بسم الله الرحمن الرحيم
حركة "فتح" - إقليم لبنان/ مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية
النشرة الإعلامية ليوم الاثنين 16- 10- 2023
*رئاسة
سيادة الرئيس يتلقى اتصالا هاتفيا من رئيس وزراء إيطاليا الأسبق
تلقى سيادة الرئيس محمود عباس، اتصالاً هاتفيًا من رئيس وزراء إيطاليا الأسبق، رئيس المفوضية الأوروبية الأسبق رومانو برودي.
وجرى خلال الاتصال، بحث آخر التطورات على الساحة الفلسطينية، والجهود المبذولة لوقف الاعتداءات، وتقديم المساعدات الإغاثية من خلال فتح ممرات إنسانية، وتوفير المياه والكهرباء والوقود.
كما جرى، التأكيد على أن الأمن والاستقرار يتطلبان وجود حل سياسي قائم على حل الدولتين المستند إلى الشرعية الدولية والقانون الدولي.
*فلسطينيات
رئيس الوزراء: شعبنا لن يترك أرضه وسيُفشل المشاريع التصفوية كما أفشلها من قبل
أكد مجلس الوزراء، ضرورة وقف حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي تتوالى في يومها العاشر على أهلنا في غزة، وسط قطع المياه والكهرباء، والحصار، وعدم السماح بإدخال المواد الغذائية والمستلزمات الطبية.
وقال رئيس الوزراء في كلمته بمستهل اجتماع الحكومة اليوم الإثنين، في رام الله، إن إسرائيل تقتل الأطفال، وإلا فما معنى استشهاد أكثر من 800 طفل وأكثر من 500 امرأة، كما تستهدف المدنيين، وتحاصرهم بهدف القتل والتشريد الجماعي.
وأضاف: أن هناك أكثر من 2808 شهداء وأكثر من 11 ألف جريح، هؤلاء أناس لكل منهم قصة وحياة، وأبناء شعب حضاري له تاريخ ومستقبل، وليسوا "حيوانات بشرية" كما يتبجح قادة الاحتلال.
وحذر من الأمر العسكري الرامي إلى تهجير أهلنا في قطاع غزة، وصناعة نكبة جديدة، وأكد أن شعبنا لن يترك أرضه ولن يهاجر منها مهما غلت التضحيات، وأنه قادر على مواجهتها وإفشالها كما أفشل العديد من المشاريع التصفوية والتوطين على طول حقب النضال الماضية.
وأكد أن المطلوب من المجتمع الدولي وفي مقدمته الإدارة الأميركية التدخل العاجل لوقف العدوان وتوفير الحماية للمدنيين ومنازلهم ومنع تهجيرهم، مطالبا الأمم المتحدة على الأقل بحماية موظفيها، إذ قُتل العديد منهم.
كما حذر رئيس الوزراء من استمرار الاستيلاء على الأراضي، وتكثيف الاستيطان في الضفة، واستهداف التجمعات البدوية، معتبرا ذلك مجزرة بحق الأرض والإنسان أيضًا.
يتابع مجلس الوزراء عن كثب الفصول الدامية لحرب الإبادة الجماعية على أهلنا في غزة، وتفاقم معانتهم من مذابح أبيدت فيها عائلات كبيرة بأكملها تحت القصف، وما يرافق ذلك من قطع الماء والكهرباء ونفاد المواد الطبية والغذائية، ما يؤدي إلى إزهاق أرواح أخرى، إن الحرب على غزة حرب إبادة وكارثة إنسانية بكل معنى الكلمة.
وأعرب عن أمله في أن تقوم الدول الصديقة من خلال سفرائها بتقديم احتجاجات صريحة على الدمار والحصار وإرهاب المستعمرين، وقصف البيوت السكنية والمستشفيات، وقتل الأبرياء والمدنيين.
وطالب جميع الدول ذات العلاقة بالتدخل الفوري لفتح ممرات آمنة لإدخال المواد الصحية والتموينية وإخلاء الجرحى الذين تضيق بهم المستشفيات، والذين بلغ عددهم أكثر من 11 ألف جريح.
كما يتابع مجلس الوزراء من خلال لجنة الطوارئ الوزارية إيواء عمال غزة الذين رحّلتهم دولة الاحتلال إلى محافظات الضفة الغربية، والبالغ عددهم حوالي 5 آلاف عامل، وتم تأمين أماكن توفر لهم إقامة كريمة وتوفير احتياجاتهم في أكثر من محافظة، بانتظار تمكننا من إعادتهم إلى بيوتهم وأسرهم وذويهم.
يواصل مجلس الوزراء من خلال وزارة الصحة التواصل مع كل الأطراف والشركاء الدوليين للعمل على إدخال الأدوية والمستهلكات الطبية إلى قطاع غزة، وقد أبلغنا الصليب الأحمر بأن شحنات الأدوية جاهزة من طرفنا حال سماح إسرائيل بإدخالها إلى قطاع غزة.
وأشار رئيس الوزراء إلى أنه سيتم صرف التبرعات التي جمعتها وزارة الأوقاف يوم الجمعة الماضي في الأوجه التي يحتاجها أهلنا في قطاع غزة، وبما يسمح به الوضع الميداني على الأرض.
وأكد أن وزارة الاتصالات تعمل بالتعاون مع الشركات المقدمة لخدمة الاتصالات والإنترنت على مواصلة توفير هذه الخدمة وعدم حرمان المواطنين من استمرار الاستفادة منها.
وشدد رئيس الوزراء على ضرورة وقف العدوان، وتوفير مسارات لإيصال المساعدات، وإعادة توصيل المياه والكهرباء، وتوفير الحماية لشعبنا.
في الضفة الغربية، قال رئيس الوزراء، إن عدوان المستعمرين مستمر وأوقع 58 شهيدا بين أبناء شعبنا خلال عشر أيام، هذا العدوان أيضا يجب أن يتوقف، ولنا الحق في الدفاع عن أنفسنا، وإننا نستمر في نضالنا من أجل تجسيد دولتنا على الأرض وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين.
وأما بخصوص المساعدات الدولية، فقد طالب اشتية الدول والجهات الداعمة والأفراد، بالتبرع من خلال الهلال الأحمر المصري، أو الأردني، ومنهما إلى الهلال الأحمر الفلسطيني، أو من خلال الحساب المركزي المخصص لهذا الغرض لدى سلطة النقد، وكذلك من خلال وزارة الأوقاف الإسلامية، وعبر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".
من جانب آخر، أكد رئيس الوزراء أن وزارة الاقتصاد الوطني تتابع توفير المواد الغذائية في الضفة، مطمئنا أنه لا يوجد أي نقص في المواد الغذائية أو الوقود أو غيرهما.
وشكر المتضامنين مع فلسطين في كل عواصم العالم الذين وقفوا وقفة حق مع شعبنا، مع الإنسانية، مع السلام والعدالة.
ويخصص مجلس الوزراء جلسته هذا الأسبوع لمتابعة الأحداث في غزة، وتوفير ما يلزم لإغاثة أهلنا هناك.
*مواقف "م.ت.ف"
الشيخ يبحث مع المنسق الأممي لعملية السلام سبل التهدئة والوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على شعبنا
بحث أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ، اليوم الإثنين، مع المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينيسلاند، سبل التهدئة، والإنهاء الفوري للعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة.
وناقش الجانبان خلال اللقاء الذي عُقد بمكتبه في رام الله، ضرورة توفير المساعدات الإنسانية لأبناء شعبنا في القطاع، من خلال فتح ممرات آمنة لإدخال المواد الطبية والأدوية، وكذلك الغذائية، وإعادة المياه والكهرباء.
وشدد الشيخ على موقف القيادة الفلسطينية الرافض للتهجير القسري للفلسطينيين خارج وطنهم، وضرورة حماية المدنيين.
وطالب الأمم المتحدة بالتدخل الفوري وحشد المجتمع الدولي، وعدم اتخاذ موقف الإدانة فقط، مؤكدا ضرورة فتح الأفق السياسي، ما يضمن الأمن والهدوء والاستقرار في المنطقة.
*عربي دولي
بوريل: يجب تمكين الأمم المتحدة من الوصول إلى غزة بجميع مناطقها دون عوائق
قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل: أنه يجب تمكين الأمم المتحدة من الوصول إلى غزة بجميع مناطقها دون عوائق، لتقديم المساعدات الإنسانية، بما في ذلك المياه والإمدادات الأساسية.
وشدد بوريل على أن المعاناة الإنسانية لا يمكن أن تكون ورقة مساومة.
وفي إطار العدوان الشامل على شعبنا الفلسطيني، تفرض قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/ اكتوبر، حصارًا كاملاً على قطاع غزة، بما يشـــــمل منع الغذاء وقطع الكــهرباء والوقود عن القطاع.
وفي الحادي عشر من تشرين الأول/ أكتوبر، توقفت محطة توليد الكهرباء الوحيدة عن العمل، بعيد نفاد الوقود اللازم للتشغيل، جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل.
وبفعل تدمير الطرق وشح الوقود، لا تستطيع فرق الإنقاذ الوصول إلى مناطق شمال غزة لانتشال مئات الجثامين التي لا تزال عالقة تحت الأنقاض بسبب الغارات الإسرائيلية الأخيرة.
ويتعرض أهالي القطاع إلى عدوان غاشم تستخدم فيه آلة الاحتلال الحربية من الجو والبر والبحر مئات الأطنان من المتفجرات التي ألقيت على المنازل والبنايات والأبراج السكنية والممتلكات العامة والخاصة، إضافة إلى قذائف الفسفور الأبيض المحرم دوليًا.
وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، حذر الليلة الماضية، من أن "احتياطيات الوقود في جميع المستشفيات في قطاع غزة من المتوقع أن تكفي لنحو 24 ساعة فحسب".
وأضاف المكتب أن "توقف المولدات الاحتياطية سيعرض حياة آلاف المرضى للخطر".
وحذرت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، لين هاستينغز، من خطورة الوضع "اللاإنساني غير المسبوق في غزة، ونفاد الإمدادات الأساسية.
وقالت إن المياه المتوفرة لدى المنظمة الأممية لمساعدة السكان ستنفد إما غدا أو بعد غد على الأكثر، داعية إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية.
وفي وقت سابق، أفادت اللجان الدولية للصليب الأحمر في قطاع غزة أنه "لن يكون باستطاعة المستشفيات رعاية الجرحى والمرضى بسبب نفاد الإمدادات".
وأكّد الصليب الأحمر عدم التمكن من مواصلة عمله الإنساني ما لم يتمكّن من إدخال المزيد من الإمدادات إلى غزة، مضيفاً أنه "ليس بإمكان الجميع المغادرة، فالجرحى والمرضى وكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة سيتعرّضون لخطر أكبر في هذه الحالة".
وفي حصيلة غير نهائية، أعلنت وزارة الصحة، اليوم، ارتفاع حصيلة الشهداء جراء عدوان الاحتلال المتواصل على شعبنا في غزة والضفة إلى 2808، والمصابين إلى 10950.
وأوضحت الصحة في بيان صحفي مقتضب، أن عدد الشهداء في قطاع غزة ارتفع إلى 2750، والمصابين إلى 9700، وفي الضفة بلغ عدد الشهداء 58 والمصابين 1250، منذ بداية العدوان في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري.
*إسرائيليات
الرئيس السابق للشين بيت: العملية الأخيرة أضرت كثيرًا بقوة الردع لدينا
بدأ الرئيس السابق للشين بيت الأدميرال عامي أيالون كلامه في مقابلة حصرية مع صحيفة لوفيغارو:" ما حدث كان مشابهًا جدًا من حيث المفاجأة لهجوم عام 1973، وربما تكون الأسباب هي نفسها لكن عندما نحاول فهم تاريخنا على المدى الطويل ستبدو صفحة 2023 أكثر جدية، وهذا الهجوم سيغير وجه إسرائيل، لأن هذه هي المرة الأولى منذ إنشاء الدولة اليهودية التي يتم فيها قتل المئات في منازلهم".
وأضاف: أن " الأمر سيستغرق سنوات حتى نفهم التأثير الطويل المدى الناجم عن الرعب والخوف المرتبط بهذه الأحداث، وإلى أن الهجوم البري في غزة أمر لا مفر منه للقضاء على الاعداء".
وأوضح: أن" إسرائيل استثمرت مبالغ ضخمة من المال لضمان أن يكون جيشها هو الأقوى والأكثر كفاءة، فانهار كل شيء في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ولم يعد معظم الناس يتوقعون أي شيء من قادتهم السياسيين ولكنهم كانوا يتوقعونه من قادتهم العسكريين وها قد فشل ذلك".
*أخبار فلسطين في لبنان
وقفة جماهيرية في مخيم البداوي تنديدًا بجرائم الاحتلال الصهيوني في غزة
دعمًا لصمود شعبنا الفلسطيني واستنكارًا للهجمة الصهيونية البربرية، نظم الإتحاد العام للمرأة الفلسطينية وقفة جماهيرية تنديدا بجرائم الإحتلال الصهيوني في غزة اليوم الإثنين ١٦-١٠-٢٠٢٣ أمام مكتب مدير خدمات الأونروا في مخيم البداوي.
وتقدم المشاركين أعضاء قيادة حركة "فتح" في الشمال وأمين سرّ وأعضاء شعبة البداوي، وقوات الأمن الوطني الفلسطيني وممثلون عن الفصائل الفلسطينية والأحزاب والقوى الوطنية واللجان الشعبية، وإتحاد العام للمرأة الفلسطينية، وفعاليات وطنية.
استهلت الأخت زينب هنداوي الوقفة بكلمة ترحيب، حيث حيت صمود شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة الأبية التي تتعرض لحرب إبادة.
ثم تلت الأخت وفاء شتلة بيان للأمانة العامة للإتحاد العام للمرأة الفلسطينية مما جاء فيه:
١- يطالب الإتحاد العام للمرأة الفلسطينية من المجتمع الدولي بضرورة وقف العدوان الصهيوني الذي يطال السكان والمنازل والبنية التحتية والمرافق العامة الخدماتية الاساسية الصحية والمدارس والماء والكهرباء ومنع وصول المواد الطبية والاغاثية.
- ممارسة ضغط دبلوماسي لوقف العداون وحماية السكان
- الضغط من أجل فتح المعابر لإدخال المساعدات الطبية والإنسانية
- العمل على ضمان وصول الإحتياجات الإنسانية والمستلزمات لمقومات الصمود وخصوصا للنساء
- يحذر الإتحاد من خطورة حدوث كارثة انسانية واسعة وتفاقم الوضع الإقتصادي والإنساني المتدني أصلاً
- يدعو الإتحاد الأطراف المتعاقدة على إتفاقيات جنيف تطبيقها ووقف الإنتهاكات الإسرائيلية.
كلمة اللجان الشعبية ألقاها أمين سرّها في مخيم البداوي أبو رامي خطار أدان فيها التمييز لدى محكمة الجنائية الدولية، مؤكدا أن شعبنا الفلسطيني سيحاسب نتانياهو وكل قادة الإحتلال.
وأشاد بصمود أهلنا في قطاع غزة المحافظين على كرامة هذه الأمة.
واستهجن تخلي الاونروا عن مسؤولياتها في غزة حيث أقفلت مكاتبها شمال غزة وتركت الشعب الفلسطيني وحيدًا.
*آراء
سيادة الرئيس أبو مازن وقطع المؤامرة بإنسانية مناضل لا تتجزأ/ بقلم: موفق مطر
قطع سيادة الرئيس أبو مازن الطريق على ذرائع الدول الاستعمارية العميقة التي أنشأت منظومة الاحتلال والاستعمار الاستيطاني العنصري "إسرائيل"؛ لوسم حركة التحرر الوطنية الفلسطينية بالإرهاب، واعتبار الشعب الفلسطيني حاضنته الأساس، ونسف كل أرهاصاتهم التي حاولوا تسويقها، وتصدى لضغوطهم، وقالها بصراحة ووضوح وشجاعة وبموقف لا يقبل التأويل، معلوم طريقنا لتحقيق أهدافنا الوطنية في الحرية والاستقلال. سلفًا لديهم، لكنه أعاد تذكيرهم به، وهو أن منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، لها موقف ثابت من العنف والتنكيل بحق المدنيين من الجانبين، إذ قال حرفيًا على مسامع وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن: "نؤكد على سياسة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، التي تنبذ العنف وتتمسك بالشرعية الدولية والمقاومة الشعبية السلمية والعمل السياسي طريقًا لتحقيق أهدافنا الوطنية في الحرية والاستقلال". وبذلك يؤكد للعالم أن الحقيقة الثابتة هي القيم والمبادئ الانسانية الملهمة للكفاح الوطني التي جسدها المناضل الوطني الفلسطيني لأكثر من نصف قرن في ثورته المعاصرة، ومن قبلها في ثوراته المتعاقبة ضد أشكال الاستعمار والاحتلال على أرض فلسطين، ونعتقد أن سيادة الرئيس قد أفحمهم بمصداقية الشعب الفلسطيني في أطروحاته على درب الحرية والاستقلال، ونبله في التعامل مع القضايا المتعلقة بأرواح ومصائر الأبرياء، ونعتقد أنهم يعلمون كيف استقبلت فلسطين مئات وآلاف اليهود الهاربين من جحيم النازية، وضحايا التمييز العنصري الملتجئين إلينا هربًا من جحيمه.
قطع سيادة الرئيس بهذا الموقف على مخططي ومنفذي المؤامرة الدولية الاستعمارية على الحق الفلسطيني، وذلك ببصيرته البعيدة المدى، وإدراكه العميق لسياسات هذه الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية، التي سعت هذه المرة إلى تبرير اتهاماتها وادعاءاتها المعدة سلفًا باعتبار الشعب الفلسطيني حاضنة للإرهاب ليتمكن هؤلاء الأوغاد من تمرير إخضاع الشعب الفلسطيني على الأقل لشروطهم، تحت تهديد الحرب وعمليات الابادة بالوسائل العسكرية، ونعتقد أن تزامن اطلاق بنيامين نتنياهو رئيس حكومة منظومة الاحتلال مسمى "داعش" على فرع الاخوان المسلمين المسلح في فلسطين (حماس) لم يكن رد فعل، ولم يكن عبثًا بالمصطلحات، وإنما في سياق المؤامرة الكبرى التي نشهد وقائع جرائمها مباشرة على الأرض في مدن وبلدات وقرى وبيوت مليوني فلسطيني في غزة، جريمة إبادة، وفي أقل توصيف جرائم حرب وضد الإنسانية شاملة، لا تمييز بين فلسطيني وآخر، وصور الأجنة والرضع والأطفال والنساء- أكثر من 50% من الشهداء الفلسطينيين- ستبقى وصمة عار في سجل الإنسانية، رغم أنها ليست جديدة، ولا تختلف عن سابقاتها المنظورة، أو الموثقة في الكتب، والسجلات السرية لما يسمى العالم المتحضر، سوى كثافتها وسعة نطاقها ودوائرها، ووسائلها وأدواتها (أحدث تكنولوجيا الحرب في العالم)، فالعقل المدبر الصهيوني الارهابي الهمجي للمجازر والمذابح بحق شعبنا موروث، ولم يتغير، إلا عند الذين تحرروا من مفاهيم وتعاليم وادعاءات منظومة الصهيونية الدينية والسياسية، وباتوا يدركون استحالة اخضاع الشعب الفلسطيني بعد اعتراف العالم بحقه في تقرير مصيره واستقلاله وسيادته على جزء من أرضه التاريخية والطبيعية، كما يعرفون أن السبيل الوحيد للاستقرار والأمن والسلام يتحقق بالحل السياسي، وتطبيق ما اتفق عليه، والمنسجم مع قرارات الشرعية الدولية، الاقرار بحق الشعب الفلسطيني بقيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران سنة 1967.
اسقط سيادة الرئيس أبو مازن بهذا الموقف الجديد القديم اقنعة نفاق لدى حكومات ودول استعمارية، وازدواجية معاييرها، مؤكدًا رسالته باسم الشعب الفلسطيني إلى العالم بأن الإنسانية لا تتجزأ، وحق الإنسان في الحياة بكرامة في وطنه، وحقه في العودة إلى وطنه، والعيش بحرية، والاستقلال والسيادة ثابت، لا يحتمل التأويل، أو التصنيف في درجات أو خانات، وأنه من كان مع حرية الشعوب، لا يحق له استثناء الشعب الفلسطيني، ليس هذا وحسب، بل نستشعر منه عدائية، مموهة بعمليات تجميل خطابية، لم يعد ممكنًا خداعنا بها، ولا خداع الأحرار في العالم.
ستستيقظ شعوب هذه الدول يومًا من سباتها، وستكتشف فظاعة الظلم الذي اوقعته الحكومات المتعاقبة على الشعب الفلسطيني، وسيعرف المنخدعون والمضللون عاجلاً أم آجلاً أن الذين كانوا سببًا في نكبة الشعب الفلسطيني الأولى، هم أنفسهم السبب سيادة الرئيس في النكبة الثانية التي يشاهدون تفاصيلها الزمانية والمكانية بوسائل الاتصال والتواصل والإعلام، على خلاف النكبة الأولى التي انزلوها بالشعب الفلسطيني فيما كانت هذه الشعوب قبل أكثر من ثلاثة أجيال مشغولة بمواراة جثامين عشرات الملايين من أحبائهم ورفع ركام جرائم جيوش النازية في اوروبا، وسيعلمون أيضًا أننا نحن الشعب الفلسطيني ضحايا منظومة استعمارية دولية وصهيونية دينية وسياسية، لا تقل في فظاعة جرائمها عما لحق بهم آنذاك
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها