"حماس" بتسحيج، وتطبيل فضائية "الجزيرة" تدعو المقاومة إلى التصعيد في الضفة الفلسطينية المحتلة. تفعل ذلك وهي ترى الاحتلال، وقد أدخل دباباته ساحة حربه الفاشية ضد البيوت وأهاليها، ضد الشوارع والبنى التحتية، في جنين، وطولكرم، المدينة والمخيم، "حماس" تدعو للتصعيد وهي أدرى بما فعله "تصعيدها" في السابع من أكتوبر 2023 بقطاع غزة، وما جلبه هذا التصعيد من حرب عدوانية ضروس أحالت القطاع إلى خراب عميم، وألحقت بأهله فاجعة كبرى.

خمسون ألفًا من أبناء القطاع باتوا شهداء في عليين، وأكثر من مئة ألف جريح، بلا علاجات حتى الآن. حماس تدعو للتصعيد، وهناك في القطاع المكلوم، لا تعرف كيف تلزم الاحتلال باحترام بنود صفقة التهدئة، هناك تصوغ خطاباتها، بأوضح عبارات المساومة، والتخفيض السياسية، هناك تستعرض مسلحيها طيعيين لبنود التهدئة، وبسلوكيات الصليب الأحمر الدولي، هناك يقدمون الهدايا للمحتجزين الإسرائيليين، كرسالة ود بليغة لإسرائيل.

الاحتلال الإسرائيلي يلوح بإدخال طائراته الحربية لتصعيد عدوانه الفاشي ضد مخيمات ومدن شمال الضفة المحتلة. الطائرات التي لم تردعها صواريخ "المقاومة" هناك في قطاع غزة، وظلت على مدار خمسة عشر شهرًا تدك القطاع بمختلف أنواع صواريخ القتل والتدمير.

دعوة حماس للتصعيد، كأنها دعوة لهذه الطائرات أن تبدأ بقصفها مدنًا ومخيمات، لا أي ملامح عسكرية فيها، لا دشم، ولا سواتر، ولا خنادق، ولا كتائب مسلحة، في هذه الخنادق.

حماس وفضائية "الجزيرة"، بزبائنها الدائمين، من الناشط الإخونجي، والناشط الاستثماري، إلى الأمين العام الحزبي، لا يدعون لغير التصعيد الذي سيحوله الاحتلال ذريعة لصالح تصعيده المدمر.

يعرف زبائن "الجزيرة" ذلك، لكنه خطاب الجملة الاستهلاكية، الذي يلهث خلف التمويل ليس إلا. خطاب الجملة هذه، هو خطاب الخديعة، يعبئ جيوب الزبائن بالدولارات، ويكلف الشعب الفلسطيني الدم والخراب. الحقيقة إذًا، الاحتلال بصهيونيته الدينية العنصرية، وخطاب الجملة الاستهلاكية هذا، هما جائحتنا الكبرى.