إسرائيل تواصل مشروعها الاستيطاني في المنطقة بغطاء أميركي وتحتل أجزاء جديدة من الأراضي العربية، استكمالاً لمخططاتها التوسعية، وللغوص في آخر التطورات استضافت الإعلامية مريم سليمان في مقابلة هاتفية عبر فضائية فلسطيننا، عضو اللجنة المركزية لجبهة التحرير العربية والمتحدث باسمها المهندس محمود الصيفي، حيث أشار الصيفي، أنَّ حكومة الاحتلال بدأت بالعد الفعلي لعملية الدخول والتعمق أكثر في الأراضي السورية، وصولًا اليوم إلى جبل الشيخ، لذلك عملت على فض عملية الاشتباك في خط الهدنة الذي تم في عام 1974، وفي ظل غياب الدولة السورية والتكاتف العربي والوضع السائد حاليا، إسرائيل تستغل حالة الفراغ السياسي والخلل الأمني لقضم المزيد من الأراضي السورية بحجة الحفاظ على الأمن، ولديها دعم واضح من الولايات المتحدة الأميركية.
وقال: هناك ضوء أخضر من الإدارة الأميركية الجديدة بالاستيلاء على مزيد من الأراضي العربية سواءً في سوريا أو لبنان، مؤكدًا على أنَّ الاتفاق الذي حصل مع لبنان حتى اللحظة لم تنسحب قوات الاحتلال من جميع القرى في جنوب لبناني، وأضيف عليها اليوم الأراضي السورية، حيث صرح نتنياهو أنَّ الجولان ستبقى ضمن حدود الكيان إلى الأبد، وهذا ما يؤكد أطماع وأهداف نتنياهو والولايات المتحدة لرسم خارطة جديدة للشرق الأوسط.
وحول ضم الضفة الغربية علق قائلاً: "موضوع الضم أو فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة وتطبيق القانون الإسرائيلي هو عملية استعمارية عنصرية متواصلة منذ فترة زمنية طويلة، وتكثفت منذ أن اعتلى نتنياهو سدة الحكم عام 2009، وتكثفت بشكل أكثر في ظل الحكومة اليمينية المتطرفة".
وأضاف: أنَّ ما يصرح به سموتريتش ونتنياهو عمليا "يمارسانه على الأرض في جريمة الإبادة والتطهير العرقي لجميع مظاهر الوجود الفلسطيني في المناطق المصنفة "ج" التي تشكل ما يزيد على 60% من الضفة الغربية، والتعامل معها كعمق إستراتيجي للاستيطان". بالإضافة إلى إقامة الحواجز والطرقات الالتفافية، والقرارات التي اتخذتها وزارة الحرب في مناطق g، كل هذه مؤشرات تؤكد بأنَّ إسرائيل ذاهبةً في مشروع الضم، وتريد غطاء سياسي من قبل إدارة الرئيس الأميركي المنتخب ترامب.
وتابع، أنَّ إسرائيل الآن تسيطر على تسعين مرعى رعوي في مناطق الضفة الغربية المختلفة، وتسعى لهيمنة كلية وللمزيد من الاستيطان، و بدعم من قوات الاحتلال الإسرائيلي أقدم المستوطنين على حرق القرى الفلسطينية المجاورة للمحافظات لتهجير سكانها إلى مراكز المدن، وهذا ما يؤكد أنَّ إسرائيل تتجه بإتجاه كلي لإنهاء الدولة الفلسطينية وإنهاء وجود الهوية الوطنية الفلسطينية.
خاتمًا، نحن أمام حكومة احتلال فاشية تخطط وتنفيذ في ظل هذا الصمت الدولي لما يحصل في غزة من حرب إبادة، وإعادة رسم القطاع جغرافيًا، وضم الضفة الغربية، واستيطان ما تبقى من أرض فلسطين، ذلك يؤدي إلى عملية نسف للمسار السياسي ولحل الدولتين، ونسف الوجود الفلسطيني، وفكرة الدولة، ومع تولي ترامب سدة الحكم، هذا سيشجع إسرائيل على تحقيق أطماعها وأهدافها بالسيطرة على المنطقة أكثر من الفترة السابقة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها