تقرير: وعد الكار

لطالما ارتبط شهر رمضان باللمة العائلية حول مائدة الإفطار، لكن رمضان سيرتبط من اليوم فصاعدا لدى فاطمة غنيم بالفقد المُر الذي أوجع قلبها، بعدما اخترقت رصاصة إسرائيلية متفجرة ظهر نجلها الكبير محمد (21 عاما) واستقرت في صدره وفتت الفقرتين الحادية عشرة والثانية عشرة من العمود الفقري وبترت الشريان الرئيسي للقلب.

تقول أم الشهيد إن صدمتها كبيرة بفقدان ابنها الذي يكبر أخواته الخمس وأخيه الصغير، مشيرة إلى انه بعد الإفطار خرج مع أصدقائه، وبعد فترة قصيرة تم سماع صوت إطلاق نار قريب من المنزل.

وتضيف أن محمد منذ نعومة أظفاره يعشق الرياضة وهو شاب نشيط وضحوك ومحبوب من الجميع.

بدوره، قال الناطق الإعلامي باسم نادي شباب الخضر وسيم أبو تركية إن محمد انضم لفريق الناشئين بعمر 12 عاما، وبعدما كبر التحق بالفريق الأول لنادي شباب الخضر، مشيرا إلى أن كان حلمه بأن يكون رياضيا مشهورا.

وأضاف أنهم كانوا بالأمس على موعد مع مباراة في مدينة الخليل، وأن الفريق انتظر محمد لكنه لم يأت، وحمّل الاحتلال مسؤولية استشهاد محمد، مطالبا اتحاد كرة القدم بفتح تحقيق فيما جرى لفضح جرائم الاحتلال بحق الرياضيين الفلسطينيين.

من جهته، قال الناشط في المقاومة الشعبية أحمد صلاح إن محمد وأصدقاءه كانوا يتمشون بالقرب من جدار الضم والتوسع العنصري الذي يقطع أوصال القرية، ويبعد عن المنزل 500 متر، لكن على ما يبدو كانت لدى الجنود نية مبيتة لقتل أي فلسطيني يتواجد في المكان.

وأوضح أن استسهال جنود الاحتلال إطلاق النار على أي فلسطيني هو تجسيد لسياسة الإعدام الميداني التي تنتهجها قوات الاحتلال، بناء على قرار حكومة الاحتلال الإسرائلي بمواجهة الفلسطينيين بالرصاص.

من ناحيته، قال رئيس بلدية الخضر إبراهيم موسى خلال "47 يوما فقدت بلدة الخضر شهيدين، الشهيد محمد غنيم، والشهيد الطفل محمد رزق صلاح، وكلاهما تمت تصفيته في نفس المنطقة تقريبا، مضيفا أن الاحتلال تسبب ببتر قدم الطفل محمود صلاح أيضا في الموقع ذاته قبل فترة".

 وبين أن استهداف المواطنين المدنيين العُزل جريمة نكراء يندى لها الجبين، مناشدا جميع المؤسسات الحقوقية والانسانية حماية المواطنين من بطش الاحتلال.

وكانت القوى الوطنية في بيت لحم أعلنت الإضراب الشامل والحداد في المحافظة.

كما اندلعت مواجهات عنيفة عقب تشييع جثمان الشهيد غنيم في بلدة الخضر، أطلق خلالها جنود الاحتلال قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع تجاه المواطنين، ما أدى لإصابة عدد من المواطنين بالاختناق.