استضافت الإعلامية زينب أبو ضاهر في حلقة خاصة عبر قناة فلسطيننا الفضائية، الكاتب والمحلل السياسي وعضو المجلس الوطني الفلسطيني الدكتور عبد الرحيم جاموس، للحديث حول المفاوضات ومستقبل قطاع غزة بعد إنتهاء العدوان.

بدايةً أكَّد جاموس، أنَّ هناك تواطؤ دولي في استمرار هذه الحرب العدوانية على شعبنا في قطاع غزة، لقد كان بإمكان القوه الدولية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية أن تضع حدًا لهذه الحرب الدامية خلال أيام قليلة ومعدودة، مشدداً أن الصفقة أصبحت تجارية بأن يعلن وقف إطلاق نار وهدنة موقتة تجري خلالها تبادل عدد من الرهائن بالمقابل إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين، متسائلاً من الذي يضمن التزام الطرفين بعدم اختراق ما تم الاتفاق عليه؟.

وأضاف، أن الموقف الفلسطيني الرسمي والشعبي يطالب بوقف المقتلة بحق وشعبنا في قطاع غزة، وتقديم الغوث الإنساني له في أسرع وقت ممكن لإنقاذ حياة، اثنين مليون ونص مواطن يهددهم الموت والجوع، المرض، والقتل، حيث لم يبقى نقطة واحدة آمنة في قطاع غزة.

ووفقاً لتعبيره، أكَّد إن لم تتوج صفقه التبادل بفتح أفق سياسي لإنهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من حقه في تقرير المصير وإقامة دولته، فبالتالي لا يوجد تقدير لهذه التضحيات الجسيمة التي قدمها شعبنا، ولسنا على استعداد أن يبقى الباب مفتوحاً أمام هذا العدو ليشن عدوانه على قطاع غزة أو غيرها من الأراضي الفلسطينية وقت ما يشاء وتحت أي مبرر أو ذريعة تقدم له من هنا وهناك.

مشدداً على أنَّ الحلول جزيئة لن تضمن الأمن والسلام لا للفلسطينيين ولا للإسرائيليين ولا لغيرهم في المنطقة، ما يضمن الأمن والسلام هو التقدم لفتح أفق سياسي ينهي الاحتلال للأراضي الفلسطينية، والتفاوض الرسمي مع الممثل الشرعي لشعب الفلسطيني منظمة التحرير الفلسطينية.

وتابع، أن حركة حماس لا تعنيها منظمة التحرير ولا الشعب الفلسطيني، بل لديها مشروع سياسي خاص، لذلك تصف هذه التضحيات الجسيمة لشعبنا بأنها خسائر تكتيكيّة، ولا مانع لها أن يباد الشعب وأن لا يبقى حجر فوق آخر فوق في القطاع، فهي حركة طوطمية عدمية لا تدرك أنَّ هذا الموقف الانفرادي مدمر للشعب الفلسطيني وللقضية الفلسطينية، وأن بقائها خارج إطار منظمة التحرير تضع نفسها في مواجهة منظمة التحرير قبل مواجهتها للكيان الصهيوني، وشدداً قائلاً: إنَّ  نتنياهو والكيان الصهيوني يحرص على بقاء حركة حماس بالمقاس الذي يحدده، وهنا تلتقي حماس مع الكيان الصهيوني، وهذا الأمر هو الذي يقضي على هدف الدولة الفلسطينية وآلية المشروع الوطني الفلسطيني، وابقاء دائرة العنف تأكل الشعب الفلسطيني الذي يقدم تضحياته بالمجان لحسابات وهمية أفكار طوطمية أبعد ما تكون عن الواقع تستخدمها حماس ويستثمر فيها الكيان الصهيوني حق الاستثمار.

وشدداً، أنَّ شعبنا في القطاع لا يريد أن تعود حركة حماس للحكم ولسياسة البطش، القمع، وعدم حرية التعبير والاستحواذ على مقدرات القطاع، وإفقار الناس وإغناء حماس، وبالتالي الكيان الصهيوني حريص على بقاء الانقسام لأنه يقتضي ببقاء حماس في المشهد السياسي ولكن هنالك إجماع عربي ودولي بأن لن تتم عملية إعمار قطاع غزة اذا بقيت حماس في المشهد السياسي، وعلى حماس أن تدرك هذه الحقيقة وانفرادها في المشهد السياسي غير مقبول فلسطينيًا، عربيًا، ودوليًا.

وتابع قائلا: "إنَّ اليوم التالي للحرب هو أن نسترد مهام إدارة القطاع كما كانت قبل عام 2007 للسلطة الفلسطينية واحترام الاتفاقات الموقعة ما بين منظمة التحرير والكيان الصهيوني في هذا الشأن، وبالتالي أي محاولة للعبث بهذه الأمور تكون لتكرس حالة الانقسام، مضيفًا، أنَّ السلطة الفلسطينية لم تخرج من قطاع غزة رغم الانقلاب الذي قامت به حركة حماس، واصلت القيام بمسؤولياتها المدنية في كافة القطاعات الصحية والتعليم والمياة والكهرباء والطاقة وغيرها، ويجب أن تعود قوى الأمن الفلسطينية الشرعية أن التي تمارس دورها كالمعتاد في إدارة المعابر وغير ذلك يبقينا في حالة العبث والفوضى الغير مقبولة.

وحول الإدارة الأميركية القادمة قال: اذا يريد السيد ترامب في فترته القادمة أن يعيد إحياء صفقة القرن سوف يواجه أيضا بالرفض من الشعب الفلسطيني وهناك دعم عربي ودولي يساند الموقف الفلسطيني بعد هذه المآسي التي حلت أثر العدوان الصهيوني المستمر لغاية الآن، وأنَّ لا مكان للحلول المجزئة لابد من احترام قرارات الشرعية الدولية وقواعد القانون الدولي العام، وتمكين دولة فلسطين من بسط سيطرتها وسيادتها على كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإنهاء هذا الاحتلال.

 وختم حديثه مؤكدًا: "يجب تمكين الشعب الفلسطيني من حقه في تقرير المصير وإجراء انتخابات حره ونزيهة ليختار قياداته بطريقة ديمقراطية وشفافة داخل الأراضي الدولة الفلسطينية، وبالتالي هذا هو خارطة الطريق التي يجب أن ينتهجها السيد ترامب وغيره، والتي تحظى بالسند والموافقة الفلسطينية، وبالدعم العربي والدولي.