الأمن والسلام في المملكة الأردنية الهاشمية رافد رئيس للأمن والسلام في دولة فلسطين، الأردن المتماسك القوي، قوة يعتد بها لتعزيز تماسك وقوة فلسطين، وملك هاشمي عزيز أمين يحفظ العهد بالأمانة على المقدسات في القدس سند لرئيس فلسطيني وطني حكيم مؤمن بأن القدس العربية الفلسطينية أم مدائن الدنيا ومفتاح السلام. فمن يغدر بالمملكة الاردنية الهاشمية عليه أن يعلم أنه يطعن فلسطين في القلب. أما المنهج السياسي الواقعي العقلاني الأردني وتبني المملكة للرؤية والرواية الفلسطينية فنعتبره سكة من اثنتين لابد منهما لضمان سير عربة القضية الفلسطينية نحو محطة الدولة المستقلة والسيادة، ويمنح المنهج السياسي الفلسطيني الذي أعطى للحكمة والشجاعة السياسية والتمسك بالثوابت معانيها دعمًا يعزز توازنه ويؤكد صوابه.
هذه مبادئ فلسطينية ثابتة، لا نغيرها ولا نحيد عنها، ولا نراها خاضعة لتعريفات السياسة الهلامية السائدة، وإنما علاقة استراتيجية نموذجية خطتها قيادة فلسطين والمملكة الاردنية الهاشمية نريدها نموذجًا لعلاقة فلسطين مع الأشقاء العرب، مع كل الدول العربية المجاورة حدودها لحدود فلسطين أو المطلة على مياه البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي والخليج العربي والبحر الأحمر.
صحيح أن نهر الأردن يكاد يكون حدًا طبيعيًا مملكة على ضفته الشرقية وفلسطين على ضفته الغربية لكنه اشبه ما يكون بالقصبة الهوائية التي توزع الهواء على الرئتين في جسد الانسان، إنها مشيئة القدير التي ربطت صحة وسلامة الجسد بسلامة الرئتين.. فما بين فلسطين والمملكة مصير مشترك لا قدرة لقوى المؤامرة على البلدين من معرفة اسراره، ذلك لأن ما بين الشعبين الفلسطيني والأردني غير قابل للاختراق أو التفكيك، أو دس الفيروسات في الذاكرة التاريخية للشعبين.
نتنفس اليوم الطمأنينة بعد يومين عصيبين وضعنا فيهما أيادينا على قلوبنا، فقد انتابنا خوف طبيعي رغم ثقتنا بقدرة أشقائنا وعلى رأسهم الملك عبد الله الثاني في معالجة الأمور بحكمة العربي الشهم الكريم، وحسم يرعى مصالح المملكة العليا، وبعد أن لمسنا الاخاء بأحسن صوره عندما كان الرئيس محمود عباس أول المبادرين للتعبير عن تأييده لإجراءات الملك كأحسن صورة للثقة والوفاء بينهما، وسعادته بزوال (الغمة) عن المملكة الشقيقة، أما جماهير الشعب الفلسطيني فنعتقد أنه في تحول منصات التواصل الاجتماعي إلى مواقع اخبارية والأمنيات المرفوقة بالدعاء لحفظ المملكة ودوام السلم والأمن والأمان فيها خير دليل على مكانة الأردن المستقر المزدهر المتطور والديمقراطي، ومكانة الملك عبد الله الثاني الذي يحظي باحترام وتقدير مميزين لدى الشعب الفلسطيني لوفائه بعهده على الحفاظ على المقدسات في القدس ورعايتها، واتخاذه المواقف الصلبة التي نعتقد الى حد اليقين أن سلطات منظومة الاحتلال الاستعماري العنصري (اسرائيل) اعتبرتها عقبة أمام تنفيذ مخططها في تهويد المقدسات في القدس، فمواقف الملك عبد الله الثاني المساندة لمواقف الرئيس محمود عباس أبو مازن عززت ثقة الجماهير الفلسطينية في القدس بإمكانية ايقاف مخططات التهويد إن لم يكن منعها تمامًا وإلغائها، وهذا بفضل سياسة حكيمة واقعية للرئيس والملك حيث كان لعلاقات فلسطين والمملكة مع دول كبرى وأخرى مؤثرة في سياسات المنطقة قوة داعمة لصمود المقدسيين ونضالهم في حماية القدس العربية والمقدسات المسيحية والإسلامية فيها.
ربما تهيأ البعض للرقص وشرب الكؤوس احتفالا بانهيار المملكة الاردنية الهاشمية، ورؤية الأشقاء في المملكة يدمرون انجازات الدولة بأيديهم، لكن احلامهم ذهبت ادراج الرياح بفضل يقظة المؤمنين بسلامة وأمن المملكة وحماية القانون، وحفظ السيادة على اراضيها مهما كانت التضحيات، والأهم كما استخلصنا بعد متابعة حثيثة قدرة المملكة على الحفاظ على قرارها المستقل رغم ضغوط من جهات خارجية على عصب الاقتصاد، وضربات موجعة على التركيبة الاجتماعية في البلاد.
لن نسمح لأنفسنا بالإسهاب في التصورات والتقديرات عما حدث، فأهل مكة ادرى بشعابها، وما يهمنا اليوم أن المملكة تجاوزت (غيمة سوداء) كان من الممكن أن تؤدي إلى أضرار بالغة في فلسطين كما في الأردن تماما– لولا تعامل القيادة الأردنية معها بحكمة وحسم وأخلاق وشيم عربية ووقوف الرئيس أبو مازن الواضح والصريح مع اجراءات الملك الحامية للملكة واستقرارها وأمنها وسلامة نظامها السياسي.. فالرئيس والملك لمن لا يعلم يعملان لحظة بلحظة، وخطوة بخطوة بما يحفظ حاضر ومستقبل فلسطين والمملكة، فكلاهما معنيّ بتثبيت اركان الدولة وسيادة القانون واحترام الحقوق الأساسية للمواطن بغض النظر عن موقعه ومكانته الاجتماعية أو السياسية.
بعد ما حدث في المملكة زاد حجم ومستوى ونقاء ثقتنا بعلو ارادة الشعب الاردني الشقيق وحكمة الملك عبدالله الثاني في التعامل مع شأن المملكة الداخلي، وشؤون فلسطين والقضية المركزية للأمة العربية، ونعتقد أن الأشقاء في المملكة يعرفون اللحظة المناسبة للكشف عن حيثيات الحدث بالتفاصيل الدقيقة، وإلى ذلك الوقت نقول لهم نحن نحبكم ونحترمكم ونقدركم ومعكم بالجملة والتفاصيل في كل ما يحفظ التوأمين: المملكة وفلسطين.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها