منذ بضعة أيام تحدث الرئيس الأميركي جو بايدن عن خطة أميركية لإسقاط مساعدات انسانية من الجو للمواطنين الفلسطينيين المحاصرين في شمال قطاع غزة، بعد جملة تقارير دولية حذرت من دخول (سياسة التجويع الاسرائيلية) مرحلة القتل بسلاح التجويع، وهو السلاح الفتاك الذي كشف عنه ما يسمى وزير الأمن القومي في حكومة نتنياهو(بن غفير) عندما قال: يبدو أن السلاح التقليدي لا يخضع الفلسطينيين لذا يجب البحث عن وسائل اخرى" وفعلاً وجد بن غفير ضالته بسلاح التجويع، ذي الفوهتين، الأولى اطلاق النار على المواطنين الفلسطينيين الجائعين في شارع الرشيد غرب مدينة غزة، ووصف الجنود (مطلقي النار ) بالأبطال، والآخر عندما شجع المستوطنين وسهل دخولهم إلى معابر إسرائيلية، وحشدهم بمظاهرات لمنع دخول شاحنات المساعدات الى قطاع غزة. أما لسان حال الفلسطيني المحاصر بأقوى أسلحة التدمير الأميركية لدى جيش الاحتلال الإسرائيلي، والمطوق بسلاح التجويع ، فإنه – مع رغبته بالحصول على ما يجعله على قيد الحياة - إلا أنه ينظر إلى يوم ترتفع فيه مبادئ الحرية والعدالة واحترام حقوق الشعوب بالاستقلال والأمان والسلام، يوم لا تقوى فيه إسرائيل على اسقاط القنابل على رؤوس الأطفال والنساء والنازحين والجياع، يوم يبدل فيه البيت الأبيض سياسته، حيث تصبح حياة الفلسطيني مهمة كما حياة أي إنسان في أميركا والعالم أيضًا.
قبل أيام طلب البيت الأبيض، ودول اوروبية من منظومة الاحتلال والإبادة الدموية (إسرائيل) اجراء تحقيق بمجزرة شارع الرشيد؟ حيث اضطر آلاف المدنيين الفلسطينيين الأبرياء الجائعين في شمال قطاع غزة للتجمع وانتظار شاحنات المساعدات الإنسانية، حين انقض عليهم بنيران الأسلحة همجيو جيش الصهيونية الدينية، جيش جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية رقم واحد في القرن الواحد والعشرين، الذي يبدو أنه أعد أسلحته الفتاكة وذخيرته، لعجن طحين المساعدات بدماء مئات الضحايا !.. صحيح أن المشهد مروع وصادم، لكنه لا يختلف من حيث الجوهر عن أي واقعة منذ انطلاق حملة الإبادة الدموية الصهيونية قبل حوالي 150 يومًا.
هنا تبرز أسئلة مثل: هل الطلب انعكاس لصحوة ضمير؟ أم رد فعل على انكشاف الأهداف الحقيقية لغزو واحتلال جيش منظومة الصهيونية العنصرية لقطاع غزة، أم حرج سقط على رؤوس حكام الدول المساندة بلا حدود للمنظومة، ولم تجد سبيلا إلا رفعه بمثل هذه المطالب والتصريحات؟! .. فجيش نتنياهو وبن غفير وسموتيريتش وغالانت ارتكب مجازر لا تعد ولا تحصى، لا تقل فظاعة، من حيث التفاصيل والوقائع والأهداف البريئة، أما السؤال: هل واشنطن وعواصم دول أوروبية استعمارية ساهمت بإنشاء إسرائيل، لا ترى ما يستحق اخضاع إسرائيل لتحقيق دولي، ورفع دعاوى عليها لدى المحكمة الجنائية الدولية، خاصة وأن الأدلة على جريمة الابادة متوفرة، كقصف البيوت على رؤوس ساكنيها المدنيين وإبادة عائلات ومحو أسماء افرادها من السجل المدني، وتدمير الجامعات واستهداف المدارس التي تؤوي النازحين، وشيوع المجاعة والأمراض والأوبئة التي اكدتها تقارير المنظمات الأممية والإنسانية المحايدة ؟!
فالجواب عليه: إن واشنطن ومعها عواصم دول استعمارية، ستصبح شريكة بالجريمة حتمًا، إذا أدينت منظومة الصهيونية الدينية، فهذه جميعها انشأت اسرائيل وزودتها بأسلحة التدمير، وتمنحها الوقاية والحماية من ضغوط الشرعية الدولية ومنظماتها، وتعطل قرارات مجلس الأمن الدولي الداعية لإيقاف (اطلاق النار) أي ايقاف (حملة الإبادة)، لذلك فإننا لا نرى في هذه المواقف والتصريحات والبيانات الكلامية، إلا محاولات - يائسة - لإبعاد الشبهات، فهذه الدول تستطيع أخذ القرارات في مجلس الأمن، وتنفيذها على قاعدة (البند السابع) أي باستخدام القوة العسكرية، ضد أي دولة في العالم، ولكن ليس إسرائيل!! وهذا ما يجعلنا نؤكد دائمًا أن مشكلتنا الأساس مع الولايات المتحدة الأميركية، والدول الاستعمارية التي خططت وساهمت فعليًا بإنشاء اسرائيل، وكرستها على أرض وطن الشعب الفلسطيني (فلسطين) برتبة كبير الموظفين لديها في المنطقة! وما دام الأمر كذلك فإن بن غفير سيبقى على منهجه بعجن طحين بايدن بدماء الشعب الفلسطيني عمومًا، ومئات آلاف الجائعين في قطاع غزة خصوصًا.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها