شهدت باحات المسجد الأقصى المبارك وحي الشيخ جراح مساء الجمعة الأخيرة من شهر رمضان الفضيل، اقتحام أعداد كبيرة من قوات حرس الحدود والشرطة وأجهزة الأمن الإسرائيلية، وقامت باعتداءات وحشية على المصلين والمعتصمين في الحي، وأطلقت الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الدخان والغاز المسيل للدموع، ما نجم عن ذلك إصابة 205 أشخاص من المرابطين والمعتصمين بحبل الله والوطن، والمدافعين عن حقهم في حرية العبادة، وحقهم في منازلهم ومساكنهم، ورفض التنازل عنها لقطعان المستعمرين في الحي الباسل.
جريمة قوات وأجهزة أمن الاحتلال الإسرائيليةعلى باحات أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وحي الشيخ جراح، متعددة الجوانب والأبعاد، أولًا اقتحام الباحات دون سبب؛ ثانيًا إغلاق بوابات المسجد الأقصى، ومحاصرة المعتصمين في حي الشيخ كشف خلفية الهدف الإرهابي لقوات الموت الصهيونية؛ ثالثًا الاعتداء على المصلين والمعتصمين في الحي الأبي بالركل وإطلاق الرصاص وقنابل الغاز والدخان، وإيقاع ما يزيد على الـ 200 إصابة في أوساطهم يعكس النية المبيتة لتلك القوات الإجرامية وقطعان المستعمرين على إشعال دوامة العنف والارهاب ضد الأبرياء العزل من المواطنين الفلسطينيين؛ رابعًا منع وسائل الإعلام من تغطية الجريمة البشعة اكد ان تلك القوات وقطعان المستعمرين شاؤوا التغطية قدر الإمكان على جريمتهم وإرهاب دولتهم المنظم؛ خامسًا أرادوا ترهيب المواطنين الفلسطينيين، وتمهيد الطريق لقطعان المستعمرين من جماعة الفاشي بن غفير وسموتيرتيش ومن لف لفهما من العصابات الصهيونية لاقتحام المسجد غدا الاثنين ( 28 رمضان الحالي)، وفرض اجندتهم الاستعمارية على المسجد، ولدب الرعب في نفوس اصحاب البيوت المهددة بالطرد منها في حي الشيخ جراح، حتى يقبلوا بالمساومة والتنازل عن حقوقهم التاريخية؛ سادسًا شكل من اشكال رد الاعتبار لقواتهم، التي هزمت وارغمت بداية الأسبوع المنصرم بالانسحاب من ساحة باب العامود، وإرضاء وحشية وهمجية الفاشيين الثنائي بن غفير وسموتيريتش، اللذين صرحا، بان ما حصل في ساحة باب العامود هزيمة للقوات الإسرائيلية المتوحشة؛ سابعًا إرسال رسالة للعالم اجمع دون استثناء، ان حكومة الفاسد نتنياهو لا تبالي بالقانون الدولي، ولا تعير إهتماما بالبيانات الدولية المستنكرة لجرائمها؛ ثامنًا إرسال رسالة لانظمة التطبيع العربية الرخيصة، أن تطبيعكم معنا لا صلة له باستحقاقات السلام، وكفى كذبًا على الذات، وعلى شعوبكم وشعبنا الفلسطيني.
مع ذلك، ورغم العدد الكبير من الإصابات في أوساط الجماهير الفلسطينية البطلة في باحات المسجد المبارك والحي الصامد والشامخ في وجه الغزاة، إلا أن تلك الإصابات لم تثنِ، ولم تهز عزيمة وإرادة أبناء شعبنا الفلسطيني العظيم عن الاستماتة في الدفاع عن كل حبة تراب في القدس العاصمة الأبدية، ولا في أي حي من أحيائها.
وأكدت للغزاة القتلة، أن شعبنا الفلسطيني عموما وأبناء زهرة المدائن، ودرة التاج لن يسمحوا لهم بتمرير جرائم حربهم مجانًا ودون ثمن، وسيقاتلون بايديهم واكفهم العارية، وبايمانهم المطلق بحقهم التاريخي والطبيعي وبموروثهم الحضاري دفاعًا عن كل مليمتر من قدس الأقداس، مدينة السلام والتسامح والتعايش وعن مساجدها وكنائسها وخاصة المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، ولن تسمح بتمرير مشاريع الضم والتهويد والمصادرة والطرد والهدم والتطهير العرقي من مدينتهم ومسقط رأسهم، ومن عاصمتهم الأبدية؛ كما أن المواجهة الباسلة للماجدات المرابطات والشباب والأطفال والشيوخ أكدت في رسالة واضحة لحكومة نتنياهو واقرانه من الفاشيين العنصريبن وللعالم على حد سواء، أن شعبنا الفلسطيني لديه الجاهزية العالية لتدشين انتفاضة جديدة لا تقل قوة وعنفوانًا وزمنًا عن الانتفاضة الكبرى عام 1987/ 1993 إن لم ترتدع تلك القوات وقياداتها المرتكبة جرائم الحرب ضدهم وضد أبناء جلدتهم على مساحة فلسطين التاريخية؛ كما وأرسلت رسالة لتلك الأنظمة العربية المهزومة والرخيصة والراكضة في مياه التطبيع الآسنة، أن حليفتهم دولة المشروع الصهيوني ستأكلهم ذات يوم، وتلتهم مصيرهم، وتحيلهم لمأجورين وعبيد في سوق نخاستها، ولن تغفر لهم دونيتهم وبيعهم لأشقائهم الفلسطينيين، لأن المشروع الصهيوني لم يستهدف فلسطين وحدها، إنما كانت فلسطين رأس الحربة للهيمنة على كل الوطن العربي والشرق الأوسط الكبير؛ وأرسلت رسالة للعالم عموما ولأقطاب الرباعية الدولية وخاصة الولايات المتحدة، أنه آن أوان أن تشمروا عن سواعدكم، وأن تلتزموا بما تعلنونه ليل نهار وتفرضوا السلام وخيار حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران 1967 من خلال عقد مؤتمر دولي يستند للفصل السابع لإلزام الدولة المارقة باستحقاقات التسوية السياسية، لأن ذلك يصب في مصلحتكم ومصالح شعوب الأرض قاطبة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها