عضو المكتب السياسي لحركة حماس باسم نعيم يريد حكمًا وحالة لقطاع غزة أشبه بحالة الإقليم في كردستان العراق. والخارجون عن القانون في مخيم جنين يريدون المخيم جيبًا إيرانيًا، فثمة كتبة من عالم محور الممانعة المنهار، يطبلون لهذا الجيب على اعتبار أنه قاعدة لرجال المقاومة. بل إن بعض هؤلاء الكُتاب الساقطين من جيوب اليسار الفلسطيني، يقدمون المخيم كدولة كبرى، ليس بوسع أي دولة أخرى مقارعتها.

كلام نعيم هذا، وكلام هؤلاء الكُتاب المهووسين بالجملة الثورجية، ليس غير كلام التقسيم والشرذمة، بأوضح كلماته وأقبحها، تقسيم فلسطين بسكين الأقلمة، وشرذمتها بدولة الجيب المتفرسنة.

ومع هؤلاء الكتبة، والخارجين عن القانون، والحمساويين المتأقلمين، ثمة "كلمنجية" من أدعياء اليسارية الثورية، وقد باتوا في زواج كاثوليكي مع فضائية الخديعة والضلال، يواصلون من على شاشتها، ثرثراتهم التحريضية ضد السلطة الوطنية، الثرثرات التي ترضي الزوجة المعصومة من الطلاق، وترضي أوصياءها، ولأنها هي من تصرف عليهم، وتتولى رعاية شؤون أوهامهم، وتعبئ جيوبهم  بالدولارات.

لا أحد من كل هؤلاء يسعى لأن يرى الواقع كما هو، الكلاب تنهش جثث الشهداء في قطاع غزة، والدمار عميم، وهذه الفضائية تريده اليوم في جنين.

لماذا تكره فضائية الخديعة والضلال، فلسطين والمشروع الوطني التحرري، إلى هذا الحد؟ لماذا تكره الوطنية الفلسطينية، وعلى هذا النحو الذي تحرض فيه عليها، وعلى مدار ساعات بثها تقريبًا؟ ليس هذا سؤالاً في الواقع، إنه استنكار لعمل إعلامي لم يعد مهنيًا، ولا موضوعيًا واستنكار لموقف لم يعد أخلاقيًا البتة.

مخيم جنين كان وما زال وسيبقى هو مخيم الوطنية الفلسطينية مهما حاولت هذه الفضائية ومعها وصيفاتها الإخونجيات التعتيم على هذه الحقيقة وحملة "حماية وطن" التي تواصلها أجهزة السلطة الوطنية الأمنية، هي في الواقع حملة المخيم بحد ذاته كي ينجو من خراب السلاح المنفلت ومتاجرة طهران بالدم الفلسطيني، هذه العاصمة التي تتوهم أن المخيم يمكن أن يعيد الحياة حتى لو كانت كسيرة، لمحورها المنهار.

لن تذهب الأجهزة الأمنية إلى معركة دموية مع الخارجين عن القانون، لن تسمح بذلك، وغايتها في المحصلة حماية المخيم وأهله، وحتى حماية هؤلاء الخارجين عن القانون من الخديعة والضلال وإعادتهم إلى دروب الصواب، والرشد الوطني، وهذا حتمًا ما سيكون.