خاص/ مجلة القدس، في خطوة لم تكنمتوقعة أقدم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وبشكل مفاجئ على الإعلان عنقيام حكومة وحدة وطنية إسرائيلية، بالتحالف مع الخصم اللدود زعيم حزب كاديما شاؤولموفاز، وهو ما يعني ضمان أكثرية برلمانية داعمة لحكومته لم يسبقها إليها أحد حتى فيزمن القيادات التاريخية لإسرائيل أمثال بن غوريون وغولدا مائير وغيرهما وهي أكثريةمن المتوقع أن تصل إلى ما يقارب 94 نائباً يمنحون ثقتهم لهذه الحكومة، وهو يعني  تأمين ثلثي أعضاء الكنيسة أو أكثر وقد جاء هذا الإعلانفي وقت كان معظم المراقبين والمحللين والمتابعين للشؤون الإسرائيلية يترقبون وضع الآليةوالتوقيت لإعلان نتنياهو نفسه الذهاب لانتخابات مبكرة، كانت لتحصل في غضون الأشهر الثلاثةالمقبلة... وهذا الخيار الذي كان سيلجأ إليه بعدما وصلت الأمور السياسية داخل المجتمعالإسرائيلي إلى مرحلة حرجة وضعته أمام معضلات إستراتيجية خطيرة تهدد مستقبله وبقاءهفي المكان الذي أوصله إليه تحالف نتنياهو – ليبرمان – باراك، الذي اتسم بالشلل الحكوميوفقدان الثقة السياسية والشعبية وبالتالي الثقة البرلمانية في هذا التحالف لو تعرضلأي عملية تصويت على الثقة في الكنيست وهو ما يعني بطبيعة الحال سحب الثقة عن الحكومةوترحيلها.

ويبدو أن لجوءرئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى عرض تأليف حكومة اتحاد وطني على حزب كاديماالمنافس القوي والجدي لتكتل الليكود الذي يتزعمه جاء تفصيلاً لأحد خيارين أحلاهما مر..بعدما وصلت الأمور داخل الحكومة الحالية إلى وضعية لا تحسد عليها. وهذا ما لمح إليهموفاز زعيم حزب كاديما والذي يعتبر من صقوره مقارنة مع زعيمته السابقة تسيفي ليفنيالتي تعتبر أقرب بتوجهاتها وسياساتها الداخلية والخارجية الى حزب العمل، الحزب الذييعتبر القوة الثالثة في التركيبة السياسية الاسرائيلية والذي كان يقود اسرائيل بتوجهاتتعتبر يسارية مقارنة بالقوى الأخرى اليمينية او اليمينية المتطرفة، وهذا التحالف الذيكان من المتوقع ان يصل الى سدة رئاسة الحكومة لو حصلت الانتخابات المبكرة كما كان مخططاًقبل اعلان الائتلاف الجديد. الذي ادى الى انقاذ الحكومة ورئيسها من السقوط.

 وطبقاً للمعطيات المتوافرة فان زعيم حزب الليكودموفاز، الذي عقد مؤتمراً صحفياً مشتركاً مع نتنياهو للاعلان عن هذا التحالف الجديد،سارع الى قطف ثماره مقدماً ليقدم نفسه منقذاً للنظام وللمجتمع الاسرائيلي تحت عناوينانقاذ الأمن والاقتصاد من خلال اعلانه وأمام حليفه الجديد بان الموافقة على هذه الخطوةتأتي، للوقوف امام المعضلات الكبيرة السياسية والاقتصادية التي تعاني منها الحكومةالحالية. معلناً اربعة مبادئ للحكومة الجديدة وبالتالي للتحالف الجديد تتلخص بـ:

1 – توزيع الاعباءعلى المواطنين.

2 – تحسين نظامالحكم القائم

3 – اعادة احياءاعلان اسرائيل دولة يهودية كاملة.

4 – التسوية الاقليميةالتاريخية.

وهذه النقاط تعنيوطبقاً لما قاله شاؤول موفاز الذهاب لقيادة اوضاع لم تستطع الحكومة الحالية القيامباعبائها والقيام بها.

ويبدو ان هذه النقاطالتي تحدث عنها موفاز، في المؤتمر الصحفي المشترك تعني الى حانب انقاذ الحكومة الحاليةمن مأزقها، كذلك تأمين شبكة أمان لها أمام الضغوطات الدولية وتحديداً الأوروبية نتيجةلإصرار الحكومة الاسرائيلية ورئيسها نتنياهو على تجاهل متطلبات التسوية التاريخية معالفلسطينيين اضافة الى الاعلان المتكرر للاستعداد لشن هجوم على ايران وقصف منشآتهاالنووية وهو ما يعني ادخال منطقة الشرق الاوسط والعالم ايضاً في نفق مظلم ومرحلة جديدةلم يستعد لها العالم حالياً على الأقل. وفي هذه الظروف بالذات.

وعلى ضوء ذلك وأمامحقيقة وضوح الرؤيا لاهداف حكومة نتنياهو وحكومته المتشددة، فان المتوقع ان يشكل الائتلافالجديد دفعاً جديداً للذهاب الى اقصى الممكن في الافكار اليمينية التي تعشعش في اذهاننتنياهو والكثير من اعضاء حكومته الذين يدفعون الأمور  الى اشعال المنطقة برمتها. والتي يبدو ان اللجوءالى خيار حكومة الوحدة او الاتحاد الوطني المقترحة تعني الذهاب الى التشدد اكثر والتصلببدرجة اعلى مما هو عليه الوضع الحالي وعليه وطبقاً للتجارب السابقة التي تلجأ اليهاالقيادة الاسرائيلية لخيار الحكومة الائتلافية والتي كانت دائماً تعني حكومة اعلانالحرب ضد العرب او ضد الفلسطينيين يبدو أنها هذه المرة ستكون حكومة حرب ضد المنطقةبأسرها..

وهذا ما يجب الحذرمنه والتنبه اليه جيداً....