أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي يوم الجمعة في السابع من آذار، على حرق وتخريب مسجد النصر الأثري التاريخي في نابلس، بشكل متعمد مقصود فجر ذلك يوم، مما يدل على مدى الكره والحقد الإسرائيلي الصهيوني اليهودي، للإسلام والمسلمين، للعرب والعروبة، لفلسطين وللفلسطينيين، للإنسان ولكل قيمه الإنسانية. كره، حقد، تطرف، يهدف إلى تحويل وإلغاء وشطب فلسطين الإسلامية المسيحية العربية الفلسطينية، وتهويدها وأسرلتها وعبرنتها وصهينتها، هذه هي حقيقة الصراع بين المشروع الوطني الديمقراطي التعددي الفلسطيني القائم على احترام الدين والقومية والقيم وحق الإنسان في الحياة، وفق إيمانه بما يؤمن، واحترام الآخر، في مواجهة مشروع إسرائيل الاستعمارية التوسعية، الأحادية العدوانية الاحتلالية الإحلالية.
الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يقوم على مفردتين: الأرض والبشر، تمكنوا من احتلال كامل خارطة فلسطين، ولكنهم فشلوا استراتيجياً في تهجير كامل الشعب الفلسطيني، حيث بقي على كامل أرض فلسطين، شعب فلسطيني، يتجاوز السبعة ملايين، ولذلك يسعون لتقليص الوجود العربي الفلسطيني الإسلامي المسيحي من أرض فلسطين، يعملون على تدمير حياة الفلسطينيين وجعل أرضهم ومؤسساتهم وجامعاتهم ومدارسهم طاردة لهم، ولذلك دمروا الجامعات والمدارس والمساجد والكنائس، وكافة المؤسسات في قطاع غزة، ففي حربهم المجنونة المتطرفة على القطاع منذ 8 تشرين أول/أكتوبر 2023، دمروا أكثر من ألف مسجد، وفي طليعتها المسجد العمري الكبير في مدينة غزة، وهو أقدم المساجد في فلسطين التاريخية، الذي بُني منذ القرون الوسطى، وتعرض للاستهداف يوم الجمعة 8-12-2023، بالقصف الجوي، كما تعرض مسجد خالد بن الوليد في خان يونس يوم الأربعاء 8-11-2023، لتدمير مماثل، وفي يوم الثلاثاء 7-12-2023، تعرض مسجد السيد هاشم، لغارة جوية دمرته. ومن المعروف أن هذا المسجد يقع فيه ضريح جد الرسول محمد عليه السلام، هاشم بن عبد مناف، وهو سبب إطلاق اسم غزة هاشم على مدينة غزة.
وفي الضفة الفلسطينية، تعرض 15 مسجداً للاعتداءات من قبل قوات المستعمرة، ومن قبل المستوطنين المتطرفين اليهود، منذ بداية العام الجاري 2025، قام المستوطنون حسب رصد وزارة الأوقاف الفلسطينية، بجرف مدخل مسجد عبد الرحمن في قرية زيتا جماعين، كما هدمت قوات الاحتلال مسجد عرب الرماضين في قلقيلية، وهاجم المستوطنون مسجد بلدة عوريف وحطموا نوافذه، وبإجرام مماثل تعرض مسجد التقوى بالشنوانة في قرية يطا، ومسجد القزازين بالخليل، وتعرض مسجد السنية في البلدة القديمة بالخليل للاعتداء عبر إلقاء زجاجات الخمر في باحاته، كما اعتدت قوات الاحتلال على مسجد صلاح الدين في أبو ديس وخربت محتواياته، واقتحمت مسجد سكاكا في سلفيت.
قتلوا ودمروا، لأنهم فشلوا في إنهاء الوجود العربي الفلسطيني على أرض قطاع غزة، وها هم ينقلون جرائمهم وعنصريتهم وفاشيتهم من القطاع إلى أرض الضفة الفلسطينية، دمروا المخيمات، وها هم يستهدفون المساجد، تاريخها، إرثها، وبما تمثل من قيم ودوافع للتماسك والصمود والإيمان، وأن فلسطين لشعبها، كانت وستبقى وستعود، بالبقاء والصمود أولاً، والنضال والتضحيات والعمل الكفاحي المتواصل ثانياً.
إعادة بناء المساجد والكنائس، مهمة وطنية كما هي دينية يتداعى لها كل من يؤمن أن المسجد له رفعة ومكانة ودور ولقاء ورسالة من السماء وللسماء، وللمسلمين على الأرض، كما هي الكنيسة مصدر إرعاج للمستعمرة وبرنامجها لأنها تقوم أيضاً على الولاء للوطن، منذ أن كان السيد المسيح الشهيد الفلسطيني الأول، كما كان يقول الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها