بقلم: يوسف الزريعي
توجه ملايين الناخبين الأميركيين اليوم الثلاثاء إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في انتخابات مصيرية مفتوحة على جميع الاحتمالات لاختيار رئيسهم أو رئيستهم، يتنافس في هذه الانتخابات المرشحان دونالد ترامب عن الحزب الجمهوري وكامالا هاريس عن الحزب الديمقراطي، في ظل تقارب تاريخي في نسبة التأييد لكل منهما، ومع بدء عملية الاقتراع، يتعين علينا معرفة كيف تجري هذه العملية الانتخابية.
وتعتبر الانتخابات الأميركية نظامًا معقدًا، إذ تعتمد على ما يُعرف بالمجمع الانتخابي، ففي هذا النظام، لا يصوت الناخبون مباشرة للمرشحين، بل لأعضاء المجمع الانتخابي الذين يبلغ عددهم خمسمئة وثمانية وثلاثين، ويتطلب فوز أي مرشح الحصول على مئتين وسبعين صوتًا؛ من المهم الإشارة إلى أن توزيع أصوات المجمع يعتمد على عدد الممثلين في الكونغرس لكل ولاية، مما يضيف بُعدًا إضافيًا على العملية الانتخابية.
عند الحديث عن التصويت، نجد أن بعض الولايات تستخدم نظام "الفائز يأخذ الكل"، في حين أن ولايتين فقط هما ماين ونبراسكا تطبقان نظامًا نسبيًا، وهذه النقطة تُظهر مفارقات مهمة، إذ يمكن لمرشح أن يفوز بجميع أصوات المجمع في ولاية معينة، بينما يحصل مرشح آخر على أصوات شعبية أكبر في ولاية أخرى، مما يؤدي إلى تفاوتات ملحوظة، وقد شهد التاريخ الأميركي حالات عديدة، حيث فاز خمسة رؤساء بالانتخابات رغم خسارتهم في التصويت الشعبي، مثلما حدث مع ترامب في انتخابات عام 2016.
أما فرز الأصوات، فإن هذه العملية تعتبر حساسة جدًا، حيث تبدأ بمجرد إغلاق صناديق الاقتراع، وتتطلب التحقق الدقيق من بطاقات الاقتراع، لا سيما التي يتم إرسالها عبر البريد، ومع ذلك، قد تتأخر النتائج الرسمية لعدة أسابيع، نتيجة لعمليات التحقق المعقدة.
ورغم كل هذه التفاصيل المتعلقة بالانتخابات، فإن موقفنا كفلسطينيين يظل ثابتًا.. نحن ننظر إلى هذه الانتخابات الأميركية دون المستوى رغم أهميتها، إذ أن كلا الإدارتين، سواء كانت إدارة ترامب أو بايدن وهاريس، قد وقفتا ضد حقوقنا وحقنا في إقامة دولة فلسطينية، فعلى الرغم من التغييرات المحتملة في السياسات، فإن الدعم الأميركي للاحتلال الإسرائيلي ظل مستمرًا، سواء بشكل سري أو علني، وكما يبدو، فإن هذا الدعم سيستمر في جميع الأحوال.
فالتاريخ يظهر لنا بوضوح أن كلاً من الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة قد فشلا في دعم حقوق شعبنا بشكل جاد وبذلك، تبقى الانتخابات الأميركية بالنسبة لنا حدثًا هامشيًا في ظل استمرار الاحتلال والعدوان وتجاهل حقوقنا المشروعة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها