في مقابلة عبر الإنترنت على قناة "فلسطيننا" الفضائية أجرتها الإعلامية مريم سليمان، مع الكاتب والمحلل السياسي ورئيس مركز جذور لحقوق الإنسان الدكتور فوزي السمهوري، الذي أطلق تصريحات موسعة تناول فيها عددًا من القضايا المحورية في المنطقة، والتطورات المتلاحقة.

واستهل حديثه بالعدوان على سوريا حيث أكَّد أنَّ هذا العدوان يأتي في سياق تجسيد المخطط الأميركي الإسرائيلي التوسعي من أجل إخضاع المنطقة برمتها للمخطط والمصالح الإسرائيلية الأميركية، والعمل على توسيع إسرائيل، وسيبدأ التوسيع من فلسطين، ومن ثم سوريا، وذلك بفرض السيطرة التدريجية على الجولان وأجزاء أخرى من سوريا، واعتمادًا على الدعم العسكري الأمريكي اللامحدود، وشدد السمهوري أنَّ الدعم الأميركي يأتي تحت ذريعة الدفاع عن النفس، وهو ما يتناقض مع القانون الدولي وحق الشعوب المحتلة في الدفاع عن نفسها.

وفي سياق سيطرة الاحتلال على منطقة جبل الشيخ، علق السمهوري أنَّ هذه المنطقة لها أهمية كبرى من ناحية الثروات والوضع الاستراتيجي والرقابة والكثير من النقاط المهمة بالنسبة للكيان المجرم، ولحليفه الأميركي الذي يخطط لتوسيع وتجريد المنطقة من وسائل القوة كافة لاسيما العسكرية، تمهيدًا للوصول إلى ما هو أبعد من الدول المحيطة بفلسطين. وتابع السهموري مشددًا على أنَّ كل ما سبق ذكره يجب أن يواجه باستراتيجية عربية، وحيث تغادر الدول العربية مربع الخلافات، لردع أميركا وإجبارها على تغيير سياستها المنحازة، لأن هدفها الأخير أن تكون المنطقة تحت سيطرتها ومنع خروج أي دولة عن هيمنتها.

وحول ما ينتظر المنطقة مع وصول ترامب، علّق السمهوري أنَّ هناك مصالح للدول الأميركية سواء كان الرئيس من الحزب الديمقراطي أو الحزب الجمهوري، ولا خلاف بين الحزبين في دعم الكيان، وفيما يتعلق بحديث ترامب عن السلام شدد السمهوري أننا نتحدث عن هذا السلام منذ عام ثمانية وأربعين وبعد السبعة وستين وبعد أوسلو، لكن الاحتلال انتهك كل هذه العقود والاتفاقيات، وتنصل من واجباته وهذه رسالة للدول العربية بأن لا تثق بعهود واتفاقيات مع هذا الكيان.

وتطرق السمهوري عن الصفقة في قطاع غزة، قائلاً: "إنَّ المعطيات واضحة نتنياهو وأميركيا لا يريدان إنهاء الحرب، بل الطروحات تدور حول هدنة مؤقت وصفقة تبادل، ونحن نريد إنهاء العدوان وهذه الاستراتيجية الفلسطينية المدعومة عربيًا أردنيًا ومصريًا وسعوديًا، والتي صدرت قرارت بموجبها عن الجمعية العامة للأمم المتحدة التي طالبت بإنهاء العدوان بشكل نهائي".

وفيما يتعلق بمحاكمة نتنياهو أكَّد السمهوري أنها لن تؤثر على العدوان ولم تخف من حدته، ورغم الخلاف الداخلي بين القوى السياسية الإسرائيلية لكن هؤلاء متفقين على كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية وتهجير أهلنا وسرقة الحق من أصحابه، وشدد السمهوري أنَّ إسرائيل قد تحقق ما يسمى بالإنجازات ليس لأن نتنياهو هو صانع هذا الإنجاز، فلولا وجود أميركيا التي تمدها بالدعم والسلاح لوقعت إسرائيل بعجز أكثر من التي هي فيه.

وحول المسح الجغرافي الذي يقوم به الاحتلال في قطاع غزة وما شاهدناه في جباليا، أكّد السمهوري أنَّ ذلك يهدف إلى هدفين الأول القضاء على مخيمات اللاجئين لأنها الشاهد الحي الوحيد ليست فقط على وجود اللاجئين الفلسطينيين وإنما لأن اللجوء بدأ نتيجة حرب التطيهر العرقي التي شنتها العاصابات اليهودية الصهيونية بمشاركة الاستعمار البريطاني عام ألف وتسعمئة وسبعة عشر فمنذ ذلك الوقت وهي تريد التخلص من المخيمات، أما الهدف الآخر أميركيا وإسرائيل هدفهما السيطرة والسطو على الغاز الفلسطيني وثروات شعبنا.

وفي سياق متصل أكَّد السمهوري أنه وفقًا للقانون الدولي المسؤول عن إعادة غزة هو من دمر وساند وساهم بهذا التدمير أي إسرائيل وأميركيا وبعض الدول الغربية دعمت هذه الحرب، وأنَّ إدارة غزة يجب أن تكون تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية.

وختم السمهوري بتجديد المطالبة للحكومة السويسرية بصفتها الدولة المودعة لاتفاقية جينيف أن تدعو لاجتماع طارئ لاتخاذ الإجراءات اللازمة بما فيها الدعوة لعزل إسرائيل لانتهاكها اتفاقية جينيف بشكل عام واتفاقية جينيف الرابعة بشكل خاص، وهذا ما طالب به سيادة الرئيس محمود عباس أمام الجمعية العام للأمم المتحدة.