في حديثه مع إذاعة صوت فلسطين، كشف الطبيب باسل بواطنة، مدير مشفى هوغو شافيز، عن حالات لم تستطع الطواقم الطبية تفسيرها!! و"سيناريوهات مخيفة" لبعض مرضى "الكورونا"، من حيث إصابتهم بذبحات صدرية، بعد أن زالت عنهم الأعراض المرضية التي خلفها "الفيروس" وتسريحهم إلى منازلهم!!! وثمة آخرون أصيبوا بفشل كلوي حاد، بعد دخولهم مرحلة التعافي، ولم يكن لهم سجل مرضي سابق!!!

ولعل أخطر ما كشف عنه الطبيب باسل، "أننا لم نعد نتحدث عن اقتصار الوفيات على المسنين، لأنه تم تسجيل حالات وفاة عديدة في أوساط الشباب، وكذلك مصابين لم تكن لديهم أعراض مزمنة"!!! إذن، من داخل المشفى، وبرؤية الطبيب ومعاينته، تتأكد حقيقة فيروس "كورونا" بكونه فيروسًا خبيثًا، لا يؤتمن لزوال أعراضه من جهة، كما أنه وقد تشخص على هذا النحو، فإن عافية الشباب لم تعد شبكة أمان تحمي من هذا الفيروس وخطره المميت!!

لا شيء يمكن أن يوفر شبكة الأمان الحقيقية والفاعلة، لتجنب هذا المرض الخطير سوى الامتثال المطلق لكل سبل الوقاية، وقد لا يكون لبس الكمامة أولها مع أهميتها، وإنما التباعد بالقدر الذي يحيل الفيروس تائها في المساحات الفاصلة التي يحققها التباعد، ومن الواضح والمؤكد أن قرارات الإغلاق التي تقررها الحكومة، إنما تستهدف في الأساس تحقيق التباعد الأمثل، حين تخف حركة السابلة في الشوارع والحارات، وحتى تكون البيوت عامرة بأهلها، لتصبح كمثل حصون مانعة، لا يخترقها الفيروس مع دوام النظافة، والتحسب الوقائي وفقًا لإرشادات وزارة الصحة.

وبالطبع، ما كشف عنه الطبيب باسل بواطنة لا يسمح بعد الآن لأيّة فتاوى غير علمية، وغير طبية، ولا  لأيّة اجتهادات، خاصة الاستعراضية التي يوظفها البعض في سياقات سياسية، وحزبية، لأغراض التشكيك بإجراءات الحكومة وقراراتها، والتصيد في المياه العكرة في هذا السياق، وليس في المحصلة لغير صالح الاحتلال الإسرائيلي، شاء هذا البعض أم لم يشأ!!!

نحن اليوم أمام توحش هذا الفيروس، والمنحنى الوبائي في تصاعد خطير، عشرون بالمئة من فحوصات رام الله والبيرة مثلا، جاءت إيجابية، وهذه نسبة تعلق الجرس، إن الوضع في غاية الخطورة، وما لم نلتزم بإجراءات وسبل الوقاية على أفضل وجه، فإننا سنكون حينها في حالة نرتعب منذ الآن في وصفها!!!

ليس ثمة تهويل بكل ما يتعلق بهذا الشأن، العالم بأسره يتحدث عن تصاعد خطر هذا الفيروس الخبيث، في ألمانيا مثلا قرروا الإغلاق الشامل، وفي بريطانيا يتحدثون عن تطور جديد لفيروس كورونا، وبانتظار اللقاح المرجو، فإن إجراءات وسبل الوقاية تظل هي اللقاح الفاعل لدحر هذا الفيروس اللعين، وعلينا بعد الآن ألا نتساهل بكل خرق لهذه الإجراءات، وهذه السبل.