حوار/ امل خليفة - رام الله- فلسطين

مناوشات ومشاورات، افعال وردود افعال، وجاء اسطول وذهب أخر، وبقي الانقسام الفلسطيني حاضرا، وما زال الحصار قائما على قطاع غزة وما زالت المفاوضات الغير مباشرة مستمرة وبناء المستوطنات مستمرا وما زلنا لا نعلم حدودنا ولا سماؤنا ولا هواءنا

عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" ومفوض العلاقات الدولية نبيل شعث اجابنا عن تلك التساؤلات:

 

د. شعث هل يمكن أن تحقق المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل شيء للمصلحة الفلسطينية و كسر التعنت والصلف الإسرائيلي خاصة في موضوع الحدود والأمن؟

أنا غير متفائل من أن تحقق المفاوضات غير المباشرة النتيجة المرجوة ولكن هناك اختبار ما على الرئيس الأمريكي أوباما يرى فيه فرصة لكي يقوم هو بما لم يستطع من سبقه القيام به من قبل فهناك فرصة لكي ينجح هو بما فشل غيره به ونحن نتمنى أن يحدث ذلك و أن يضغط على نتنياهو ويؤدي ضغطه إلى نتائج وبالمقابل نحن لن نقبل التوقيع على أي اتفاق ينتقص من حقوقنا الوطنية المتعقلة بالحدود للعام 1967 و وحق اللاجئين في العودة والتعويض حسب القرار 194 والقدس كعاصمة للدولة المستقلة طبعا هذا يتطلب وقف وإزالة الاستيطان والمستوطنات والإفراج عن الأسرى وكل الأمور العالقة والاستحقاقات التي تتهرب إسرائيل منها نتمنى أن يتحقق ذلك وأن يتم استغلال الفرصة ألان خصوصا مع المزاج الدولي المؤيد بشكل كبير وغير مسبوق لقضيتنا، ونحن مع هذا الجهد ولكن هناك شرط لا يمكن التخلي عنه وهو عدم التفاوض في ظل استمرار الاستيطان وإذا تم استئناف الاستيطان لن نستمر في التفاوض وإذا توقف الاستيطان سنستمر بالتفاوض وحقيقة نحن غير متفائلين بأن تحقق المفاوضات شيء يذكر ولكن قد تكون السبب في إسقاط نتنياهو وحكومته المتطرفة وهذا بحد ذاته سيكون له الأثر الايجابي على المنطقة ككل فلم يسبق أن مر على المنطقة أسوأ من هذه الحكومة على مستوى العلاقات مع الدول العربية أو حتى مع الجانب الفلسطيني فالعالم رأى وشاهد كيف تم التعامل مع أسطول الحرية من قرصنة وكذلك سلوك هذه الوزارة في الاستيطان هذه الحكومة  التي تضم وزير حرب الذي شن الحرب على لبنان وغزة، لذلك الإطاحة بحكومة نتنياهو لأنها لا تريد السلام ولان ائتلافه لن تسمح له بإحداث تقدم في المفاوضات فأي حكومة غيره ستكون أفضل من هذا الائتلاف المتطرف ومع ذلك نحن مستمرون في نضالنا الشعبي وفي حراكنا الدولي وفي العمل على استعادة الوحدة الوطنية وكل ما من شأنه دعم الصمود الوطني للفلسطيني على أرضه بما في ذلك العمل الجاد لإنهاء الحصار على غزة .

 

س: مارست إسرائيل القرصنة على أسطول الحرية المتجه لغزة كيف تصف ذلك، وما تداعيات ذلك على رفع الحصار عن قطاع غزة؟

هذه جريمة بشعة وقرصنة في وضح النهار من احتجاز وقتل واستخدام مفرط للقوة ورد فعل مبالغ فيه،  ولكن ذلك ساهم بشكل كبير في تغيير المناخ الدولي حول حصار قطاع غزة ولذلك ما كان مستحيلا قبل أسطول الحرية أصبح الآن ممكن ألا وهو كسر الحصار عن قطاع غزة وفتح ممر بحري لقطاع غزة وفتح المعبر البري في رفح وعودة المراقبين الدوليين للعمل على المعب، لم يعد مقبولا استمرار الحصار بهذا الشكل وتحويل قطاع غزة إلى سجن كبير ومنع وصول المساعدات وتعطيل إعادة الأعمار. ولم يعد من الممكن تأجيل الموضوع بأي شكل من الأشكال وخصوصا بعد قضية أسطول الحرية والعدوان الإسرائيلي الإجرامي عليها، هذا الأسطول الذي فتح بابا جديدا لبحث انهاء الحصار على قطاع غزة، بمعنى إنهاء الدور الإسرائيلي في تقرير ما الذي يدخل غزة وما الذي يمنع دخوله اليها، وان اي دور تلعبه إسرائيل في هذا الأمر يعني إغلاق المعابر.

 

س : كيف تقيم زيارة الأمين العام للجامعة العربية ( عمرو موسى ) لقطاع غزة، وما تأثير هذه الزيارة على موضوع المصالحة وما الموقف المصري من كل ذلك ؟

 

المفروض ان تساعد هذه الزيارة وهي مهمة جدا على المصالحة، الرجل ذهب والتقى بجميع الناس وجميع الإطراف، ولم يزر حماس في مكاتبهم الحكومية، بل وتعمد ان يلتقي بالدكتور زكريا الأغا وكافة الفصائل الأخرى، وبقي يطالب بالوحدة طيلة وجوده في القطاع، وفيما يخص المعابر فان الاخوان المصريين  يصرون على فتح معبر رفح بناء على اتفاقية 2005 وافقت حماس بشرط ان تكون للبضائع والاشخاص ولكن الاخوة المصريين فتحوا المعبر لعبور الاشخاص فقط دون البضائع 
وهنا لا بد من التشديد على ضرورة فتح ميناء غزة ايضا وليس فقط معبر رفح، والمطلوب الان اقناع كل الاطراف بذلك فقد طرح الرئيس ابو مازن هذا الموضوع على مدريد وباريس ومع الرئيس اوباما بالتالي ايضا المسؤولية تقع على عاتق الجميع ونحن دائما نطلب من الأوروبيين ان يتشجعوا ويقرروا اذا ما كانوا مستعدين لإرسال ممثليهم الى الميناء والى المعبر لحل الازمة الانسانية والاقتصادية عن اهلنا في القطاع.

س : الرئيس ابو مازن وخلال اجتماعاته في امريكا لمح لحق اسرائيل التاريخي في الدولة ما صحة ذلك وما الموقف الحقيقي للسلطة تجاه الامر .

لا اعرف ان كان هذا الخبر صحيحا ولن نعرف بذلك قبل عودته الى الاراضي الفلسطينية خلال الايام القادمة، ونحن نعلم ان هناك أمور لا تنتظر ومن اهمها  ما قيل على لسانه في صحيفة هارتس الاسرائيلية بانه لم يطلب من اوباما انهاء الحصار وانما تخفيفه فقط، وبعد اتصالنا المباشر به كذب الخبر، واعتقد ان على الرئيس ابو مازن وفور عودته توضيح ما قيل ويقال عن لسانه عبر مؤتمر صحفي .

فمن الصعب الحكم على ما قاله الرئيس ابو مازن على امر ورد على لسان اليهود والاسرائيليين، وليس من المفروض اصدار الاحكام بحق احد دون اعطائه فرصته للتصريح وتفسير الموقف، انا نفسي ارفض ان اعامل بهذه الطريقة، فكيف رئيس الدولة  علينا الانتظار لعوده الرئيس لتوضيح الامر .

 

س : كيف تفسر رفض حركة حماس استقبال وفد م . ت .ف للمصالحة في الوقت الذي تنادي فيه للوحدة الوطنية  وما مدى مراهنتكم على استمرار حماس تجاه المصالحة بالتالي ترتيب البيت الفلسطيني ؟

كما تعرفين انا مع الوحدة والتي لا اجد لها بديلا ، واتجنب دائما اتخاذ مواقف مضرة للطرف الاخر ومع ذلك اقول ان المسؤول الان عن تاخير الوحدة هم حماس وليس حركة فتح وهذا ليس تخليا عن مسؤولية فتح ، ففي ايام مضت كان تاخير الوحدة بسبب حركة فتح عندما كانت تطالب برجوع حماس الى حدود 14/6 أي الانقلاب والاعتذار للشعب الفلسطيني، وهذا بطريقة ما اخر الوحدة الوطنية.  وكلما اقتربنا الى الوصول  الى الوحدة الوطنية وجاءت أي تطورات دولية جديدة ترى حماس ان من مصلحتها ان تؤجل موضوع المصالحة مثلا عندما كان كولدستون تاجل الموضوع وعندما اهتمت اسرائيل بموضوع شاليط ايضا حماس اجلت الموضوع وعندما جاء موضوع  الاسطول البحري الكاسر لحصار غزة والذي يجب ان يحضنا جميعا على الوحدة اجلوا الموضوع ؟ هذا امر سلبي يجب ان نتخطاه باسرع ما يمكن .

 

س : كيف تفسر تأجيل الانتخابات المحلية في اخر ساعات تسجيل القوائم واليس هذا مأخذا على حركة فتح ؟

برائيي الانتخابات بداية خطاء خاصة قبل الانتهاء من موضوع الوحدة الوطنية ؟ وحاولت ان اتماشى مع موقف حركتي باعتبار ان هذه الانتخابات هي انتخابات محلية يمكن ان تجري في مكان دون الاخر وليس كالانتخابات الوطنية التي تشترط ان تكون في كافة المناطق ونفس التوقيت ؟ ما يقلقني انه ستكون هناك مشكلة كبرى عندما لا تكون حماس مرشحة ، لكن حماس مؤثره وتاثيرها سلبي بدون الوحدة وبدون امكانية للاتفاق معها، فهم يؤيدون ويدعمون من هم ضد حركة فتح من جهة ويدعمون بعض العائلات ضد اخرى وهذا امر واضح في البلديات اكثر منه في الانتخابات الوطنية، لان البلديات تبدو وكان القضية  غير سياسية وانما فعليا نتائجها سياسية. هذا امر كان واضحا بالنسبة لي وكنت ايضا ارى ما تراه حركة حماس  من حيث امكانية عدم انتخاب أي من المقربين لحماس او له علاقة بحماس بالتالي نكون قد خلقنا واقعا سياسيا جديدا في ظرف غير مناسب يمكن ان ترد به حماس بقيامها بانتخابات محلية في غزة دون ان ينجح مرشحا واحدا من ابناء حركة فتح فنكون بذلك كررنا مبدا الانقسام، الديمقراطية من وجهة نظري ضرورية للجامعات والنقابات وداخل الحركة وغرف التجارة وانما الانتخابات العامة كان لا بد من تاجيلها حتى تحقيق الوحدة، برائيي الوحدة اهم من الديمقراطية وهذا ما حدث في لبنان والعراق وغيرهما. وعندما لا تنجح الوحدة تصبح الديمقراطية ضرورة وهذا لا يعني الغاء الديمقراطية وانما اتاحة الفرصة لممارستها بكافة اشكالها بالتشاور وباطار يسمح للعمل الديمقراطي دون التعدي على موقف سياسي يمكن ان يصعب الوصول الى الوحدة الوطنية، بالعكس باعتقادي ان التاجيل جاء متاخرا لانه الان يقال ان  الحركة اجلت الانتخابات خوفا من الخسارة وليس من اجل الوحدة وكان علينا استغلال مواقف عديدة من يوم اسطول الحرية بحيث نقول بانه بمناسبة هذه الجريمة البشعة وتحيه لابطال اسطول الحرية الذين اتوا يحملون معهم رياح الوحدة الى الوطن من اجلهم نؤجل الانتخابات حتى اتمام الوحدة الوطنية واستعادتها .

س: وماذا عن تاجيل التعديل الوزاري الذي طالبت به حركة فتح والتي اتهمت انها تطمح بان يكون لديها دور اكبر في الحكومة وليس المبدا الاداء؟

تمتلك حركة فتح النصف +1 من الوزراء في الحكومة الحالية والنصف الثاني ليشس بعيدا عن الحركة فهناك مستقلين. الحكومة بغالبيتها قريبة من فتح وفتح؟ وبالنهاية الرئيس من الحركة ولديها القدرة على حل الوزارة واعادة تشكيلها، وامس صرح عن رضاه عن اداء الوزارة وقال انه اذا كان هناك  بعض الاشخاص داخل الحركة غير راضيين فهم احرار، أي ان هذا الموقف ليس موقف الحركة بل موقف بعض الاشخاص داخل الحركة، بالنسبه لي هذا تعليقي على هذه الوزارة هو المحافظة عليها مادامت تؤدي واجبها، فهي ليست مسؤولة عن السياسة العامة وليست مسؤولة عن المفاوضات، وما تقوم به وحسب الرئيس ابومازن جيد ولا يستدعي التغيير او التعديل الذيطالب فيه بعض الاشخاص داخل الحركة تحت مسمى الطمع في المقاعد داخل الحكومة. اما اذا كان اداء وزير ما غير كفوء فنعم لابد من تغييره وهناك كثر داخل الحركة يستحقون وبكافئه عالية ومهنية تامة وهذا حصل فعلا فقد اضيف حسن ابو لبده الى وزارة الاقتصاد ومحمد اشتيه لوزارة الاسكان، دون الحديث عن تغيير وزاري شامل ايضا انتظارا للوحدة الوطنية  عندها لن يكون هناك سوى حكومة وحدة وطنية. علينا ان نعي جيدا انه اصبح من غير الممكن لاي من حركتي حماس او فتح تشكيل حكومة كا على حدا ، علينا القبول بحكومة الوحدة الوطنية مقاعدها تعادل مقاعد البرلمان. دون اعتماد ىمبدأ الاقصاء وبما اننا قبلنا بالمشروع النسبي على الانتخابات التشريعية والمجلس الوطني يجب ان يطبق نفس المبدا على مجلس الوزراء. فالديمقراطية لن تقصي احد بل ستستحجم  الاطراف حسب اختيار الشعب.