استعرض الباحث في العلاقات الدولية بمعهد فلسطين لأبحاث الأمن القومي الدكتور عوض سليمية، آخر المستجدات في مباحثات ملف المفاوضات ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، جاء ذلك خلال حوار هاتفي أجرته الإعلامية زينب أبو ضاهر عبر قناة فلسطيننا.
بدايةً علق د. سليمية على الرابط بين المفاوضات والضجيج الإعلامي بعد تصريحات ترامب التي هدد وتوعد من خلالها تحويل الشرق الأوسط إلى حجيم، في حال لم يتم الإفراج عن المحتجزين في قطاع غزة قبل دخوله البيت الأبيض، مؤكدًا على أنَّ بعد كلام الأخير بات هناك حراك سياسي ودبلوماسي على مستوى الوسيطين المصري والقطري لاستئناف جهود دبلوماسية حديثة تهدف لوقف إطلاق النار.
وتابع سليمية: "أنَّ المبادرة المصرية التي قُدمت لإسرائيل قبل يومين أجرى عليها كابينت الحرب تحديثات تتضمن ثلاث مراحل ستنفذ تباعًا وبالتدريج وصولاً إلى وقف الحرب خلال ستين يومًا، إذ سينسحب الجيش الإسرائيلي من معبر رفح بالتزامن مع إعلان الوقف المؤقت لإطلاق النار وليس الدائم، ومن ثم ستبدأ عملية إعادة الرهائن الأحياء، تزامنًا مع إطلاق سراح مئات الأسرى من معتقلات الاحتلال، وبموجب هذه الخطة يتم نقل معبر رفح إلى إدارة وإشراف السلطة الوطنية الفلسطينية".
وأكَّد د. سليمية على أنَّ كل ما سبق ذكره هو المرحلة الأولى وفي حال نجحت سيتم استئناف مفاوضات جديد بشأن وقف دائم لإطلاق النار، ورجح سليمية وفقًا للمعطيات السياسية أنَّ نتنياهو يسعى دائمًا لخلق أي حجة لإجهاض المفاوضات، وقبل بدأها توعد وهدد أعضاء التحالف اليمين نتنياهو في حال وقع على صفقة تنهي الحرب، وذلك يعني أن اليمين لا يريد وقف الحرب بل لديه نوايا لعرض خطة جديدة على ترامب لتشجيع الهجرة والطرد القصري والاستيطان في قطاع غزة، وكما غزة كذلك الضفة، حيث أعلن المتطرف سموتريتش إلغاء الإدارة المدنية وضم الضفة الغربية بعد دخول تسلم الرئيس الأميركي دونالد ترامب منصبه.
وفي سياق متصل رجح د. سليمية أنَّ نتنياهو سيستغل كل حجة لفشل إتمام الصفقة ومن ثم يحمل حماس المسؤولية ويواصل حرب الإبادة، رغم الجهود الجدية لوقف العدوان، لكن نتنياهو يجيد اللعب وابتداع الحيل بالفراغات غير المقفلة، بخاصة عندما باتت الأمور تتعلق بطريقة إدارة الإدارة الأميركية للملفات العالمية.
وحول تصعيد الاحتلال عدوانه في شمال قطاع غزة، علق د. سليمية أنَّ إسرائيل كان واجب عليها أن تتقدم خطوة باتجاه وقف هذا العدوان نحو الجلوس على طاولة المفاوضات، لكنها تعتمد إستراتيجية المفاوضات تحت النيران، والوصول إلى مبتغاها بالقوة، تزامنًا مع تفلتها من العقاب بسبب الحماية والمساندة الأميركية المقدمة لها منذ نشأتها حتى هذه اللحظة، وكل ذاك يؤكد أنه لا يوجد نوايا جدية وصادقة لديها لوقف العدوان.
وفيما يتعلق بالتوافق على لجنة الإسناد المجتمعي بين حركتي فتح وحماس، أكد د. سليمية على أنَّ اللجنة ستباشر أعمالها بعد توقف العدوان على قطاع غزة لعدم ترك فراغ سياسي في القطاع جراء الضربات التي تلقتها حكومة غزة المكونة من حماس، وهذا التوافق جاء بين فتح وحماس لتلبية احتياجات المواطنين بشكل فوري، فور انتهاء الحرب، وشدد على أنَّ المرجعية الأساسية لهذه اللجنة هي السلطة الفلسطينية والقياده الفلسطينية، وفور توقف الحرب وبدأ العمل في المعابر ستتولى السلطة الإشراف على معبر رفح وفقًا لاتفاق ألفين وخمسة الذي وقعته السلطة مع الاتحاد الأوروبي بوجود مراقبين دوليين، وبالتالي تعود من جديد قطاع غزة إلى الشرعية الفلسطينية وهذا يقطع الطريق على نتنياهو الذي عمل خلال السنوات الماضية على تعزيز الانقسام الجغرافي بين الضفة وقطاع غزة.
وفي سياق العدوان المتواصل والقرارات المجحفة بحق شعبنا، أكد سليمية في ختام الحوار أن ترامب إذا أراد فعل، وسيسعى جاهدًا لتحقيق حلم الاحتلال بسرقة حق شعبنا وضم الضفة، وتهجير شعبنا وتوسيع مساحة إسرائيل على حساب الأراضي الفلسطينيه والأراضي العربية، وهذا ينسجم مع تصريحات ترامب عندما قال: "إنَّ مساحة إسرائيل صغيرة"، ولم يذكر حل الدولتين وحق شعبنا بتحديد مصيره.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها