شن الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي الجنرال غيورا آيلاند، هجومًا غير مسبوق على تل أبيب، قائلاً: "فشلنا في الحرب على غزة فشلاً ذريعًا، وإسرائيل هُزمت في الحرب وفق المعايير المهنية ولم تحقق أهدافها، والفصائل الفلسطينية تمكنت من فرض شروطها على تل أبيب".

وجاءت هذه التصريحات في مقابلة أجرتها إذاعة "103FM" التابعة لصحيفة "معاريف" العبرية، و"آيلاند"، هو مهندس "خطة الجنرالات"، التي اقتُرحت قبل عدة أشهر، ودعت إلى محاصرة شمال قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين منه.

وقال: "الصورة هي أن إسرائيل فشلت فشلاً ذريعًا في حرب غزة، من هنا يجب أن نبدأ وإلا فإننا نخلق توقعات لأشياء غير واقعية".

وأضاف: "الهزيمة الإسرائيلية في حرب غزة تقاس وفق معيارين ليسا سياسيين ولا شعبويين، بل مهنيين: الأول هو فحص من حقق أهدافه ومن لم يحققها، والثاني هو معرفة أي طرف نجح في فرض إرادته على الطرف الآخر".

وتابع: "وفقًا لهذين المعيارين، فإن إسرائيل لم تحقق أهدافها، بينما استطاعت الفصائل الفلسطينية فرض شروطها".

 وقال: إنّ "الفصائل الفلسطينية تستطيع أن تُملي علينا في المرحلة الثانية اتفاقًا نحصل بموجبه في أفضل الأحوال على بقية المحتجزين لديها، وهذا مهم، ولكنّنا سندفع الثمن أيضًا بالإفراج الجماعي عن مئات الأسرى".

وأوضح: "سيتعين على إسرائيل أيضًا أن توافق على إنهاء الحرب والانسحاب من المحيط الأمني"، الذي أقامه الجيش الإسرائيلي داخل غزة.

 وتابع قائلاً: "لا أسمّيها الفصائل الفلسطينية، بل دولة غزة، انظروا إلى الصفقة، فتحت إسرائيل معبر رفح، وانسحبت من محور نتساريم، وعاد مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى الشمال، وهي لا تسمح فقط بدخول الغذاء والماء إلى غزة، بل أيضًا دخول المعدات التي تُشكّل بداية إعادة الإعمار".

وأقر اللواء بأن "كل ما كانت الحكومة الإسرائيلية تقوله طيلة الستة عشر شهرًا الماضية هو كلمات جميلة بلا غطاء، ووعود بلا تنفيذ، وما يمكن أن يغير علاقات القوة بين دولة إسرائيل ودولة غزة هو الجانب الاقتصادي".

وأوضح: "إذا كانت إسرائيل تعتقد أن الضغط العسكري وحده سيحقق النتائج، فلن يحقق أي ضغط عسكري هذه النتائج"، مشيرًا إلى عدم جدوى العمليات العسكرية في قطاع غزة.

وأضاف: "إذا تمكنت من احتلال القطاع وظل المدنيون هناك، فإن الفصائل الفلسطينية ستبقى أيضًا، وبصرف النظر عن تلقي هجمات رهيبة ضد قوات الجيش الإسرائيلي، فلن تكسب شيئاً".

وتابع قائلاً: "أنا لست مع التجويع، بل مع عدم تقديم المساعدات كوسيلة ضغط، لكن الشيء الوحيد، واليوم فات الأوان لأننا في الاتفاق القائم اتفقنا على زيادة عدد الشاحنات الداخلة، هو إغلاق جميع المعابر ومنع دخول المساعدات وإمدادات الوقود".

وفي ختام حديثه بالقول: "عندما يتحدث المسؤولون الإسرائيليون مع المسؤولين الأمريكيين، ويخلقون لديهم انطباعًا خاطئاً بأنه إذا لم تفعل الفصائل الفلسطينية هذا وذاك فإننا سنجدد الحرب ونريهم ذلك، يقول الأمريكيون: افعلوا هذا، ولكن هذا لن يغير الواقع، الشيء الوحيد الذي يمكن أن يخلق التغيير هو إغلاق كل المعابر ووقف الإمدادات"، وفق "معاريف".