قرار الحكومه الفلسطينيه بإعلان يوم الثالت عشر من ايار المقبل لاجراء الانتخابات المحلية التي طال انتظارها، هو قرار حكيم وشجاع، وقد تم التمهيد له منذ فترة ليست بالقصيرة، مع محاولات جادة ومخلصة لتوحيد الموقف بين الجميع، ولكن ثبت للقاصي والداني ان حماس لا تستطيع ان تنتج نفسها الا بهذه الكيفية، ولا تستطيع ان تجد نفسها في السياقات والضرورات الفلسطينيه المتصاعدة، ودورها الدي تتقنه وتتشبث به هو الابتزاز والتعطيل والمناكفة لذات المناكفة ومحاولة ارتهان المشروع الوطني كله لأولويات غير فلسطينية، وهي تقدم نفسها للأطراف الخارجية المعادية بأنها قادرة على الحاق الاذى بمشروعنا الوطني، وانها ما زالت خارج كل الأولويات الفلسطينية، حتى لو أدى الامر الى انقلاب التيار المسيطر في غزة على مرجعيات حماس نفسها.

الانتخابات المحلية /هي استحقاق مباشر للشعب الفلسطيني جميعا على ارض وطنه، لتحسين ظروف حياتهم اليومية في قراهم ومدنهم ومخيماتهم، وتمكنهم من الصمود اكثر على هذه الأرض، ولكن حماس التي تعرف انها عن عمد ربما عن قلة خبرة وسوء تقدير قد جعلت هذه الحياة اليومية في قطاع غزة في اسوأ حالاتها مند 10 سنوات، وهي تعرف ان هذا الشعب لن يعطيها صوته في أي انتخابات قادمة، لذلك راحت تعلن الفيتو مرة تلو الأخرى ضد كل ما هو فلسطيني سواء على صعيد انجاز الوحدة والخلاص من هذا الانقسام الأسود الدي كان فكرة وتخطيطا وتنفيذا صناعة اسرائيلية 100%، او على صعيد الانتخابات المحلية او الانتخابات العامة، او على صعيد تسليم كل الوزارات الموجودة حاليا لحكومة التوافق الوطني، او ايجاد حل جذري لموضوع الكهرباء الدي فاحت منه على يد حماس رائحة الفساد المالي وغير المالي، كما ذكرت الوكالة الوطنية في تقريرها، واصبح لديها كل استحقاق وطني مؤجل لماذا؟

لأن حماس ليست جاهزة ولأن أولوياتها مختلفة والوهم يراودها في كل حين، وهي تفرح في كل مصيبة فلسطينية لأن وهمها يصور لها ان كل وجع فلسطيني هو بشرى لها وخير وطريقة للسلامة.

وهذا قرار من الحكومه الفلسطينية لاعلان موعد الانتخابات جاء خلاصة للحكمة والشجاعة، ودخولنا في مرحلة جديدة عنوانها ان ما ينفع فلسطين هو أولا، ولن يكون بعد اليوم هذا الابتزاز والارتهان.