تستمر الاعتداءات الاسرائيلية على الأرض الفلسطينية الى حد الاستباحة الكاملة لها دون وازع من أخلاق- وهل للمحتل من خلق الا الاغتصاب-أو من اتفاق مزقته وداسته تحت أقدامها القوات الارهابية الصهيونية عندما جعلت من المناطق ("أ" و"ب" و"ج") في الضفة مستباحة الى الدرجة التي وحّدت فيها العدوان على فلسطين الجزء المقبل كدولة دون أن تدري.
المحتل الاسرائيلي في اعتداءاته المبيّتة يستشيط غضبا، تحت ذريعة اختفاء المستوطنين الثلاثة فيكسر وينهب ويعتقل بل ويقتل وهو حصيلة هذا العدوان الباغي حيث استشهد حتى الآن خمسة فلسطينيين بين طفل وبين شيخ كبير، في نابلس والخليل وسلفيت ورام الله وجنين.
وفي الاتجاه المقابل نلاحظ مجرد ادانات من هنا وهناك، وتستخدم غالب المنابر الاعلامية -على سبيل المثال- نفس المصطلحات التسويقية الصهيونية في عدوانها الارهابي المستمر على فلسطين بصيغة مخففة أي صيغة "حملة" وما هي الا عدوان يومي وحشي ارهابي حتى أن متحدثي "حماس" والفصائل انجروا دون وعي للصيغ الاعلامية المصطنعة، فتاهوا في تردادها كما يرددون كلمات أخرى مثل وزير "الدفاع" الاسرائيلي وهو وزير الحرب وغير ذلك من مصطلحات مضللة.
أقول ان التهاون السياسي العربي في الدفاع عن فلسطين وتكرار استباحتها أرضا وشعبا وهواء ان وجد مبرره في اقتتال العرب وطوائفهم، فما يبرر للفلسطينيين أنفسهم ذلك؟ فالسياسيون قالوا ما فسّر وبرّر وأدان العدوان، ومنهم من يقول تحرجا أو وجلا ومنهم من انكفأ فصمت، ولكن فيهم من نثق بقوله ممن يعمل على تصعيد الحراك السياسي والميداني والقانوني والدولي ضد الفاشية الاسرائيلية، وفي كل خير؟
ولكن اذ لم تتحرك المؤسسات أو المنظمات الأهلية والتنظيمات السياسية والطلاب في المعاهد والجامعات كافة، وتدق النفير العام ضد العدوان والظلم والانتهاكات المتواصلة على الأرض، بكثافة النضالي الوثاب المدافع عن هذه الأرض، فمن يتحرك اذن؟
تبدو الكثير من المنظمات السياسية أو تلك الشعبية وغير الحكومية في المآسي والملمات والأزمات الوطنية وكأنها أسيرة مخططاتها الضيقة "أجنداتها" التي لا تحيد عنها ما قد يُفهم منه الاستكانة للحدث؟
أيصح ذلك عليهم وصفا؟ أم نقول ان شعبنا قد ملّ وكلّ وما استدلّ بعد على الحل الملائم للتعامل مع ذاته ومطالبه وأهدافه، وللتصدي لعدوه الكاذب والوحشي والعنصري الأشر!؟ هذا المحتل الذي يكذب على التاريخ منذ ادعى ملكية فلسطين حتى حملته على ما يسميها كذبا وبهتانا بلا دليل (يهودا والسامرة) وما كانت مشيخات ليهودا أو السامرة لسليمان وداوود ويوشع هنا مطلقا، وان كانت هناك في البعيد فلا علاقة البتة ليهود اليوم بالاسرائيليين المذكورين بالقرآن أو التناخ، وهم الأقوام العربية التي دانت باليهودية قديما وانقرضت.
أم أن الخطيئة وجذر المشكلة عندنا لصيق بصُناع الرأي والاعلام والسياسيين والمفكرين والكتاب والمثقفين الذين حاد الكثير منهم عن الطريق، وما أجادوا بناء الوعي وشحذ الهمم والتثقيف والتدليل على أن الصراع لم يفتح في سفره حتى الآن الا الصفحة الأولى ما نحتاج ازائه لأحبار كثيرة وعقول مستنيرة، وثورة جليلة وأعمال كبيرة؟