بعد تولي الرئيس الأمريكي المصارع رجل المال والأعمال دونالد ترامب سدة الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية رسمياً في العشرين من شهر يناير المنصرم، وأمسك زمام الأمور بالرغم من المظاهرات الكثيرة التي خرجت ضد القرارات الهوجاء التي اتخذها ووقع عليها بمجرد توليه الحكم. لأنه يحمل فكر الشعوبية الفاشية الأمريكية القديمة الجديدة؛ والذي أعلن الحرب على الإسلام. وعلى أثر ذلك فُتحت شهية الإرهابي رئيس وزراء دولة كيان الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والذي يتعرض للتحقيق من قبل الشرطة الإسرائيلية هو وزوجته بتهم الفساد، ومطالبات صهيونية بإجراء انتخابات إسرائيلية مبكرة؛ ومن أجل أن يخرج من هذا المأزق، بدأ يتحضر جديًا لشن حرب وعدوان رابع على قطاع غزة المحاصر، هو ووزير دفاعه الإرهابي المتطرف اليميني افيغدور ليبرمان. إن الحديث عن التصعيد العسكري الإسرائيلي علي قطاع غزة والذي روجت له مؤخرا وسائل الإعلام والصحف الإسرائيلية مثل يديعوت أحرنوت، ومعاريف والتي قالت:" الحرب الرابعة على غزة بات قاب قوسين أو أدنى

وقد استقبل غالبية سكان قطاع غزة هذا التصريح بعدم المبالاة مع خوف البعض من تنفيذ جرائم حرب جديدة من قبل قوات الاحتلال النازي، ولكن معظم سكان قطاع غزة والذين أنهكهم حصار عشر سنوات وثلاثة حروب متتابعة وآلاف البيوت المدمرة والشهداء والجرحى، في العدوان والحروب السابقة، لن يخسروا أكثر مما فقدوه؛ وقد ضاقت بهم الدنيا درعًا من الحصار ومن انقطاع التيار الكهربائي المستمر والبطالة وتفشي الأمراض الخبيثة، وانسداد الأفق وانحسار الأمل بالمصالحة وعدم إنهاء الانقسام، والشباب بلا مستقبل وبغير عمل، كل ذلك جعل المجتمع الغزي يعتقد أن العدوان الإسرائيلي لو حصل لن يغير كثيراً من واقع مأزوم. إن التحريض في وسائل الإعلام ومن قادة الكيان للعدو الإسرائيلي ضد قطاع غزة وتكبير حجم المقاومة بأنها استعادت عافيتها وتمتلك صواريخ موجه بالليزر! وكأنهم يقولون للعالم أنه جيش مقابل جيش وصواريخ مقابل صواريخ!، ومساواة الجلاد المحتل الصهيوني بالضحية الشعب الفلسطيني. وهذه اللعبة التي يلعبها الإعلام الإسرائيلي مكشوفة و معروفة لكن الموقف النهائي تجاه الحرب مع غزة لم يحُسم بعد ولكنه ممكن، لأن اليهود بطبيعتهم قومٌ بهُت، ينقضون العهود والمواثيق، وشيمتُهم الغدر والقتل، وهم الشعب الوحيد في العالم الذي تجرأ على أنبيائهم وقتلوهم، وغدروا بهم.

وهم جُبناء أذلاء أحرص الناس على حياة مهما كانت!، وحينما لا يستطيعون مواجهة المقاومة ينتقمون فوراً من السكان الأبرياء المدنيون العزل من أبناء الشعب الفلسطيني، والحقيقة تقول بأن معظم الشهداء في الجانب الفلسطيني في الحروب السابقة كانت من المدنيين؛ بينما معظم الخسائر في القتلى في الجانب الإسرائيلي من العسكريين، وحول إمكانية وفرضية شن عدوان صهيوني جديد على غزة مُباغت يتفاجأ به الفلسطينيين، فلقد علمتنا الشواهد التاريخية للعقلية الصهيونية وللقواعد الأمنية الإسرائيلية بأنهم بالرغم من اتفاقات التهدئة المتكررة مع الشعب الفلسطيني وقيادته؛ وبرعاية العالم أجمع إلا أنهم ينقضون العهود والمواثيق كعادتهم وهم من يبدأ في الغدر والخيانة وإطلاق النار وهم لا يلتزمون بالعهود أبدًا على الشعب الفلسطيني الأعزل إلا من الإرادة والعزيمة. فالعقيدة الأمنية الصهيونية في إسرائيل لا تقبل أن تتآكل وتضعف قوة ردعها ولا تقبل ألا تحرز انتصارًا واضحاً، وإن كيان الاحتلال الغاصب:(إسرائيل)، اذا ما توفرت لديها الفرص التي تحرز من خلالها انتصاًرا كبيرًا أو صيدًا ثمينًا لن تتأخر بالنيل منه، وإن الترويج لحرب رابعة يدخل من باب التكتيكات الأمنية، التي قد تصبح واقعية وحقيقة وإستراتيجية على أرض الواقع إن توفرت مقومات شن تلك الحرب، مع العلم أن هناك أطرافاً عربية وإقليمية ودولية، تسعى لتحقيق هدنة، رُبما لتكون هُدنة طويلة الأمد بين الاحتلال وحركتي حماس الجهاد وغزة؛ علمًا أنّ الحرب والعدوان الصهيوني القادم لا محالة!، لطبيعة الاحتلال العدوانية الفاشية، ولكن ذلك العدوان أتوقع أن يكون مُدتهُ الزمنية قصيرة جدًا وسريعة، وستستخدم فيه قوات الاحتلال القوة المفرطة جدًا، والقوة التدميرية، خصوصًا بعد أن استخلص الجميع العبر من الحروب السابقة، بالمقابل ستعمل المقاومة على عنصر المفاجئة للعدو من خلال محاولاتها دخول الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م منذ اليوم الأوّل للعدوان الرابع على غزة لو وقع؛ وسيقع أجلاً أم عجلاً!، وستحاول المقاومة تنفيذ عمليات قتل وخطف جنود وتحقيق انجازات عسكريّة بصورة سريعة...؛ وإن تدهور الأوضاع المعيشية لدرجة أصبحت مأساوية في قطاع غزة، والتي وصلت ببعض الناس يتمنون الموت وبعضهم لحد الانتحار، واستمرار الحصار والويلات كل هذا يجعلهم لا يخشون لقاء العدو، بل يتمنون الخروج مما هم فيه حتى ولو كانت النتائج مهما تكن، لأن الشعب الفلسطيني ضاق درعًا بالاحتلال وبالانقسام، وحينما يتعرضون للغارات والقصف من العدو يتوحدون فوراً ويتخندقون في خندق واحد ضد العدو الصهيوني المجرم وهو الذي سبب كل الماسي والويلات والعذابات لشعبنا؛ وبالرغم من كل حالات التهويل والتضخيم الإعلامي الإسرائيلي عن الحرب وقولهم بأنها وشيكة على غزة، وأن هناك 100 طائرة حربية صهيونية منها ستستخدم لأول مرة مثل طائرات F35 وهي تنتظر الأوامر، كل ذلك لن يفت من عضُدّ شعبنا وقيادته، ومقاومتهِ، ولن يرفع الشعب الفلسطيني الراية البيضاء ولن يستسلم إلا بكنس الاحتلال عن أرضه المحتلة وعن أقدس المقدسات القدس الشريف، وتحقيق حلم الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وأعتقد أن الاحتلال يُعد العدة ويتجهز لشن العدوان الرابع على غزة، لأن الطبيعة السيكولوجية لقادة الاحتلال طبيعة فاشية مُجرمة تقوم على القتل والخراب والتدمير، فعلينا أن ننهي الانقسام ونوحد صفنا لمواجه الاحتلال.