في سياق تغطية العدوان المتواصل على غزة، والذي اتخذ من سوريا جبهة جديدة لمخططاته وللبحث في آخر التطورات أجرت الإعلامية مريم سليمان مقابلة هاتفية مع عضو المجلس الاستشاري لحركة "فتح" وعضو مجلس إدارة أكاديمية فتح الفكرية محمد القاروط.

بداية الحوار علق القاروط عن بدء الاحتلال عدوانه على سوريا ومواصلة توغله البري، قائلاً: "إن النظام العربي الذي نُشأ على إثر سايسبيكو والذي استكان في مواجهة الاحتلال يجب أن يمنحنا درسًا من خلال سوريا، أنه مهما هادنت سلطات الاحتلال أو القوى الغربية وأعطت الأمان، فهم دائمًا هدفهم إحداث الفوضى".

وتابع قاروط، أنَّ المسألة ليست متعلقة في سوريا فحسب بل بالبلدان العربية كافةً، لذلك بعد أحداث سوريا، على الدول العربية تقوية نفسها وبناء جبهة داخلية داخل كل دولة، وإلا سيكون مصيرهم مثل سوريا، وشدد قاروط على أنَّ  الاحتلال يستغل أي فرصة للتمدد، فالمشروع الاستيطاني لديه ثلاثة التوسع والاستيطان هذا التوسع حدث في الجولان، وكذلك في لبنان بدأ الاحتلال ببناء مستوطنة بجانب مارون الرأس جنوبًا.

وتطرق قاروط في حواره إلى تواصل العدوان في قطاع غزة في ظل الحديث عن مفاوضات، حيث أكَّد أنَّ نتنياهو في أهدافه ثلاثة مشاريع، أولاً تعطل إقامة دول فلسطينية، ثانيًا ضرب إيران وسوريا، وسوريا هي المدخل لضرب إيران ومبتغاه من ضربها ليس النووي فحسب بل لأنها عدو وتنافسه على النفوذ الإقليمي، والهدف الثالث البقاء في الحكم.

أما عن الصفقة أكد قاروط أنها يمكن أن تمر على الأقل في الجزء الأول منها بسبب ضغط ترامب والضغط الأميركي والضغط الشعبي الداخلي. ورجح القاروط أنَّ نتنياهو سيطيل أمد الحرب حتى يجد فرصة لتخلص من مشاكله الداخلية، وشدد القاروط أنَّ قدوم ترامب إذا كان في عقليته السابقة ستمر السنوات الأربعة عصيبة على شعبنا، ولكن شعبنا سيصمد ولم يستسلم لاسيما أننا اليوم في وضع داخلي وإقليمي ودولي أفضل بكثير من الأعوام السابقة.

وفيما يتعلق بقرار سموتريتش بالضم والاستيطان قال القاروط: "إن هذه الخطوة ستجعل النضال الفلسطيني أكثر صعوبة، ولكن كلما صعد الاحتلال من قراراته المجحفة كلما ضعف واشتد عليه الخناق من الجبهات المناصرة للشعب الفلسطيني". 

وفي الختام، شدد القاروط على ضرورة الوحدة الفلسطينية تحت مظلة منظمة التحرير، وتحقيق الانجازات عبرها، كما وسبق حققنا الاعتراف بدولة فلسطين، وقرار الجنائية الدولية و تثبيت دوله فلسطين على الساحة الدولية، مؤكدًا أنه مع وجود هذه الوحدة الوطنية ستكون الانجازات أسرع وكلفتها أقل.