في هذه التغطية المفتوحة لمستجدات الأحداث المتعلقة بقضيتنا الوطنية. استضافت الإعلامية زينب أبو ضاهر عبر قناة فلسطيننا، عضو المجلس الثوري لحركة فتح ومسؤول هيئة التوجيه السياسي والمعنوي في الساحة اللبنانية، الأستاذ جمال قشمر.

استهل الأستاذ جمال قشمر حديثه بالتأكيد على أن اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني يُعقد في ظل مرحلة دقيقة وصعبة تمر بها القضية الفلسطينية. واعتبر أن العناوين المطروحة على جدول أعمال المجلس تعكس التحديات اللحظية، والتي تستدعي تعزيز الثبات، وترسيخ الوحدة الوطنية، ورفض قاطع لأي شكل من أشكال التهجير، مشددًا على أن الشعب الفلسطيني لا وطن له إلا فلسطين.

وأضاف، أن أي حل سياسي يجب أن يُبنى على مبدأ بقاء الفلسطينيين على أرضهم، وحقهم الطبيعي في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وأوضح أن المجلس المركزي يسعى إلى إعادة التأكيد على الثوابت الوطنية التي لطالما شكّلت أساس سياسة منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية، خصوصًا في ظل التحديات المستمرة منذ أكثر من عام ونصف، والتي دفع فيها الشعب الفلسطيني أثمانًا باهظة من الشهداء والجرحى.

كما لفت إلى أن المجلس يتناول في اجتماعه أيضًا قضايا تنظيمية داخلية، إلى جانب تأكيد التمسك بالحقوق الوطنية ومواجهة العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، والمتواصل أيضًا في الضفة الغربية والقدس.

وتابع، لم تتوقف منظمة التحرير الفلسطينية عن مد يدها للفصائل خارج إطارها، كما تواصل الحوار مع الفصائل التي تقاطع المجلس المركزي حاليًا. نحن نحترم التباينات الفلسطينية، لكننا نؤمن بأن الخلاف يجب أن يُدار تحت مظلة منظمة التحرير باعتبارها انجازاً وطنيًا جامعًا. ودعوتنا كانت دائمًا لنتفق أو نختلف داخل المنظمة، لا خارجها. فخروج أي طرف منها يُضعفها دون أن يُقوّي غيره.

وحول استحداث منصب نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير علق قشمر، تُعد خطوة تعيين نائب للرئيس جزءًا من الإصلاح وتعزيز المزيد من الشراكة في القيادة الفلسطينية، ورغم أهمية هذه الخطوة، يبقى التحدي الأكبر أمام الشعب الفلسطيني هو مواجهة الاحتلال ومخططاته في التهجير والإبادة، ورفضه لحل الدولتين.

وأضاف، العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني لم يتوقف منذ النكبة، لكنه تصاعد بشكل غير مسبوق منذ الثامن من تشرين، خاصة في غزة، وامتد إلى الضفة الغربية. العدوان يستهدف كل مكونات الحياة، ما أدى إلى سقوط نحو 200,000 شهيد وجريح، كثير منهم ما زالوا تحت الأنقاض.

وتابع، أنَّ القيادة الفلسطينية تحركت منذ اللحظة الأولى للعدوان على كافة المستويات الدولية والعربية، وحصلت على قرارات من مؤسسات دولية وغير دولية، لكن لم تلتزم إسرائيل بأي من القرارات، مستندة إلى دعم الأميركي الواضح. مشددًا على أنَّ هذا العدوان جزء من مشروع إسرائيلي يهدف إلى تفريغ فلسطين من شعبها، عبر التهجير القسري المنظم، وتسهيل خروج الفلسطينيين من غزة بشروط تمنع عودتهم.

وقال: "المطلوب اليوم هو مواجهة شاملة لهذا المشروع، من خلال تعزيز الوحدة الوطنية، الثبات على الأرض، وتفعيل الحراك السياسي والشعبي، خاصة في أوروبا، والتنسيق مع الجاليات والسفارات والأحرار حول العالم لفضح هذه السياسات ووقف الإبادة والتهجير".

وأكد، أنَّ الاحتلال الإسرائيلي يواصل التهرب من أي اتفاق حقيقي، مستغلاً الحلول الجزئية لكسب الوقت وتوسيع عدوانه على الشعب الفلسطيني. لذلك، من الضروري التركيز على حل شامل، لا يقتصر على صفقات تبادل جزئية أو هدن مؤقتة تعيدنا إلى دوامة العنف. وبتالي أبرز أولوياتنا يجب أن تكون: وقف العدوان بشكل كامل، انسحاب قوات الاحتلال لتجنب تكرار الاعتداءات، والإسراع في إعادة الإعمار. لكن الأهم أن يتم ذلك مع بقاء الفلسطينيين فوق أرضهم، ورفض أي محاولات لتهجيرهم خلال فترة الإعمار، لأن إخراجهم قد يصبح دائمًا.

وفي ختام حديثه، شدد على رفض الفلسطينيين القاطع لاعتراف ترامب بالقدس عاصمة للاحتلال، ورفضهم لمشروع “الريفييرا” الذي يهدف لتهجير سكان غزة وتحويلها إلى منطقة سياحية. مشددًا، على أنَّ غزة جزء لا يتجزأ من الوطن، ولها أهلها الذين يتمسكون بحقهم في البقاء على أرضهم.

كما أكد على رفض أي مخططات تهجير، سواء إلى مصر أو الأردن أو غيرها. والأهم ليس ما يطرحه ترامب، بل طبيعة المشروع الذي سيُبنى عليه وقف العدوان. فإن كان يضمن بقاء الفلسطينيين على أرضهم، وحقهم في دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، فهو مقبول. إلا أن تصريحات ترامب الأخيرة أظهرت بوضوح وجود تناغم أميركي إسرائيلي واسع، لا يقتصر على فلسطين بل يشمل قضايا إقليمية متعددة.