمالية، وحوالي 75% من مواقع إطلاق الصواريخ قصيرة المدى التابعة للجبهة، بالإضافة تدمير حوالي 70% من القدرة العسكرية الإستراتيجية للجبهة الشمالية، بما يشمل الصواريخ بعيدة المدى والدقيقة والصواريخ البحرية والصواريخ الموجهة وغيرها من القدرات.

ويدعي الجيش الإسرائيلي أنه سلب الجبهة الشمالية قدرتها على تنفيذ هجمات صاروخية متزامنة وواسعة النطاق على إسرائيل، وتقدّر الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن الجبهة الشمالية لا تزال تملك مئات الصواريخ قصيرة المدى ومئات الصواريخ طويلة المدى، فيما يعتبر الجيش الإسرائيلي أن الجبهة الشمالية باتت تواجه أزمة داخلية مع بيئته الحاضنة على خلفية نتائج الحرب.

ووفقًا للمسؤولين في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية: فإن "انهيار الجبهة الشمالية خلال الحرب أدى إلى أعظم إنجاز إسرائيلي، والذي يتمثل بإلحاق أضرار جسيمة بالمشروع الإيراني للتموضع العسكري في الشرق الأوسط والذي تحقق بسقوط النظام في سوريا، وترى تل أبيب أن خسارة التواصل الجغرافي (بين سوريا، ولبنان) يضع طهران في أكبر أزمة تواجهها منذ أن بدأت في مشروع بسط نفوذها الإقليمي عبر أذرعها في المنطقة".