بسم الله الرحمن الرحيم
حركة "فتح" - إقليم لبنان/ مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية
النشرة الإعلامية ليوم الجمعة 22- 12- 2023

*رئاسة
اتصال هاتفي بين سيادة الرئيس ونظيره الروسي

جرى اتصال هاتفي، اليوم الجمعة، بين سيادة الرئيس محمود عباس، ورئيس روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين.
وأكد سيادته خلال الاتصال، على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني، والوقف الفوري والتام لإطلاق النار من أجل تجنيب المدنيين ويلات القصف، وحرب الإبادة والقتل والدمار الذي تقوم به آلة القتل الإسرائيلية على قطاع غزة.
وجدد فخامة الرئيس التأكيد على سرعة تقديم المساعدات الإنسانية، ومضاعفة إدخال المواد الإغاثية والطبية والغذائية، وتوفير المياه والكهرباء والوقود، وتقديم ما يلزم من مساعدات ومنع التهجير.
وفي هذا الإطار، قدم الرئيس، الشكر للرئيس بوتين على مواقف الدعم السياسي الذي تقدمه روسيا في المحافل الدولية كافة، وما تقدمه روسيا من مساعدات إنسانية لقطاع غزة، وعلى إقرار إرسال مستشفى ميداني روسي.
وأكد سيادته، على ضرورة التدخل لوقف قوات الاحتلال الاسرائيلي عدوانها على أبناء شعبنا في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، والمتمثل بالاجتياحات للمدن والمخيمات الفلسطينية، وقتل للمدنيين، وتدمير للبنية التحتية، ووقف الاعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية، وجرائم التطهير العرقي، وغيرها من الجرائم.
وشدد فخامة، على أن قطاع غزة هو جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية، ولا يمكن القبول أو التعامل مع مخططات سلطات الاحتلال في فصله أو أي جزء منه، مؤكدًا ضرورة الإفراج عن أموال المقاصة الفلسطينية، وأنه ستكون لشعبنا في قطاع غزة الأولوية، ولن يتم التخلي عنه، وهو مسؤولية دولة فلسطين، ونحن لم نخرج من قطاع غزة لنعود إليها.
وأكد الرئيس عباس على الرؤية السياسية الفلسطينية التي تؤكد على ضرورة حصول دولة فلسطين على عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة، وعقد المؤتمر الدولي للسلام لتنفيذ الحل السياسي في فترة زمنية محددة وبضمانات دولية، وتشكيل حكومة فلسطينية تتولى مهامها في الضفة بما فيها القدس، وغزة، وتسيطر على مواردها ومعابرها الدولية.
كما أكد سيادته، على أن السلام والأمن لا يتحققان إلا من خلال تنفيذ حل الدولتين، المستند لقرارات الشرعية الدولية الذي يشمل كامل أرض دولة فلسطين في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وقطاع غزة، والاعتراف بدولة فلسطين، لأن جميع الحلول الأمنية والعسكرية أثبتت فشلها، ولن تحقق الأمن والاستقرار للمنطقة.
من جانبه، أكد الرئيس بوتين على دعم روسيا للشعب الفلسطيني، لينال حريته واستقلاله في دولته الفلسطينية المستقلة، وفق الشرعية الدولية.
وأشاد الرئيس بوتين بالرؤية الفلسطينية التي عرضها سيادة الرئيس محمود عباس، مؤكدًا على أهمية وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات والذهاب لتنفيذ الحل السياسي.
وقال الرئيس بوتين، إن الاتصالات تجري حاليًا وستتواصل، لإدخال المستشفى الميداني الروسي، خلال الفترة المقبلة.
وجدد الرئيس الروسي، خلال الاتصال، دعوته للرئيس عباس لزيارة روسيا، وجرى الاتفاق على استمرار التواصل من خلال القنوات الدبلوماسية، من أجل تحديد موعدها، بما يناسب الجانبين، وفي أقرب وقت ممكن.

*فلسطينيات
د. اشتية: الاحتلال يرتكب كل أنواع المجازر المخالفة للقانون الدولي والمطلوب وقف فوري وشامل للعدوان

أكد رئيس الوزراء د. محمد اشتية، أن إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، ترتكب كل أنواع المجازر المخالفة للقانون الدولي الإنساني، بالتجويع والتعطيش وبمنع الدواء والعلاج وبالقصف والحصار، على أبناء شعبنا في قطاع غزة.
وفي مقابلة مع برنامج "ملف اليوم" الذي يبثه تلفزيون فلسطين، قال د. اشتية: أن "إسرائيل تقوم بالقتل من أجل القتل وتتصرف بروح الانتقام، عبر ارتكاب مجازر غير مسبوقة على مرأى العالم أجمع".
وأشار إلى أن الموقف الرسمي الفلسطيني الذي ينقل للمسؤولين الأجانب ممن يصلون إلى فلسطين، يشدد على أن الأمر لا يتطلب هدنًا إنسانية لإدخال المساعدات، بل وقفاً فورياً وشاملاً للعدوان، وأضاف: "فما قيمة أن توفر وجبة عشاء لمواطن قد يقتل في غارة للاحتلال صبيحة اليوم التالي".
ونوه رئيس الوزراء إلى أن القضية الفلسطينية جزرت في الأيام الأولى التي تلت السابع من تشرين الأول/ أكتوبر في معظم عواصم العالم، حيث منع رفع العلم الفلسطيني ومنعت المظاهرات في عدة عواصم، وتم اغتيال طفل فلسطيني في شيكاغو على يد حاقد، إلا أن الرأي العام العالمي شهد مؤخراً تغيراً لصالح القضية الفلسطينية.
وأوضح أن هذا التغير يرد لعدة أسباب، أبرزها الحراك الدبلوماسي الذي يقوده سيادة الرئيس محمود عباس سواء في الزيارات أو اللقاءات الثنائية، والدور الذي لعبته الجاليات الفلسطينية في كل أنحاء العالم في فضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي، ودور الإعلام الفلسطيني والعربي الذي تجند لفضح تلك الجرائم، وكذلك بفعل تكشف زيف الأكذوبة والدعاية التي حاولت تسويقها إسرائيل في العالم.
وتابع: "بناء على ذلك كان هناك التحول في الرأي العام العالمي الشعبي، ومن خلال العديد من المواقف الرسمية التي شهدت مطالبة وزراء وبرلمانات بوقف العدوان، إلا أن ذلك يصطدم بـ "الفيتو" الأميركي الذي لا يريد لهذه الحرب أن تتوقف".
وقال: "أكثر من 153 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة صوتت لصالح وقف إطلاق النار ولكن الفيتو الأميركي جاء ليعرقل هذا المشهد، وأنا أعتقد أن على الولايات المتحدة أن تراجع موقفها وتتراجع عنه، فمن يتحدث عن منع قتل المدنيين والأطفال لا يمكن أن يزود إسرائيل بالسلاح، ولا يمكن أن يستمر بحماية إسرائيل في مجلس الأمن".
وجدد د. اشتية التأكيد على رفض القيادة الفلسطينية لمخططات تهجير شعبنا من قطاع غزة أو الضفة الغربية بما فيها القدس، مطالبا بالاعتراف بدولة فلسطين عضواً كاملاً في الأمم المتحدة، وفتح أفق سياسي لإقامة دولة فلسطينية.
وتطرق رئيس الوزراء إلى ضرورة فتح كافة المعابر مع قطاع غزة التي تغلقها إسرائيل، لتدفق المساعدات الإنسانية بالكم والنوع اللازمين، مشيراً إلى أن حرمان غزة من الكهرباء والوقود ومع دخول فصل الشتاء يحتم نوعية محددة من المساعدات على مستوى الغذاء والملبس.
وأضاف: أن المساعي تنصب على توفير مساعدات العلاج والطعام والماء، منوهاً إلى أنه تم إعادة تشغيل محطتي مياه شرق دير البلح وشرق خانيونس تضخان حوالي 28 ألف لتر مكعب من المياه يومياً، وهناك محطات لتحلية مياه البحر تضاف إلى وحدات مشابهة نصبتها دولة الإمارات في الأراضي المصرية وتقوم بضخ المياه إلى رفح وغيرها.
وأكد أن الحكومة لا تدخر جهداً من خلال العمل مع جمعيتي الهلال الأحمر الفلسطيني والمصري، والمؤسسات الإغاثية الدولية ومؤسسات الأمم المتحدة، مشيراً إلى أن هناك 3 وزراء من الحكومة متواجدون في قطاع غزة ويعملون على تنسيق المساعدات.
وبيّن رئيس الوزراء أن هناك وحدة من السفارة الفلسطينية لدى مصر متواجدة في غرفة العمليات مع الإخوة المصريين على معبر رفح، ووحدة قنصلية من السفارة الفلسطينية تقوم بالعمل على تسهيل الإجراءات الإدارية لمغادرة الجرحى والمصابين ممن فقدوا أوراقهم الثبوتية.
وحول قرصنة حكومة الاحتلال لأموال المقاصة الفلسطينية، قال اشتية إن الحصار المالي المفروض علينا هدفه سياسي.
وأوضح د. اشتية بأن مسؤولين أميركيين "اقترحوا علينا تحويل الأموال الفلسطينية للنرويج ثم يتم تحويلها للسلطة وإسرائيل رفضت".
وأشار إلى أن البنوك لم يعد لديها السيولة لتُقرض الحكومة، "ولو اقتضى الأمر منا أن نقترض للمرة الأخيرة فسنفعل"، موضحا أنه تم تكليف وزير المالية شكري بشارة لحشد كل الإمكانيات لصرف ما يُمكن للموظفين من رواتبهم، مقدما التحية للموظفين في القطاع العام على تقديرهم للظرف وموقفهم المشرف.
وقال د. اشتية إن الحكومة "تصرف على قطاع غزة 140 مليون دولار شهريا، تشكّل 35% من حجم الموازنة، حيث تدفع 81 ألف راتب و80 ألف مساعدة للأسر الفقيرة في القطاع.
وبين أن الجهة الوحيدة التي تقدم مساعدات للشعب الفلسطيني هي الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى وجود وعودات عربية لدعم خزينة السلطة "ونأمل أن يكون ذلك في القريب العاجل".
ودعا د. اشتية مؤسسات القطاع الخاص إلى عدم تسريح أي موظف أو عامل، قائلاً: "خلينا نحمل البلد مع بعض".

*مواقف "م.ف.ت"
فتوح يدعو البرلمانات الدولية للضغط على الاحتلال لوقف عدوانه على شعبنا

دعا رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، البرلمانات الدولية لممارسة الضغط على حكومة الاحتلال الإسرائيلي، لوقف العدوان على أبناء شعبنا.
وطالب فتوح، بفرض عقوبات على المستعمرين لانتهاكهم للقانون الدولي، وارتكابهم جرائم ضد المدنيين بهدف التطهير العرقي، تشمل منع تأشيرات الدخول عنهم، وسحب الجنسيات من حملة الجنسيات المزدوجة، إضافة لمقاطعة منتجاتهم وإدانتهم، باعتبار وجودهم من جرائم الحرب التي يعاقب عليها القانون الدولي.
وحث فتوح، البرلمانات الدولية على منع وحظر ومعاقبة الشركات التي تعمل في المستعمرات، حيث أنها تعمل على أراضي وموارد مسروقة، وهذا مخالف للقوانين والأعراف الدولية.
وفي السياق، أطلع فتوح، القنصل البريطاني العام في القدس ديان كورنر، على التطورات الميدانية والأوضاع الإنسانية المأساوية في قطاع غزة، نتيجة حرب الإبادة الجماعية التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على شعبنا الفلسطيني.
واستعرض فتوح، خلال اللقاء الذي عقد بمدينة رام الله، الانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، وما يتعرض له شعبنا من اعتداءات جيش الاحتلال والمستعمرين، وجرائم قتل المدنيين الفلسطينيين في جميع المدن والقرى.
وشدد، على ضرورة وقف العدوان بشكل فوري دون شروط، وإنشاء ممر آمن للمساعدات الإنسانية، ووقف اعتداءات المستعمرين، داعيا لمحاسبة إسرائيل في المحاكم الدولية على جرائمها التي ترتكبها دون أدنى اعتبار للقيم الإنسانية والأعراف الدولية.
وأكد ضرورة توفير الحماية الدولية لشعبنا الفلسطيني، والاعتراف بالدولة الفلسطينية، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية.
من جانبها، أكدت القنصل البريطاني رفضها لهذه الاعتداءات الخطيرة على الشعب الفلسطيني، والضرورة القصوى لوقف العدوان، وإعادة السلام والأمن في المنطقة الذي لن يتحقق إلا بتنفيذ مبدأ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وتحقيق حق الشعب الفلسطيني في العيش بكرامة وسلام.

*عربي دولي
آلاف الأردنيين يشاركون في وقفات ومسيرات حاشدة رفضًا لاستمرار العدوان على الشعب الفلسطيني

شارك آلاف الأردنيين في محافظات المملكة كافة، للجمعة الـ11 على التوالي، في وقفات ومسيرات دعمًا لفلسطين، ورفضًا لاستمرار العدوان على الشعب الفلسطيني.
وانطلقت مسيرة حاشدة من أمام مسجد عباد الرحمن في العاصمة الأردنية عمان، دعمًا وتضامنًا مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة.
وندد المشاركون في المسيرة بالجرائم التي تقوم بها قوات الاحتلال، خاصة في قطاع غزة، ودعوا إلى تحرك  عربي ودولي فاعل لوقف العدوان، مستنكرين الصمت الدولي تجاه ما يحدث.
ورفعوا علمي فلسطين والأردن، ولافتات تؤكد رفض العدوان واستهداف الأطفال والنساء والشيوخ ودور العبادة والمدارس والمستشفيات.
وطالبوا المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال لوقف عدوانه، والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني ووقف حرب الإبادة والتهجير القسري، التي تتنافى مع الأعراف والقوانين الدولية، وقيم حقوق الإنسان.

*إسرائيليات
القناة "13" :سحب لواء غولاني من غزة بعد خسائر كبيرة

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن جيش الاحتلال قرر سحب لواء غولاني من قطاع غزة بعد "60" يومًا من القتال تكبد فيها خسائر كبيرة، في حين ذكرت القناة "13" الإسرائيلية أن جنود اللواء غادروا غزة لإعادة تنظيم صفوفهم.
ولواء غولاني تنظيم خاص، ويوجد به "8" كتائب و"4" كتائب دبابات وكتيبتا مشاة وكتيبة مظليين وكتيبة مدفعية، وأسلحة الإسناد وعمليات الإمداد والصيانة.
ووفقًا للقواعد العسكرية، فإن إخراج الوحدة العسكرية من القتال يعني أنها فقدت "40%" من قدراتها القتالية البشرية والمعدات.
وسحب لواء غولاني يثبت صحة ما تعلنه الفصائل الفلسطينية من تدمير عدد كبير من آليات جيش الاحتلال.
وخروج غولاني من العمل يعدّ مؤشراً على طبيعة المعركة، ونجاح الفصائل الفلسطينية في إدارة معركتها بعد مرور "53" يومًا على المعركة البرية.
وكان لواء غولاني رأس حربة في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وأنه تحمل الصدمات الرئيسية في المعركة، وهذا يدلل على شدة المعارك وحجم الخسائر.
وأسس لواء غولاني عام 1948 واشتق اسمه من الجليل، وقد شارك في حرب 1948 قبل تأسيس جيش الاحتلال، وخروج غولاني سيأثر على معنويات جيش الاحتلال، وهناك توقع خروج ألوية أخرى من المعركة.
وحول ما قالته القناة "13" الإسرائيلية بإعادة تنظيم صفوف غولاني، فإن هذا الفعل يسمى إعادة بناء الجاهزية القتالية لهذا اللواء سواء في بُعد الآليات والمعدات أو البعد البشري، لكن هذا يحتاج إلى وقت، وأن ذلك قد يؤدي إلى تقليص حجمه وتصبح قدراته القتالية أقل.

*آراء
احذروا هذا الحكواتي/ بقلم: موفق مطر

احذروا هذا الحكواتي! الاستدارات بواقع 180 درجة، وتبديل المواقف بسرعة الضوء باتت سمة "الحكواتي" في عالم السياسة، البارع في السرد، واستخدام التعابير والمصطلحات المدغدغة لمشاعر البسطاء، حتى أن بعضهم لا يتورع عن تقمص دور البطل فيما يروي، حتى ليبدو للمتلقي السامع والمشاهد على الهواء مباشرة أنه "عنترة العبسي" قد عاد بشحمه ولحمه ليصد الغزو عن القبيلة!! أما استحمار الجمهور، والظن أن غالبيتها الساحقة مصابة بالزهايمر، ولا تملك ذاكرة في تلافيف أدمغتها الطبيعية، وأن محرك البحث "غوغل" الذي يمنحنا ألف خيار على الأقل عن اسم وفعل ومواقف وتصريحات وتفوهات وعبث وفهلوة كل واحد من هؤلاء، ناهيك عن صورهم التي لا تحتاج الى كثير من الفراسة لاستكشاف شخصية الكذاب المنافق، ومتقمص الأدوار التمثيلية والخطابية على قاعدة ما يطلبه الجمهور!! هؤلاء الذين استخرجتهم فضائيات من قاع جب النسيان، لتراكم علامات الاستفهام حول انخراطها في المؤامرة على شخص الرئيس ابو مازن ومنهجه، والقيادة الوطنية الفلسطينية، والممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني منظمة التحرير الفلسطينية، هؤلاء يجسدون الأمر ونقيضه، الموافقة والرفض، والموالاة عندما كانوا في مواقع القرار، وضمن أضلاع مثلث ذروة السلطة والمسؤولية، وبذات الوقت يجسدون المعارضة العبثية التدميرية عندما يتم الاستغناء عنهم، لأنهم في الحد الأدنى كانوا يبحثون عن مكاسب (الأنا المتضخمة) لديهم، على حساب العمل بإخلاص لاعلاء المصالح العليا للشعب الفلسطيني، ليس هذا وحسب، بل تراهم يخادعون الجماهير، بابراز الحرص على قضاياها والتحدث عن مطالبها وتطلعاتها، وأنهم يتكبدون شقاء العمل من اجل تحسين عيشها وحريتها! ويتوغلون في هذا المسار، وكأن الجماهير لا تعلم أن طمعهم في المكاسب والمناصب قد ادى الى انزلاقهم وسقوط أقنعتهم، وانكشاف حساباتهم المفلسة في السياسة ومواقع المسؤولية التي تبوَّأوها!
لا ننكر حرفيتهم في ادخال الجمهور في (حيص بيص) المواقف، وخفة ألسنتهم وأفواههم لنفخ السم الثقيل على سمع وبصر بعض سامعيهم ومشاهديهم، وقرائهم، ورغم ذلك، فإنهم لا يدركون أنهم قد سقطوا من قائمة الاهتمام ومسحوا من ذاكرة الجماهير، حتى لو فاضت احاديثهم بمصطلحات وكلام بدا وكأنه على صلة بهموم الشعب، فمعظم هؤلاء لا يعيشون في ذات الشارع الذي يدعون أنهم يمثلون، واذا بحثت عنهم فإنهم في العواصم البعيدة يحملون جنسياتها وجوازات سفرها، ولم يمروا بذات الظروف القاهرة، ولم يشعروا بآلام الفقراء واليتامى ومحنهم ومآسيهم، ولم يحسوا يوما بعذابات الجرحى والأسرى وذوي الشهداء، إنهم بكل بساطة قد انحازوا للباطل، بعد قطعهم مع الحق. يكذب أحد هؤلاء على الجماهير، وهو الذي يظن نفسه العبقري الوحيد في السياسة، فيتحدث من عاصمة العطور، عن فشل القيادة والبرنامج السياسي الفلسطيني!! ويتحدث عن تغيير الوجوه في القيادة، بينما عشرات آلاف المواطنين الفلسطينيين تطحنهم آلة حرب الابادة الدموية الصهيونية، ويشيعون الى المقابر الجماعية بلا ملامح وجوه او اجساد، ولا رائحة في الجو اقوى من رائحة الدم الفلسطيني المسفوك، ولا يكف عن لعب دور المنشط للتمييز بين افراد العائلة الوطنية! والانقسام على أساس الجغرافيا اللعينة التي ما كان للشعب الفلسطيني أي دور في تكريس مسمياتها، وترى هذا وذاك منهم يتحدث عن صناديق الاقتراع، فيما عشرات الآلاف من المواطنين يفككون (صناديق المساعدات الكرتونية) ليحظوا بساعة نوم يستغلونها ما بين غارة لطيران جيش الاحتلال الصهيوني وأخرى، وكأنهم يتحدثون بهذا الخصوص عن جزيرة مجهولة في المحيطات!! وليس عن فلسطين التي باتت كجزر طافية على بحر من الدماء.
إن هؤلاء محترفي النصب السياسي على الجماهير، يحاولون حرف الأنظار عن منطلقات ومخططات وبرامج عمل الصهيونية الدينية والسياسية الاحتلالية والاستيطانية والعنصرية، وتبرئة الأحزاب الاسرائيلية اليمينية الارهابية من اغتيال عملية السلام ، وتحميل القيادة الفلسطينية المسؤولية عن تبعات ونتائج سياسة الحكومات الاسرائيلية ونهجها الارهابي الاجرامي الاحتلالي الاستيطاني، وما قول احدهم بأن سياسة القيادة قد وفرت الغطاء وسهلت الاحتلال والاستيطان فهذا كلام أقل ما يقال فيه أنه ادنى بكثير من مستوى كلام المراهقين في السياسة. يتحدثون عن الوحدة الوطنية، وهم وغيرهم يعلمون أن القيادة لم تضع شروطًا تعجيزية لتحقيق الوحدة، إلا إذا كان – حسب نظرهم - الالتزام بـتأمين وحماية المصالح العليا للشعب الفلسطيني شرطًا تعجيزيًا! إن مصير ومستقبل الشعب الفلسطيني ليس مختبرًا للتجارب الفاشلة والمدمرة.. وقيام دولة فلسطينية ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية، التزام وطني أخلاقي تجاه الشعب الفلسطيني، وأهدافه التي جسدها المجلس الوطني بنص اعلان ميثاق الاستقلال الصادر عنه سنة 1988، وأهمها قيام دولة فلسطينية على ارض فلسطين التاريخية، إلا إذا اعتبر (هؤلاء) قرارات المجلس الوطني حينها، مجردة من الارادة وطنية، أو مجرد حبر على ورق، فالتطبيق العملي لمنهج الوطنية والتحرر، سيبقى الممر الاجباري لكل مناضل يعمل بإخلاص وصدق وانتماء وطني خالص.