اقتحمت قوات الاحتلال، اليوم الثلاثاء 2025/02/25، مناطق متفرقة من الضفة الغربية، وشنت حملة اعتقالات طالت العشرات، وسط اقتحام المنازل وتفتيشها والعبث بمحتوياتها، وذلك في ظل استمرار العدوان العسكري على شمال الضفة، وهدمت مساكن ومنشآت فلسطينية في عدة أحياء وبلدات فلسطينية في مدينة القدس المحتلة، بينما اقتحم عشرات المستوطنين المسجد الاقصى وسط إجراءات مشددة تفرضها سلطات الاحتلال قبيل حلول شهر رمضان.

ففي طولكرم، دخل العدوان الإسرائيلي على مدينة طولكرم ومخيّمها شهره الأول، وعلى مخيم نور شمس يومه الـ17، في ظل تصعيد عسكري غير مسبوق وحصار مشدد ألحق دمارًا كاملًا بالبنية التحتية والممتلكات.

ومنذ بدء العدوان، فرضت حصارًا مطبقًا على مخيمي طولكرم ونور شمس، تزامنًا مع اقتحامات واسعة للمدينة وحصار لمستشفياتها، تخلّلها دهم وتفتيش المنازل وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، إضافة إلى قصف وحرق وهدم العشرات منها، وطرد سكانها تحت تهديد السلاح، ما أدى إلى موجة نزوح كبيرة بين سكان المخيمَيْن تجاوزت 15 ألف نازح، توزّعوا في مراكز إيواء ومنازل أقاربهم في المدينة وضواحيها وقراها.

كما تسبب العدوان في دمار شامل للبنية التحتية، بما في ذلك شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي والاتصالات، مما أثر بشكل كبير على حياة السكان الذين بقوا في بعض أحياء مخيمي طولكرم ونور شمس، وفاقم من معاناتهم بسبب النقص الحاد في الطعام والمياه والأدوية وحليب الأطفال.

وأُصيب أكثر من 20 مواطنًا ومواطنة بجروح مختلفة، بعضها نتيجة الرصاص الحي والشظايا، وأخرى بسبب صدمهم بالآليات العسكرية، واعتقلت خلال العدوان المستمر "165" مواطنًا على الأقل، إضافة إلى العشرات الذين خضعوا للتحقيق الميداني، وفق ما أفاد به نادي الأسير الفلسطيني.

والليلة الماضية، دفعت بمزيد من التعزيزات العسكرية، من آليات وجرافات، عبر حاجز "نيتساني عوز" غرب طولكرم، إلى المدينة ومخيّمَيْها، تزامنًا مع انتشار واسع لفرق المشاة في الشوارع والأحياء، وتمركزها في شارع نابلس الرابط بين مخيمي طولكرم ونور شمس، حيث أقامت ثكنات عسكرية في ثلاثة مبانٍ سكنية مقابلة لمخيم طولكرم.

وصعّد الاحتلال استهدافه للبنية التحتية في طولكرم ومخيّمها، وجرف مزيدًا من الشوارع والطرقات، مُلحِقًا دمارًا كبيرًا بالبنية التحتية.

وجرفت الجرافات جانبًا من الشارع الغربي للمدينة، وتحديدًا شارع مدارس الذكور، ما أدى إلى تدمير البنية التحتية، وإلحاق أضرار جسيمة بشبكة المياه والجُزُر والأرصفة، فيما هرعت طواقم بلدية طولكرم فور انسحاب الاحتلال إلى المكان لإصلاح خط المياه وجزء من الطريق، لتسهيل مرور المركبات.

كما جرفت شارع نابلس، خصوصًا عند المدخل الشمالي لمخيم طولكرم، ما أدى إلى تدمير كامل للبنية التحتية، بما فيها شبكتا المياه والصرف الصحي، حيث عملت طواقم البلدية على إزالة الركام وإصلاح بعض الأضرار وإعادة فتح الطريق، ودمرت الشوارع في حارة المقاطعة بالمخيم، امتدادًا إلى حارة قاقون، مُلحِقة دمارًا إضافيًا وشاملًا بالبنية التحتية فيها.

وخلال الأيام الماضية، تعرض مخيم طولكرم لعملية هدم واسعة شملت أكثر من 26 بناية تم تسويتها بالأرض، نفّذتها جرافات الاحتلال ضمن مخطط استيطاني يزعم فتح شارع يمتد من منطقة الوكالة إلى حارة البلاونة، مرورًا بحارات السوالمة والشهداء والحمام والخدمات.

وفي مخيم نور شمس المحاصر، ما زالت تنتشر في محيطه وداخل بعض أحيائه التي تعاني من دمار وتخريب واسع، حيث تواصل اقتحام المنازل وتخريب محتوياتها والتنكيل بسكانها وإخضاعهم للاستجواب وسط التهديد والترهيب.

وفي ظل استمرار الحصار المشدد على مخيمي طولكرم ونور شمس، تتوالى مناشدات السكان الذين ما زالوا في منازلهم، ويعيشون ظروفًا صعبة وقاسية، لتأمين وصول مستلزماتهم الأساسية من الطعام والماء والأدوية وحليب الأطفال، في وقت تمنع فيه قوات الاحتلال الدخول إلى المخيمين أو الخروج منهما، كما تعيق عمل طواقم الإغاثة خلال محاولاتها إيصال المواد التموينية الضرورية.

وفي السياق ذاته، أقدمت قوات الاحتلال المتمركزة في شارع نابلس على إيقاف المركبات وتفتيشها والتدقيق في هويات الركاب وهواتفهم المحمولة، وإخضاعهم للاستجواب، كما استولت على مفاتيح المركبات وألقتها بعيدًا عنها.

وتواصل إغلاق بوابة حاجز جبارة عند المدخل الجنوبي لمدينة طولكرم لليوم الـ18 على التوالي، مما أدى إلى عزل المدينة عن قرى وبلدات الكفريات، وباقي محافظات الضفة الغربية.

وفي جنين، تواصل قوات الاحتلال، عدوانها على مدينة جنين ومخيمها لليوم السادس والثلاثين على التوالي، مخلفة عشرات الإصابات، والاعتقالات، وسط تدمير واسع للممتلكات والبنية التحتية.

وانسحبت صباح اليوم الثلاثاء، من بلدة قباطية بعد اقتحام دام 48 ساعة، وخلف إصابتين احداهما خطرة، واعتقال عدد من المواطنين، ودمار هائل في ممتلكات ومحال المواطنين، وتدمير شبكات المياه والكهرباء وتجريف البنية التحتية وتدمير كراج المركبات الرئيسي في البلدة.

كما دمرت حافلة تابعة لجمعية رعاية الأيتام في البلدة، كما أدى الاقتحام لإغلاق سوق الخضار وخروجه عن الخدمة، فيما داهم الاحتلال عشرات المنازل وحول بعضها لثكنات عسكرية.

واعتقلت أمس، ثلاثة مواطنين من منزلهم في مخيم جنين، كما أحرقت منازل لمواطنين قرب نادي المخيم، ووصل عدد النازحين من المخيم إلى 20 ألف نازح، كما دمر قرابة 430 منزلا بشكل كلي وجزئي، وحرمان 2000 طالب من الالتحاق بمدارسهم، واعتقال نحو 178 مواطن من المدينة والمخيم منذ بدء العدوان، وصباح اليوم، اعتقل الاحتلال الأسير المحرر بلال الشرقاوي من بلدة الزبابدة بعد مداهمة منزله في البلدة.

ويتكشف الدمار الواسع والكبير الذي خلفته جرافات الاحتلال داخل أحياء المخيم، حيث دمر الاحتلال منازل المواطنين وممتلكاتهم وغير معالم وجغرافية المخيم بشكل كبير، وفتح طرق وشوارع في بعض الحارات كما وسع شوارع في حارات أخرى.

ويستمر الاحتلال لليوم الـ36 الاستيلاء على عدد من منازل المواطنين وتحويلها لثكنات عسكرية، خاصة في البنايات القريبة والمطلة على مخيم جنين، فيما يواجه سكان المنازل والبنايات القريبة منها صعوبات في الدخول والخروج والحركة بسبب تواجد القناصة بشكل دائم وهو ما يعرض حياتهم للخطر، ووفق مصادر في بلدية جنين ومركز خدمات مخيم جنين فإن الاحتلال هدم قرابة 120 منزلاً بشكل كامل، إضافة إلى هدم عشرات المنازل والممتلكات بشكل جزئي داخل المخيم، وهناك قرابة 200 حالة اعتقال واحتجاز لمواطنين حدثت في مدينة جنين منذ بداية العدوان قبل 36 يومًا.

واقتحمت أمس بلدة برقين غرب جنين ودمر البنية التحية في محيطة منطقة العبارة، فيما يواصل الاحتلال توسيع عدوانه واقتحام البلدات والقرى في محافظة جنين بشكل شبة يومي وشن حملات اعتقال وتدمير للبنى التحتية فيها، كما اقتحمت بلدة لزبابدة جنوب شرق جنين، وداهمت منزلًا بعد تفجير أبوابه واعتقلت شابًا قبل انسحابها.

أمّا في نابلس، شددت قوات الاحتلال اليوم، إجراءاتها العسكرية المنتشرة في محيط المدينة، وسط إجراءات تفتيش للمركبات وتدقيق في هويات المواطنين، ونصبت حاجزًا على طريق الباذان، وآخر على طريق الـ 17 بين عصيرة الشمالية والمدينة، وسط أزمة مرورية خانقة. 

كما اقتحمت قرية يتما -جنوب نابلس، واعتقلت مواطنًا، عقب مداهمة منزله وتفتيشه، واقتحمت شارع المأمون ومحيط المقبرة الغربية، وداهمت مسجد الإمام علي، وشارع الجامعة، وحطمت كاميرات مراقبة لأحد المحال التجارية، واستولت على بعض أجهزة المراقبة من محلات أخرى بعد أن داهمتها، وعاثت بها خرابا، ولم يبلغ عن اعتقالات.

كذلك اقتحمت المدينة من المدخل الشمالي، وداهمت عدة بنايات في محيط جامعة القدس المفتوحة، وسط انتشار واسع في المنطقة، والاستيلاء على تسجيلات الكاميرات، والمدينة تشهد منذ أمس الأول اقتحامًا متكررًا ولساعات طويلة، ومداهمة عدة مباني سكنية، في محيط منطقة المعاجين، وبلدة زواتا.

واعتدى جنود الاحتلال، على طالب واحتجزوه لأكثر من ساعة، واستولوا على هاتفه المحمول، ومدير مدرسة في قرية اودلا -جنوب نابلس، ما أدى إلى اصابته برضوض في الساق.

بينما في الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال اليوم، ثلاثة مواطنين من بلدة حلحول، ومن مخيم الفوار -جنوب الخليل، شابًا بعد مداهمة منازلهم وتفتيشها.

وداهمت بلدة بيت أمر- شمال الخليل، وفتشت عددًا من المنازل وحطمت أبوابها الخارجية والداخلية، كما حطمت أثاثها وخربت جدرانها وأسقفها، واعتدوا على مواطن بالضرب أمام أفراد عائلته واستولوا على مبلغ 3500 شيقل، إضافة إلى مداهمة منزل، وأقدم الجنو على ثقب إطارات مركبه، واستولوا على مقتنيات خاصة بها وهاتف الخلوي وأجهزة "تابليت" تستخدم لأغراض تعليمية لأبنائه.

كما نصبت عدة حواجز عسكرية على مداخل الخليل وبلداتها وقراها ومخيماتها، وأغلقت عددًا من الطرق الرئيسية والفرعية بالبوابات الحديدية والمكعبات الاسمنتية والسواتر الترابية.

واحتجزت عددًا من الشبان، وغيرها من العائلات التي تقطن في حي الرأس قرب حارة جابر، وواد الحصين، واعتدت عليهم بالضرب المبرح، ما تسبب بإصابتهم برضوض وكدمات.

وفي رام الله، اقتحمت قوات الاحتلال فجر اليوم، مخيم الجلزون- شمال رام الله، وقرى قبيا والنبي صالح شمال غرب، وحي أم الشرايط في مدينة البيرة، ودمروا واجهات محال تجارية على مدخل الخيم.

ثم في سلفيت، اقتحمت قوات الاحتلال ترافقها جرافات، بلدة كفر الديك -غرب سلفيت، وهدمت منزلاً مساحته 250 مترًا، و"بركسا" وجدرانا استنادية محيطة بالمنزل، وهذا المنزل الخامس الذي تهدمه في البلدة منذ بداية العام 2025، كما هدمت أعمدة منزل على مساحة 180 مترًا مربعًا، وبئر مياه قيد الإنشاء، وعملية الهدم التي تمت اليوم في منطقة "الشعاب" غرب كفر الديك.

وأيضًا في قلقيلية، اقتحمت قوات الاحتلال قرية حبلة جنوب مدينة قلقيلية، وانتشرت في شوارعها وبالتحديد وسط البلدة "حارة المدارس"، دون أن يبلغ عن اعتقالات أو إصابات.

وفي أريحا، هاجمت مجموعة من المستعمرين ومعهم أغنامهم، صباح اليوم، منازل ومزروعات المواطنين في تجمع شلال العوجا -شمال أريحا، كما اعتدوا على الأهالي بالهراوات، وهذا الاعتداءات تأتي في سياق التصعيد المتواصل الذي يستهدف التجمعات السكنية البدوية والريفية.

كما في الأغوار، اعتدى مستعمرين على أحد الرعاة، في خربة ابزيق في الأغوار الشمالية، وأصابوه بجروح في الفخذ، ما استدعى نقله إلى المستشفى للعلاج، ويتعرض رعاة الماشية في الأغوار الشمالية، لانتهاكات مستمرة يقوم بها المستعمرون المسلحون، من اعتداءات جسدية، وإجبارهم على ترك مراعيهم، ومحاولة سرقة مواشيهم.

فيما في القدس، اقتحمت قوة من شرطة وجيش الاحتلال ترافقها جرافة، بلدة جبل المكبر، جنوب شرق مدينة القدس المحتلة، وشرعت بهدم منزلاً، يقام على مساحة 70 مترًا مربعًا، وكان يؤوي أربعة مواطنين، وقد شيد منذ عام.

واعتقلت فجر اليوم، "3" شبان بينهم جريحان، من حي المطار في بلدة كفر عقب- شمال القدس المحتلة، بعد اقتحام منازلهم في الحي.

كما اقتحم 135 مستعمرًا، المسجد الأقصى، من جهة باب المغاربة، على شكل مجموعات، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوسًا تلمودية، بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي.

كذلك اقتحمت حي البستان وهدمت بيتين متنقلين، كانا يؤويان أسرتين مكونتين من 10 مواطنين من عائلتي عايد والرويضي، هدم الاحتلال منزليهما في ذات الحي قبل نحو 3 أشهر، ونفذت عمليات هدم وتجريف طالت منزلاً وعدة ممتلكات في بلدة العيسوية- شمال شرق مدينة القدس المحتلة.