استضافت قناة فلسطيننا الكاتب والمحلل السياسي الدكتور عبد المجيد سويلم في لقاء خاص قدمته الإعلامية زينب أبو ضاهر، لمناقشة عودة الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وما قد تحمله فترة رئاسته الثانية من انعكاسات على منطقة الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية.

وخلال اللقاء، تناول الدكتور سويلم بالتحليل الأبعاد المتوقعة لسياسات ترامب، مؤكدًا أن ترامب قد يعود لدعم الاقتصاد الأمريكي عبر سياسات تهدف للحد من المنافسة الصينية من خلال فرض قيود تجارية على المنتجات الصينية، وهو ما يعزز الصناعات المحلية، أما في سياسته الخارجية تجاه أوروبا، فقد توقع الدكتور سويلم أن يواصل ترامب تقليص التزاماته في حلف الناتو، مطالبًا الدول الأوروبية بتحمل تكاليف حمايتها بنفسها.

الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية

وركز الدكتور سويلم على استمرارية دعم ترامب للكيان الصهيوني، مشيرًا إلى أن ترامب سيظل يقدم الدعم السياسي والعسكري لـ”إسرائيل” في خططها العدوانية، لكنه لن يتوجه نحو الحروب المباشرة، إذ يفضل تزويد “إسرائيل” بالدعم اللازم لتحقيق أهدافها بطرق غير مباشرة.

وأشار الدكتور سويلم إلى أن الفترة المقبلة قد تشهد خطوات من قبل اليمين الصهيوني لضم أجزاء من الضفة الغربية ومحاولة تهجير سكان قطاع غزة إلى الخارج، محذرًا من خطورة هذه المخططات على الوجود الفلسطيني في المنطقة، وداعيًا إلى موقف فلسطيني وعربي موحد للتصدي لها.

كما أوضح الدكتور سويلم أن “إسرائيل” تعاني داخليًا من ضعف سياسي وعسكري، بخاصة مع تزايد الاستياء الشعبي من سياسات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مما جعلها أقل قدرة على الاستفادة من سياسات ترامب المتطرفة.

ترامب والصراع الدولي

فيما يتعلق بأولويات ترامب الدولية، أشار الدكتور سويلم إلى أن الصراع مع روسيا والتنافس مع الصين سيكونان في مقدمة اهتماماته، مؤكدًا أن ترامب لن يميل إلى مواجهة عسكرية مع إيران أو أي من الأطراف في الشرق الأوسط، حيث يسعى لتعزيز قوة الولايات المتحدة الاقتصادية دون الدخول في صراعات خارجية.

العلاقات مع أوروبا

أما عن العلاقة مع أوروبا، فشدد الدكتور سويلم على أن الدول الأوروبية ستظل ملحقةً بالسياسات الأمريكية، ولن تتخذ مواقف حاسمة تجاه ترامب، رغم القلق الذي قد تشعر به من سياسته المتوقعة.

واختتم الدكتور سويلم حديثه بتأكيده على أن “إسرائيل” لن تستطيع تحقيق انتصارات حقيقية على المقاومة في غزة ولبنان، رغم الدعم اللامحدود من الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن إدارة ترامب أو غيرها لن تكون قادرة على فرض “صفقة القرن” أو حلول تستهدف تصفية القضية الفلسطينية في ظل التغيرات الإقليمية والدولية الحالية.