إذا افترضنا أن المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، هو البيت الجامع للشعب الفلسطيني وانعقاده مهم جدًا لاستمرار انعقاد الاجتماعات والتواصل مع مؤسسات "م.ت.ف" ويشكل فرصة إلى لم الشمل وتسجيل حالة من تعزيز الوحدة الفلسطينية، إلا أنه لأسباب غير واضحة، رأينا أن بعض أعضاء المنظمة وهم أعضاء في المجلس المركزي، لم يحضروا المؤتمر، كما وأن البعض خرج علينا بسجالات من المهاترات التي من شأنها أن تعزز الانقسام بدل إعادة اللحمة.

ومن المتابعة للأحداث عبر المنصات الإعلامية المختلفة أن هناك منصات إعلامية اجتزئت خطاب الرئيس أبو مازن التاريخي الذي تناول مختلف المواضيع التي تمر بها القضية الفلسطينية على الساحة المحلية والإقليمية والدولية، ومحاولات الاحتلال التي تجري في إبادة شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، وما يجري في الضفة الغربية من حرب على المخيمات لتقويض حق العودة وضرب مؤسسات الأونروا التي تطلع بمسؤولياتها في موضوع اللاجئين، وفي موضوعٍ جانبي هامشي يخص حركة حماس. وللأسف تعاطى البعض بأريحية تامة وأخذوا بالإسهاب مع تلك المنصات وكأنها فرصة للانقلاب وفرصة في غرز الخنجر في الخاصرة، ونسوا الموضوع الأهم القضية الفلسطينية وما تمر به، وما يجري في الساحة، وكيف لنا أن نقف موحدين أمام تلك التحديات. البعض من القادة لا يفوتون مؤتمرًا أو اجتماعًا حتى لو كان العدو حاضرًا فيه إلا وشاركوا فيه بفعالية تامة.

القادة الفلسطينيون من الفصائل جميعها لو أرادوا فعلاً أن يسجلوا حضورًا والتزامًا لتمسمروا على أبواب القدس، وعلى أبواب المخيمات، وأبواب منطقة "ج" وما برحوا إلا وقد رحل عنها الاحتلال، يُقال أن ملكة غرناطة ايزابيلا أقسمت ألا تستحم إلا بعد سقوط غرناطة، وكان ذلك لأكثر من ثمانية أشهر حتى أن رائحتها كانت تفوح من خارج المدينة. هذا هو الأولى لقضيتنا، وهكذا نرى كيف يكون الوضع اللائق الذي يجب أن يكونوا عليه. التراشق الإعلامي مستوى متدني لا يرقى للقادة والزعماء ولا نقبله لقياداتنا، وذلك من أسهل القضايا، الانجرار وراء الجدل الذي لا يقدم ولا يؤخر. 

أعتقد أن الأخوة في حركة حماس كان من الممكن أن يتقدموا بخطوات لحضور اجتماعات المجلس المركزي، بدل البيانات التي لا تسبب إلا جروحًا يصعب التئامها. لقد رأينا كيف أن قضايا مهمة وجوهرية تم التنازل عنها في المفاوضات مع إسرائيل والولايات المتحدة. كان الأوجب تجاوز القضايا الداخلية للمصلحة الوطنية العليا، إذا كنا نؤمن بالمصالح العليا للوطن.

وهناك أسئلة عدة يجب أن تطرح نفسها، هل نحن في وضع ترف يسمح لنا بالجدل البيزنطي وكيل التهم؟ وهل السادة الأمناء العامون للفصائل قاموا بما يجب أن يقوموا به أمام غول الضم وتدمير غزة وتدمير المخيمات وتهويد القدس؟ وهل الكل الفلسطيني في المجلس المركزي ادى واجباته اتجاه وقف المجاز في غزة؟ 

إذا كان الجواب أيها السادة لا، فلماذا الحرد والغياب وكان من الممكن أن تسجلوا مواقفكم مدونة ومكتوبة للزمن والتاريخ في الاجتماع.

العدو الإسرائيلي يهرب إلى الأمام ويشن الحروب على الشعب الفلسطيني والعربي، والبعض منا يسجل هروبه أمام مسؤولياته التاريخية. 

إن نسيتم أذكركم أنتم ممثلي الشعب الفلسطيني، و"م.ت.ف" هي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني فلماذا التخلي عن المسؤوليات؟ ولماذا السماح بالانجرار وراء المناكفات؟ كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته. والله من وراء القصد.