يا غزة، يا جرحَ الزمانِ الأبدي
فيكِ الصمودُ، وفيكِ الأملُ المديدُ
صمدتِ على مرِّ السنينِ الطويلة
وجعُكِ صرخاتُهُ لا تغيبُ، ولا تذبلُ

يا أرضَ الشهداءِ، يا دربَ المجدِ
أنتِ صرخةُ حقٍّ في وجهِ المستبدِّ
على عتباتِكِ زرعنا الأملَ بعدَ الفقدِ
وخطونا إلى المستقبلِ رغمَ الجرحِ الذي لا يندملُ

أطفالُكِ اليومَ في معركةٍ مقدسة
يلعبون على أنقاضِ الحياةِ، لكنهم صامدون
في عيونِهم شجاعةٌ، وفي قلوبهم قوةٌ
أرواحهم الحرَّة، تتحدى القدرَ،

يا غزة، يا منارةَ الشرفِ
إن شعوبَ الأرضِ لا تنساكِ، مهما تعاظم الظلام
أنتِ لؤلؤةُ الشرقِ، وأسطورةُ التاريخ
وثباتكِ هو الدرسُ الذي لا يُنسى،

ولا يمحى من الذاكرة

كلَّ يومٍ تشرقُ شمسُكِ من جديد
تبددين ظلماتِ الليلِ بحكمةِ شعبٍ نبيهِ
وإذا ما اشتدَّ الحصارُ من كلِّ جانب
يزدادُ إيمانُكِ، ويزدادُ تحديكِ،

ويزدادُ صمودكِ في كلِّ حيٍّ وشارع

ليس في غزةِ مكانٌ لليأسِ، ولا للضعفِ
رغم القصفِ، ورغم الدماءِ، ورغم الألمِ
أنتِ الحكايةُ التي لن تموتَ أبدًا
أنتِ الزهراءُ التي أزهرت في قلبِ الجرحِ،

لتصيرَ رمزًا للعزِّ والكبرياءِ

يا غزة، يا مجدَ الأبطالِ، يا صمودَ الشرفاءِ
كلَّ قطرةِ دمٍ سكبها شعبُكِ، كانت وصيةً جديدةً
للعالمِ أجمعَ، بأنَّ الحقَّ لا يموتُ
وأنَّ الحريةَ آتيةٌ، رغمَ أنفِ الظالمين

في كلِّ زاويةٍ في غزة، قصةُ صبرٍ وعزيمة
كلُّ بيتٍ يحكي حكايةَ مقاومةٍ،

وكلُّ جرحٍ يرسم صورةَ فجرٍ قريب
أنتم الأملُ الذي لا يعرفُ الهزيمة
أنتم جدرانُ الصمودِ، وأرضُ الحجارةِ،

ورموزُ الكرامةِ، والتاريخِ المجيد

أهلاً يا غزة، في قلبِ كلِّ مناضلٍ
أنتِ النشيدُ الذي لا يتوقفُ، والحلمُ الذي لا يموتُ
أنتِ العنوانُ الذي يُكتبُ على صفحاتِ الحريةِ
وصمودُكِ يُنيرُ للعالمِ دربَ النصرِ في كلِّ زمانٍ ومكانٍ.