لم يتنفس شعبنا الصعداء حتى أطلق الاحتلال العنان لإرهابه للإطباق على الضفة الغربية المشتعلة قبل السابع من أكتوبر هدنة في غزة، وشلال دماء في الضفة، وتطورات عدة تناقشها في هذه الحلقة الخاصة الإعلامية مريم سليمان عبر قناة فلسطيننا الفضائية، مع  الكاتب والمحلّل السياسي وعضو المجلس الوطنيّ الفلسطيني عمران الخطيب.

بدايةً أكَّد الخطيب، أنَّ التطور الخطير في الضفة الغربية ومخيماتها، وما حدث خلال الأيام الماضية واليوم من اقتحامات لقوات الاحتلال الإسرائيلي يصب في إطار منظومة حكومة نتنياهو المتطرفة، ووزير المالية الإسرائيلي سموتريش، لعملية تصعيد في داخل الضفة الغربية، من أجل هدف واحد هو إنهاء وجود السلطة الوطنية لمنع إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

وقال الخطيب: "نحن كفلسطينيين قضية صراعنا مع الاحتلال طويلة الأمد وسنستمر في نضالنا بكل الوسائل الممكنة، ومررنا بتجارب عديدة منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية، وعلينا جميعًا من مختلف القوى والفصائل الفلسطينية أن نكون تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية، لا أحد يملي علينا بقراراته وأجنداته، ونعمل على ما فيه مصلحة لشعبنا العربي الفلسطيني الجاثم تحت الاحتلال ".

وأضاف، أنَّ السلطة الوطنية ومنظمة التحرير الفلسطينية  تتحمل مسوؤلية شعبنا في الضفة الغربية وقطاع غزة في مختلف المجالات الصحية والتربوية والتعليمية والتنمية الاجتماعية وغيرها، وحُربت السلطة الوطنية لأنها تخصص جزء من أموال المقاصة إلى عائلات الشهداء والجرحى والأسرى والمحررين، لذلك  عمل سموتريش وحكومة نتنياهو على معاقبه السلطة باحتجاز  واقتطاع جزء من الأموال، وأيضاً في الآونة الأخيرة أصبح يحتجز أموال التي تخصص إلى قطاع غزة، وتأتي هذه الممارسات في إطار بإضعاف السلطة الوطنية لتنفذ سياسة الضم في الضفة الغربية.

ووفقاً لتعبيره أكَّد أنَّ هناك عودة كاملة للسلطة الفلسطينية بعد الإنتهاء من عملية تبادل المحتجزين خلال 42 يومًا، ويجب ألا نقع في شراك الخلافات والتباينات فيما يتعلق باليوم التالي، لأن هذا اليوم سيكون لإنقاذ شعبنا وتقديم يد العون والمساعدة بعد هذا الدمار، الخراب، والإبادة الجماعية.

وحول تناقل التصريحات بأن إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، تدرس خطّة لنقل بعض سكان قطاع غزة إلى دول أخرى ومنها أندونيسيا خلال عملية إعادة إعمار قطاع علق الخطيب، بأن كل هذه التصريحات تهدف إلى تهجير العدد الأكبر من أبناء شعبنا سواء بشكل طوعي أو قصري، أو بالضغط بأشكال مختلفة، لكن إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية لا تستطيع أن تنفي الوجود الديموغرافيا الفلسطينية، لذلك اتجهت إسرائيل نحو الإبادة الجماعية والتدمير الشامل مستهدفة المدنيين الفلسطينيين من رجال ونساء وأطفال وخلق حالة الذعر وعدم وجود مأوى، من أجل أن تنفذ مخطط التهجير، والتي لا وزالت تعمل عليه من خلال ما يتم تداوله بالتهجير لإعادة الإعمار، وأيضا تسعى في إطار الصفقة تبادل الأسرى إلى إبعاد أعداد من الكوادر والأسرى المحررين إلى الخارج، وهذا فخ لشعب الفلسطيني، وبالتالي إسرائيل تعمل على تدمير وقتل الروح المعنوية ودفع الفلسطينيين بكل الوسائل إلى مغادرة أرضهم الفلسطينية.

وختم حديثه مؤكداً: "أنَّ المرحلة الراهنة لا يوجد فيها توازن ولا قوى ضغط تشكل حافزًا وسندًا ودعمًا للفلسطينيين في مشوارهم  التحرري، وأنَّ  الشيء الوحيد المتوفر لدينا هو أنَّ الشعب الفلسطيني موجود على أرض فلسطين، بالإضافة إلى الانجازات السياسية التي حققها الشعب الفلسطيني عبر مسيرة نضاله والتي تعمدت بالدم القاني لمئات آلاف الشهداء والجرحى والمصابين والأسرى، وبالتالي المطلوب اليوم وغدًا توافق وطني لمواجهة هذه التحديات التي تعمل على تصفية القضية وتهجير  أبناء شعبنا".