إذا أردنا صيانة الحاضر، وكسب رهان المستقبل، فلا مناص من الاعتناء بصناعة الفكر. وهذه قضية لا تخص أمة معينة، بل البشرية جمعاء. لذلك يمكن وصف ترامب بأنه "مدمر السلام"، مدمر لما تبقى من إمكانية لحل الصراع، وبعد أن وقف العالم ضد قراراته وأساليبه، آن الأوان أن نقول وبصوت مسموع أن من يقتل السلام، ويتسبب في غرق البشر في الصراعات والدماء والحروب، ويترك الأمور لأن تتدهور حتى النهاية، ويستند إلى الأكاذيب بل ينشر التزوير التاريخي، عليه ألا يقف قاضياً في العالم، لأنه متهم أمام الإنسانية جمعاء.
لقد حاول ترامب أن يملي على الرئيس محمود عباس الصفقة المشبوهة، وحين اتضح له جلياً أن إملاءاته مرفوضة، تحول إلى متطرف ضد الحقوق الفلسطينية المشروعة، وهو يعرف أن للقدس واقع قانوني مميز وخاص في القانون الدولي، وأنها مدينة لها سماتها، وفي نفس الوقت هي بوصلة الصراع وأن العبث فيها سوف يحرف البوصلة إلى كل الاتجاهات، ويعمل من خلال المشروع الصهيوني الاحلالي الكولونيالي العنصري، وصبغته متطرفة جداً في تعامله مع القدس، والأسوأ أنه يعمل على تحميل المسؤوليات للفلسطينيين جزافاً، ولكن الحقيقة التي تدعمها دول العالم الكبرى والأمم المتحدة أنه من يتحمل ومعه حليفته (إسرائيل) مآل العملية السياسية ومجرياتها ووصولها إلى محطة الانفجار، نتيجة حتمية لتغييب المرجعيات القانونية، وعدم تنفيذ القرارات الأممية، وعدم اعتبار "إسرائيل" دولة متمردة على الشرعية والقانون الدولي، والانحياز الأمريكي للاحتلال ومعاداته للحقوق الفلسطينية وأسس الحل السياسي، وإرتهان السياسة الإسرائيلية للتطرف وقوانين الإعدام ضد الأسرى وخنق الناس وحصار المدن وإغلاق القرى والاعتقالات.
إن الشعب الفلسطيني الذي خاض الانتفاضات منذ بداية القرن الماضي ولازال مستمراً في النضال والتصدي للاحتلال، لن يقبل بأي حال من الأحوال أي خزعبلات أمريكية أو ما يسمى بصفقة القرن، ولن يتنازل عن حقوقه المشروعة في حق تقرير المصير وحق العودة والدولة والقدس، ودون ذلك فلن يكون هناك سلاماً وسيستمر الصراع وتستمر معاناة الجميع في منطقة لم تعد تحتمل المزيد من الويلات والنكبات.
ملاحظة: على المجتمع الدولي ألا يترك الأمور تتدحرج الى نهاياتها المدمرة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها