بقلم: هدى حبايب
أعاد مشهد استشهاد الشاب عايد سميح أبو حرب، إلى أذهان أهالي مخيم نور شمس، تفاصيل استشهاد عمه عايد خالد أبو حرب، قبل 22 عامًا.
فجر الرابع عشر من شباط عام 2001، ارتقى العم عايد أبو حرب شهيدًا، عند مفترق بلدة رامين إلى الشرق من طولكرم، برصاص قوات الاحتلال.
وبعد 22 عامًا، تكرر المشهد مع من حمل اسمه، ابن شقيقه عايد سميح أبو حرب، الذي أصر جده على تسميته باسم نجله، بعد ولادته بأشهر قليلة من استشهاد عمه تيمنًا به وتخليدًا لذكراه، ليلحق بركب عمه شهيدًا، وتبقى ذكراهما خالدة في أذهان عائلتهما وكل من عرفهما وعايشهما.
فجر أول أمس الثلاثاء، أنهت رصاصة قناص احتلالي في منطقة الأحراش المقابلة لمخيم نور شمس حياة الشاب عايد (22 عامًا)، أثناء اقتحام قوات الاحتلال للمخيم.
رصاصة اخترقت عين عايد واستقرت في دماغه، ليُستشهد على الفور وسط صرخات الشبان والمواطنين يستنجدون بمركبات الإسعاف لنقله إلى المستشفى، لتُجابَه بمنع الاحتلال لها من الوصول إلى الشهيد، وهو يتعمد تأخيرها ليوقع مزيدًا من الضحايا شهداء وجرحى.
أصدقاء الشهيد عايد تلقَّوا الخبر بذهول، كونه كان معهم قبل استشهاده بربع ساعة.
وقال صديقه الذي امتنع عن ذكر اسمه، إنهم صلَّوا معا صلاة الفجر جماعة في أحد أزقة المخيم، وكان إطلاق النار كثيفًا من الاحتلال وهو يحاول اقتحام ساحات المخيم، وبعد انتهاء الصلاة، استأذن عايد بأن يصعد إلى المنزل قليلاً، وفي ذلك الوقت وفجأة، سُمع إطلاق رصاصة واحدة أصابت الجميع بالقلق، ليخرج أحد المواطنين من نافذة منزله يصرخ بأن عايد استُشهد وقد تطاير جزء من دماغه على الأرض، ليُنقل بعدها إلى مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي الذي أعلن استشهاده، كما أعلن قبل 22 عامًا استشهاد عمه عايد أبو حرب.
ويقول عمه فيصل أبو حرب: "العايدان وُلدا وترعرعا في مخيم نور شمس بعد تهجيرنا من قرية إجزم، إحدى قرى مدينة حيفا، عايد الكبير كان ملتحقا بقوات البحرية الفلسطينية، وهو ابن حركة فتح، وقاوم كما أبناء شعبنا، الاحتلال وجرائمه بحق أرضنا ومقدساتنا، وتعرض للاعتقال قبل استشهاده، ليتم اغتياله على يد قوات الاحتلال فجر الرابع عشر من شباط عام 2001.
وأضاف: أن ظروف استشهاد ابن شقيقه مماثلة لاستشهاد عمه، من حيث التوقيت والساعة، فكلاهما ارتقى في ساعات الفجر الأولى.
ويقول أبو حرب: إن عايد الصغير أحب عمه لدرجة كبيرة وتعلق به بطريقة جنونية رغم أنه لم يعايشه، فمنذ صغره وهو دائم السؤال عن عمه، يسأل العائلة والأقارب وأهل المخيم عنه وعن سيرته النضالية، وكان يقلده في طريقة ارتدائه للملابس وفي حديثه وتصرفاته، ويكرر أقواله، كما ألصق صوره في منزله وغرفته، كنا نرى عايد الكبير في عايد الصغير، وكان له وضع خاص بالنسبة لنا.
عايد أنهى الدراسة المدرسية في الفرع الصناعي، واستقر به الحال في مساعدة والده الذي يعمل آذنا في إحدى المدارس الحكومية، في تدبير شؤون الأسرة، خاصة أنه الشاب البكر في العائلة لثلاثة أبناء بينهم فتاة، كما انخرط في الأعمال الحرة، ووضع أساس منزله المستقبلي على أطراف المخيم، وكان يسعى إلى إنجازه والاستقرار به بعد زواجه.
وقع خبر الاستشهاد نزل على والدته كالصاعقة، عندما قرأت منشورًا على واحد من مواقع التواصل الاجتماعي، يتناقل اسم ابنها، لترد عليه: "شو بتقولن يا بنات مشان الله هذا ابني"، لينفطر قلبها وسط دموع لم تفارقها وهي تدعو له بالرحمة والجنة.
وأوضح فيديو مصور للشهيد عايد أبو حرب وهو طفل، مدى حبه وتعلقه بعمه الشهيد، رغم أنه لم يرَه وهو يعرف بنفسه قائلاً: "أنا اسمي عايد أبو حرب، أبوي سماني على اسم عمي عايد اللي استشهد في 2001، وأنا كنت بحب عمي عايد وبموت فيه، ويا ريت كنت عايش بزمنه وشفته، أنا بحبه وبحب شهداء مخيم نور شمس، وكنت أسمع من الناس إنه عمي بطل".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها