وفي ظل التصعيد المستمر في أراضينا يتعقد المشهد السياسي والميداني في الضفة الغربية وقطاع غزة، وسط محاولات إسرائيلية لتحويل الضفة إلى ساحة حرب مفتوحة وتهجير شعبنا بقرارات ممنهجة، كما تتواصل مفاوضات اتفاق وقف إطلاق النار وصفقات تبادل الأسرى وسط انقسام داخلي إسرائيلي حاد، وفي هذه الحلقة الخاصة استضافت الإعلامية ريم مشيرفي عبر قناة فلسطيننا، الكاتب والمحلل السياسي الاستاذ مروان سلطان لمناقشة أبرز هذه التطورات وتداعياتها على مستقبل القضية الفلسطينية.

بدايةً أكَّد سلطان، أنَّ الإدارة الأميركية تتساوق مع الطلعات الإسرائيلية في تضيق الخناق على الفلسطينيين وحصارهم، وبالتالي نزع كل محاولة للتقدم سياسياً واقتصاديًا للشأن الفلسطيني، مشيرًا إلى أنَّ الولايات المتحدة تعتبر إسرائيل هي الولاية 51 وجزء من السياسة الأميركية الموجودة بالمنطقة.

وأضاف، إسرائيل اليوم أحدثت تغيير مباشر في الضفة الغربية، وهو سن سيناريو مصغر عما حدث في غزة، من خلال استهداف المخيمات بشكل كامل، وشق الطرقات العريضة وتدمير البنية التحتية، واستدعاء الشخصيات الاعتبارية، وإنهاء عمل وكالة الاونروا كل ذاك تصب في مخطط التهجير وإلغاء حق العودة، مشددًا على أنَّ القيادة الفلسطينية تولي اهتمام كبير بما يحدث تقوم على مدار الساعة بمتابعة لما يجري على الأرض ومخاطبة الجهات الدولية بمنع تسوق الأمور بشكل أسوا، ولكن يجب أن يكون هناك جسم داخلي موحد فلسطيني يلتف حول القيادة الفلسطينية في مواجهة هذا العدوان الإسرائيلي، بالإضافة إلى توحد الجسم العربي لأننا أمام حرب وجودية.

وحول الوضع القائم في غزة علق سلطان، انَّ من يقود المفاوضات هو نتنياهو والأطراف الباقية هم عامل مساعد لتحقيق أهداف اليمين الإسرائيلي المتطرف، والذي لا يرغب في مواصلة بنود الاتفاق، لذلك المرحلة الأولى أوشكت على الإنتهاء لكن لم تطبق وفق الاتفاق الفلسطيني الإسرائيلي والدولي، فالمساعدات الإنسانية والإغاثية تدخل بشكل شحيح أما كرفانات فدخولها مرهون بالمرحلة الثانية التي ستواجه مصاعب كبيرة، وشروط إسرائيلية وأميركية خاصة ما يتعلق بحكم حماس واليوم الثاني للحرب في غزة.

ختم حديثه، أنَّ الشرق الأوسط غني بالموارد الطبيعية، فغزة تعد من أهم حقول الغاز، وجبل الشيخ والأردن من أهم مصادر المياه، فالتالي إسرائيل تسعى لضمان سيطرة القوى الغربية وإسرائيل على هذه الموارد الحيوية، والهدف هنا هو تحويل إسرائيل إلى مركز اقتصادي رئيسي في المنطقة، بحيث يعتمد جيرانها العرب على اقتصادها، وهذا يعزز نفوذ إسرائيل على حساب دول المنطقة لتحقيق ما تسمى بإسرائيل الكبرى.