جسدت منظمة التحرير الفلسطينية ضمير الشعب الفلسطيني وأهدافه بتحرير وطنه التاريخي من براثن الاستعمار الصهيوني الإسرائيلي الهمجي فحفظيت بدعم والتفاف جماهيري فلسطيني وعربي غير مسبوق منحها الثقة المطلقة والشرعية التي انتزعتها بفضل نضالها الثوري والسياسي مسلحة بإيمانها بعدالة قضيتها الوطنية مدعومة من الشعب العربي وأحرار العالم دولًا وشعوبًا على الساحة العالمية. 

لماذا استهداف منظمة التحرير الفلسطينية؟

سؤال وتساؤل مهم خاصة في هذه المرحلة الخطيرة التي مرت بها القضية الفلسطينية في عهد الرئيس ترامب الذي عمل على توظيف نفوذ أميركا لفرض مشروع نتنياهو- ترامب صفقة القرن الهادفة لتصفية حقوق الشعب الفلسطيني اي تصفية القضية الفلسطينية كخطوة على طريق الانتقال للمرحلة الثانية خدمة لمخططات الحركة الصهيونية العدوانية التوسعية بالهيمنة على مفاصل القرار بدول عربية وبمقدراتها وخاصة الثرية منها.

الجواب عن التساؤل يكمن في:

- إجهاض رهان بريطانيا والحركة الصهيونية منذ بدايات القرن العشرين على إمكانية تضليل العالم لدعم مشروعها الاستعماري في فلسطين بروايتها الزائفة والمغلوطة القائمة على ان فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض، تلك الرواية الزائفة تحطمت على صخرة نضال وصمود منظمة التحرير الفلسطينية، الثورة الفلسطينية التي انطلقت في الأول من كانون الثاني عام 1965، التي حققت:

* سحبت البساط من أيدي أنظمة عربية وإقليمية عملت على استخدام القضية الفلسطينية كورقة خدمة لمصالح حكامه.

* رسخت سياسة القرار الفلسطيني المستقل، ما أدى إلى إجهاض محاولات أنظمة للتلاعب بحقوق الشعب الفلسطيني بالتحدث نيابة عنه.

* نجحت باستصدار قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 67/19 لعام 2012 الاعتراف بدولة فلسطين كعضو مراقب.

* نجحت قيادة (م.ت.ف) بعزل الموقف الإسرائيلي والأميركي المناقض لميثاق الامم المتحدة  وللقانون الدولي عالميا.

إن الموقف الإستراتيجي الشجاع للقيادة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس، برفض خطة صفقة القرن، ووقف كافة أشكال الإتصالات مع الرئيس ترامب، وإدارته بالرغم من كافة الضغوطات، وهذا ما حرم  ترامب وإدارته من تخليد اسمه كرئيس لا يقال له كلمة (لا)، وكصانع المعجزات كما أثار ذلك حفيظة أنظمة عربية رضخت لضغوط ترامب للاعتراف بدولة الاحتلال الإسرائيلي دون مراعاة لحقوق الشعب الفلسطيني التاريخية بوطنه وحقه باقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشريف مما احرجها لدى شعوبها.

ما تقدم لا يمثل إلا بعضًا مما عملته باسرائيل وأدواتها بشن حملة شعواء تستهدف الشرعية الفلسطينية ممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وقيادتها الشجاعة الحكيمة برمزها السيد محمود عباس رئيس (م.ت.ف) الرافضة لتقديم أي تنازلات عن الحد الأدنى من حقوق الشعب الفلسطيني المتوافق عليها في قرارات المجلس الوطني الفلسطيني في دوراته.

إذن يهدف العدو الإسرائيلي من وراء حملته الشعواء إلى إزالة العقبة الكأداء أمام تحقيق أهدافه الاستعمارية بترسيخ وتأبيد احتلاله لكامل أرض فلسطين وتفريغها من أصحابها الشرعيين الأصلاء دون مراعاة لحقوق الشعب الفلسطيني المكفولة دوليًا وحقه بتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس تنفيذا للقرارات الدولية ذات الصلة.

أما الأدوات الرخيصة التي تشارك العدو الإسرائيلي حملته العدوانية التآمرية فمصيرها إلى زوال.

نعم لمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلًا شرعيًا ووحيدًا للشعب الفلسطيني.. نعم لمؤتمر دولي ضاغط يكفل تنفيذ القرارات الدولية بإنهاء الاحتلال الصهيوني الاستعماري وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.. لا لدعم نتنياهو عنوان التطرف والاجرام بشكل مباشر أو غير مباشر.. كفى مراءاة لترامب الراحل عن البيت الأبيض الذي بات عاجزًا غير مفيد.