تتعرض الشرعية الفلسطينية هذه الأيام لهجوم شرس من دلة الاحتلال الإسرائيلي ومن العديد من الاجسام السياسية المحلية والعربية المتساوقة مع هذا الاحتلال بشكل مباشر او غير مباشر، سواء على صعيد جوقات الضجيج التي يعرف أصحابها انها لن تجدي شيئا، ولكنهم غارقون في جوقات الضجيج تحت عنوان، "الطلق الذي لا يصيب فانه يدوش على الأقل" وهم يمارسون ذلك عبر أكاذيب هم اول من يصدقها ويقع ضحيتها او عبر اشاعات يروجونها او عبر اولويات زائفة يريدون لها ان تحظى بالاهتمام او عبر أدوار لهم بعد ان فقدوا كل الأدوار واصبحوا ملحقين في استراتيجيات دولية لا يعرفون اية حقائق بشأنها، الامر الذي عمق الخلافات العربية البينية ونقلها الى ساحات معقدة، او رهانات للقوى المحلية الفلسطينية لا اعني شيئا سوى استمرار الهروب من تحمل أي قدر من المسؤولية.

وهذا الهجوم الشرس ضد الشرعية الفلسطينية يأتي لانها تعني وجود مرجعية لشعبنا وهو موجود كلاعب رئيس في التداول السياسي لان مرجعيته الوطنية ناجحة في البقاء وادامة الصراع بكل ما يتطلبه هذا الصراع من وعي بحقائق العالم المتحركة، وبكل ما في هذا الصراع من اختلال في موازين القوى لصالح العدو جعلته يتوحش في السنوات الأخيرة ويتوهم انه سينهي القضية بالضربة القاضية، فإذا بهذه القضية ومرجعيتها الوطنية تداهمه في مرتكزاته وقواعده، الأولى القائمة على الاساطير والخرافات وأن الصراع مفتوح في ذروته ويزداد فعالية مع الأيام.

كما ان هذا الهجوم ضد الشرعية والمرجعية الوطنية الفلسطينية يستمر لان هذه الشرعية الوطنية تعني الثوابت والحقوق وتصل وحدة الشعب ووحدة القضية، وتعني القدرة على المطاولة على كافة المستويات، واحد ابرز ردودنا على هذا الهجوم الشرس سيكون عقد المؤتمر العام السابع لحركة فتح بنجاح، وقدرة فائقة على سعة الصدر واستيعابه أجيال هذه الحركة المترامية الأطراف، ومناقشة الأولويات بواقعية شديدة مستعينين بتراكم الثقة بالنفس وتجاربنا السابقة في قدرتنا على إيجاد حلول للمشاكل والمعضلات التي نتوقع دائما أن تعترض الطريق... واول ما يعنيه دفاعنا عن الشرعية الوطنية هو الدفاع عن قرارنا المستقل الذي دخل في نصف القرن الأخير في كل المعارك وخرج منتصرا ولا يليق به سوى الانتصار.