"بلدية عصرية ريادية متميزة وعادلة في توزيع خدماتها، تسعىلنيل رضى المواطن بمهنية وشفافية مطلقة؛ بلدية رام الله. هي مدينة خضراء آمنة جميلةوصديقة للبيئة والطفل، تحافظ على الموروث الثقافي والوطني، جاذبة للسياحة والاستثمار،وتتميز بتعدديتها الفكرية والسياسية والثقافية والدينية".بهذه الكلمات بدأت رئيسةبلدية رام الله جانيت ميخائيل وصفها للمدينة. ميخائيل التي تبدي ارتياحها بالعمل كرئيسةلبلدية رام الله، على الرغم من كل التحديات والصعوبات التي مرت بها خلال انجاز الكثيرمن المشاريع، إلا انها لا تنكر التحديات والصعوبات التي واجهتها في بداية الامر وليسلكونها امرأة، بل "كون مدينة رام الله كبيرة، وتتوسع بشكل كبير جدا، وفيها أعمالومشاريع تختلف عن باقي المدن، وكونها مركز السلطة الوطنية الفلسطينية ومركز للممثلياتالاجنبية، الى جانب كونها مركزا تجاريا واقتصاديا يستقطب البنوك الكبيرة. الأمر الذيجذب الناس اليها من الشمال ومن الجنوب إما للعمل أو لقضاء أشغالهم أو للعيش فيها".وأوضحت ميخائيل أن توسّع مدينة رام الله يعدّ من اكبر التحديات بالنسبة للبلدية، وذلكحرصا منها على تسهيل حياة المواطنين وتأمين البنية التحتية والشوارع والمجاري والنظافةوالأبنية وغيرها.
المشروع الشامل لتأهيل مركز مدينة رام الله
تعرضت مدينة رام الله إلى دمار كبير بسبب آلة الحرب الإسرائيليةوالهجمات المستمرة عليها خلال الانتفاضة الثانية، ما أدى إلى تعطيلها إلى حد كبير.وعادت المقرات للعمل في الفترة اللاحقة للاجتياح الإسرائيلي الكبير للمدينة، في عام2002 جاعلة رام الله العاصمة الإدارية (كأمر واقع) للسلطة الوطنية الفلسطينية. وعليه،كان على عاتق بلدية رام الله العبء الكبير والمسؤولية العالية لاعادة اعمار ما دمرهالاحتلال الاسرائيلي وما خلفه من خراب. تستذكر ميخائيل هذه الانجازات، مشيرة الى أن المدينة "شهدتمع بداية العام الحالي، وضمن مشروع تأهيل مركز المدينة، تغييرا واضحا حيث التعبيد والإنارةوالتشجير وبناء الارصفة، بعد تأهيل البنية التحتية للكهرباء والمياه وشبكات الصرف الصحيوتصريف مياه الامطار. بالإضافة الى العمل على تنظيم اللافتات غير المستوفية للشروطلأصحاب المحال التجارية". وأوضحت أن هذا المشروع لا تقل تكلفته عن 2.500.000 دولار،وهو يتكون من أربع مراحل تم انجاز الثلاث الاولمنها، مردفة أن هناك انجازا كبيرا في وسط المدينة، حيث تم تأهيل وسط المدينة بالكاملشمل جميع البنى التحتية الموجودة فيها بالاضافة الى الميادين التي هي ضمن وسط المدينة.
ميادين بأسماء فلسطينية
تقترب اعمال التنفيذ من الانتهاء بعدد من الميادين في مدينةرام الله، ضمن رؤية البلدية في تكريم قادة النضال الوطني الفلسطيني ورموزه، إذ أطلقتعلى العديد من ميادين المدينة أسماء عدد من القادة كميدان ياسر عرفات في مركز المدينة،وميدان جورج حبش في حي الطيرة، وميدان محمود درويش في الماصيون. وترى ميخائيل"أن أعظم الانجازات هو تكريم القادة الفلسطينيين من خلال إنشاء ميادين تحمل اسماءهم.وهناك انجازات كبيرة كنّا قد وضعنا ضمن خطة عام 2008 (التي كانت ذكرى مئوية بلدية رامالله) الى عام 2011، وفي هذه الخطة مشاريع قدرت قيمتها ب 180 مليون دولار، وسيتم إنجازهاعلى دفعات. والبداية ستكون مع مشروع بناء صالة رياضية كبيرة في مدينة رام الله والمزمعافتتاحها خلال الشهر المقبل".
حدائق ومنتزهات ومراكز ثقافية
لم تكتف بلدية رام الله بالانجازات المتعلقة بالبنى التحتية،بل عمدت الى تطوير وانشاء العديد من المراكز الثقافية والمسرحية والفنية والسياحية،تشرح رئيسة بلدية رام الله جانيت ميخائيل. وتتابع "هناك المسرح البلدي الموجودتحت مبنى البلدية، وهو موجود منذ عام 1965 انجزنا من العمل فيه ما يقارب 80%، وبقيالمتحف والمعدات التي يحتاجها. وهناك انجاز كبير لشارع كامل ومتكامل بما يقارب2,50 كم وهو يبدأ من عين مصباح وينتهي بمفترق الخمس نجوم ويمر على ثلاثة شوارع رئيسية.بالاضافة الى مشروع حديث وهو انشاء مقبرة مسيحية اسلامية، تم العمل عليه بحيث سيتمافتتاحها خلال الشهر المقبل". وتضيف "ويوجد مشروع ترميم البلدة القديمة ومنطقةحوش قداح، بالاضافة الى ترميم مركز الاستعلامات السياحي الموجود ضمن العمارات القديمةفي رام الله، بالاضافة الى إقامة حملات تشجير وافتتاح حدائق عامة في أكثر من منطقة،وإنجاز مشروع تسمية وترقيم جميع المنازل والشوارع والبيوت الموجودة في رام الله"،مستطردة بأن كل هذه المشاريع وغيرها هي مشاريع متكاملة ولن تتوقف.
معوقات لا بد منها
صادفت بلدية رام الله معوقات كبيرة تم التغلب على معظمها،منها فرض من قبل الاحتلال، ومنها بسبب الاوضاع المادية التي لا تسمح بمجاراة متطلباتالتطور والتقدم المطلوبين، ونظرا لأن استقطاب التمويل ليس بالامر السهل، تشرح ميخائيل. وتردف انه يوجد مشاريع تطال حدود خارج المدينة كالطريقالدائري في المنطقة c أي (خاضعة لسيطرة الاحتلال) إلا ان متابعة إنجازه رهن بموافقةالاحتلال الاسرائيلي، كما حصل بمشروع بناء مقبرة تم الانتظار طويلا حتى الحصول علىالاذن ببنائها.
وتشير الى أن هناك معوقات تقع ضمن نطاق العمل كاعتراض المواطنينعلى طول الفترة الزمنية، إلا أن هذه المشكلة تم تداركها من خلال عقد اجتماعات دوريةوايضاحية للمواطنين تشرح لهم مخططات العمل والصعوبات التي تواجهها الشركات المعنيةبإنجاز المشاريع، شاكرة الله أن هذه المشاريع باتت على مشارف الانتهاء. وتؤكد أنهمكبلدية في صدد البدء بمشاريع تنموية وتطويرية جديدة ضخمة تكون أنموذجا لباقي المدنفي الضفة، سيتم العمل على انجازها العام المقبل، آملة بنجاح تحقيقها والتغلب على جميعالصعوبات والمعوقات الموجودة وخصوصا تلك التي يفرضها الاحتلال الاسرائيلي.
تأسست مدينة رام الله على يد شيخ إحدى عشائر الكرك الاردنيةالمسيحية ويدعى الشيخ راشد الحدادين، قرر الجلو عن موطنه بسبب خلافات عشائرية في القرنالسادس عشر. ويحكى أنه جلا من الكرك ليلا وبعد أيام دخل على أهل مدينة البيرة فرحبوابه. وأشاروا عليه بخربة اسمها رام الله لتكون موطنه. اشترى الشيخ راشد خربة رام اللهمن عائلات البيرة القدامى، دون أن يعلم انه كان يؤسس لمدينة سيكون لها دور هام في تاريخالفلسطينيين. وتجسد تماثيل الأسود الخمسة الواقعة في ساحة المنارة وسط مدينة رام اللهتاريخ المدينة، حيث أقام هذا المهاجر هذه الأسود الخمسة رمزا لأبنائه، وتعطي صورة لأصولالعائلات. وهي اسود ساحة المنارة اليوم.
تحقيق/امل خليفة
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها