لم يعد يجدي نفعا مفاجأة الشارع بأخبار عن المصالحة الداخلية، كما لن يفيد وسائل الاعلام الجري وراء اخبار حصرية عن لقاءات سرية يعقدها المتخاصمون، فقد اخبرنا كلا الطرفين ان المساعي والجهود لوأد الانقسام وتحقيق المصالحة قد فشلت.
ما نرفض تصديقه، ويرفض كل المتـألمين على الحالة تصديقه، ان حماس لن تعود حركة سياسية، ولن تسلم سلطتها، مهما بلغ ثمن بقائها، حتى لو وصل الامر بها للتضحية بأهل قطاع غزة، وحتى لو توفرت النوايا والرغبة، فلا اعتقد انها قادرة على العودة الى الوراء، بعد ان قنعت نفسها وتصرفت على قاعدة انها صاحبة سلطة الامر والنهي، دون ان تتكلف دينارا واحدا، لحكم ما يقارب مليوني نسمة.
ان واقع الحال، والضرورة تفيد، بان انقلابا بهذا الحجم قد وقع، واستمر تغذيته على مدار تسعة اعوام، يحتاج لآلية مختلفة عن الدردشات الجارية، بغض النظر عمن يمثل الطرفين، وبغض النظر تحت رعاية من تكون.
ان من ينظر بعين الحرص الى ضرورة المحافظة على الوحدة الوطنية، عليه ايضا ان ينظر بالعين الاخرى الى واقع من يتم اذلالهم يوميا، ويحجز حريتهم في سجن غزة الكبير، ويجرعهم مهانة، ليس لسبب، سوى انهم واقعون تحت سيطرتهم.
تسعة اعوام مرت على جلوس سلطة حماس في بيت الحكم، ومن تحتها يعيش من هو مطلوب منهم ان يبيضوا ذهبا، لينفقوا على حكمهم، ومن الشق الثاني من الوطن، مطلوب من السلطة ان تدفع " الخاوة " شهريا، وإلا لامها العالم بانها تركت شعبها يموت جوعا، ونحن لا زلنا نسأل لماذا ترفض حماس المصالحة، وتتخلي عن الحكم ؟
ان الاستمرار بالانفاق على من يحكم عنوة، ويجبي الضرائب بغير وجه حق، ويعتاش بلا تعب من جيوب الفقراء، يجيبنا على سؤالنا الغبي، لماذا ترفض حماس المصالحة، ومتى ستتخلى عن الحكم ؟
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها