بقلم: وعد الكار 

تعاني منطقة خلايل اللوز جنوب شرق بيت لحم، التي يقطنها حوالي ثلاثة آلاف نسمة، تضييقات متكررة من المستعمرين، للاستيلاء على مساحات واسعة من الأراضي، وسط مخاوف من محاولات الحد من النشاط الزراعي.

يقول محمود جبران عبيات، وهو صاحب أرض في تلك المنطقة: أن "التوسع الاستعماري تسارعت وتيرته بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، إذ استولى المستعمرون على ما يقارب 200 دونم".

ويضيف: "خلال موسم قطف الزيتون، الذي يبدأ عادة في أكتوبر، ويستمر حتى نوفمبر، يصبح المزارعون في خلايل اللوز عرضة للمضايقات والاعتداءات، التي تتراوح بين تهديدات جسدية، وقطع الأشجار وحرقها، والتخريب المتعمد للمحاصيل، ما يخلق أجواءً من الخوف والقلق بين السكان".

يستعرض جبران اللحظات العصيبة التي عاشها أثناء الموسم الماضي، عندما جاء مجموعة من المستعمرين إلى أرضه، وهددوه مع عائلته، مؤكدًا عزمهم وإصرارهم على الصمود ومواجهة التحديات.

ويقول: "إنه يُنتج وإخوته سنويا حوالي 70 تنكة زيت زيتون، ويعتالون من بيعها، ولكن منذ العام المنصرم، لا يستطيع الأهالي الوصول إلى أراضيهم، بسبب تشديدات الاحتلال، وتقطيع أوصال القرى بالحواجز الترابية والمكعبات الإسمنتية والبوابات الحديدية".

من جانبه، قال نائب رئيس بلدية هندازة وبريضعة خلف عبيات التي تتبع لهم منطقة خلايل اللوز إداريًا: "إن موسم قطف الزيتون هو وقت للفرح والاحتفال، ولكنه أصبح مصدراً للقلق، بسبب تواصل اعتداءات المستعمرين للمزارعين بحماية الاحتلال، أثناء عملهم في أراضيهم"، مشيرًا إلى أن عددًا من المزارعين تعرضوا للتهديد أثناء قطف الزيتون، ما أثر في إنتاجهم وجودة محصولهم.

وقال: "هذه الاعتداءات ليست مجرد حوادث فردية، بل هي جزء من سياسة ممنهجة، تهدف إلى الضغط على السكان لدفعهم إلى مغادرة أراضيهم".

وأشار إلى أن الشكاوى من اعتداءات المستعمرين على المزارعين تتزايد، حيث يواجهون مضايقات متعددة، بما في ذلك التهديدات اللفظية، ورشق الحجارة، وحتى الاعتداء الجسدي في بعض الحالات، مطالبًا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه ما يحدث لهم.

ويضيف عبيات: "عندما يُمنع المزارعون من قطف الزيتون، فإن هذا يؤثر في الاقتصاد المحلي، والناس هنا بحاجة إلى دعم مالي، لكن الوضع الأمني يجعل من الصعب العمل بحرية".

بدوره، قال مدير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في بيت لحم يونس عرار: إنه "خلال السنوات الماضية، شهدت خلايل اللوز تصاعدًا في اعتداءات المستعمرين، خاصة في موسم الزيتون، فهم يستخدمون جميع الوسائل الممكنة لتخويف المزارعين ومنعهم من الوصول إلى أراضيهم".

ويقول عرار: "نحن نعمل على توثيق الانتهاكات، ونحاول إيصال صوت هؤلاء المزارعين إلى العالم، لكن التحدي الأكبر هو عدم وجود حماية فعلية لهم".

وأكد أهمية الوعي الدولي بقوله: "نحتاج إلى تضامن دولي لمواجهة هذه الانتهاكات، فمن المهم أن يعرف العالم ما يحدث هنا، مشيرًا إلى أن الهيئة تقدم وسائل لدعم صمود المواطنين، من خلال تأمين المواد الزراعية وبعض الأمور اللوجستية، إضافة إلى تقديم المساعدة القانونية، منوهًا إلى أن المستعمرين يطمعون في تواصل جغرافي بين مستعمرتي "أفرات"، و"تكواع"، وبالتالي فصل الريف الشرقي عن محافظة بيت لحم.

ويضيف: أنه "رغم التحديات الكبيرة التي يواجهها المواطنون، يبقى الأمل موجودًا في قلوبهم، فهم عازمون على البقاء والدفاع عن أراضيهم".