قالت مجموعة العشرين الدولية، إن جائحة كورونا فايروس كشفت عن سقوط النظم في العالم، وهذا كلام دقيق وصريح، وبدلاً من الاعتراف بذلك، بدأت العديد من الدول تتهم بعضها بِتخليق هذا الفايروس الصامت القاتل الذي يهدد بدمار اقتصادي هائل ربما تكون نتائجه وخيمة أكثر من النتائج التي حققها فايروس كورونا الذي كشف عن كثير من قصر النظر السياسي ومن الأنانية والحرص الزائف على الذات بدون الشعور بأي درجة من المسؤولية الأخلاقية عن مصير بقية سكان الكوكب الذي نعيش فيه، مثلما حدث حين تجاهلت أوروبا عضوًا مهمًا في الاتحاد الأوروبي وهو إيطاليا الذي جاءها العون من قوى دولية أخرى لا علاقة لها في الاتحاد الأوروبي مثل روسيا والصين، ومثلما حاول دونالد ترمب أن يطبق مقولته الشاذة " أميركا أولاً"، فإذا أميركا تتحول إلى أولاً بالفعل في عدد الوفيات وعدد الاصابات وحجم العاطلين عن العمل، وأصبحت على أبواب حرب أهلية بسبب إعطاء كوفيد 19 لمسة عنصرية، بِأن الأكثر إصابة هم من السود ومن أصول لاتينية.
وفي هذا السياق، وعلى نفس الخطى، تسير إسرائيل، صاحبة الخرافات الكبرى، صاحبة الأكاذيب التي لاتنتهى، فهي بالإضافة إلى أنها لم تحقق تحت قيادة نتنياهو أي نوع من التحيز في محاربة الوباء لا على الصعيد الطبي، ولا على أي صعيد آخر، وبالعكس سجلت سقوطًا أخلاقيًا يتوازي مع سقوطها السياسي، وذلك من خلال العمل، بِشكل واضح على تصدير الفايروس إلى الأراضي الفلسطينية، وذلك عن طريق استغلال الفايروس والانشغال العلمي به إلى التنفيذ العملي لصفقة القرن الترمبية البائسة، وعدم الاعتراف بمسؤولياتها بصفتها دولة احتلال، للقيام بواجبها في حماية الأسرى الفلسطينين في سجونها المكتظة بهم، والتي تعاني من استهتار حي واضح ومتعمد، بل أن إسرائيل التي لايزال يقف على رأسها نتنياهو الذي يحاول أن يفعل المستحيل حتى لا يصل إلى المحكمة التي من المقرر أن يقف أمامها قي اتهامات متعددة بالفساد، شن حملة كراهية جديدة ضد مواطنيها العرب الفلسطينين، حملة كراهية انخرط فيها العديد من الإسرائيلين بمن فيهم الرياضيين الذين يفترض أن يكونوا أكثر اخلاقًا فاذا بهم ليسوا إلا جزءًا من هذه الحملة، وتعدد الأساليب التي تحاول من خلالها إسرائيل أن تصدر الفيروس القاتل إلى المناطق الفلسطينية سواءًا في دولة فلسطين أو الوسط العربي داخل إسرائيل نفسها.
إسرائيل تسقط اخلاقيًا، وتنكشف إنها براء من كل ادعاءاتها، ولعل الشر يحيق باهلة، بل أن شوارع تل ابيب، رفعت الصوت أخيرًا ضد نتيناهو الذي يمثل هذا الشر كله..
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها