عشرون يوماً انقضت، ومضت وأسرى الحرية والكرامة الأبطال، خّيرةُ أبناء الشعب الفلسطيني البطل في سجون الاحتلال الإسرائيلي المجرم، هذا المحتل الفاشي عديم الرحمة والإنسانية والأخلاق. هؤلاء الأسرى الأشاوس الصناديد ضحوا بزهرة شبابهم وحياتهم من أجل كرامة الأمة العربية والإسلامية التي تتجسد في كرامة تحرير فلسطين.

والأسرى الميامين صامدون وماضون ومستمرون في إضرابهم المفتوح عن الطعام، وليس لهم أي سلاح؛ إلا السلاح الأقوى وهو التقوى، والإيمان بالله ومن ثم بعدالة قضيتهم العادلة، وبأنهم يدافعون عن أرض المحشر والمنشر ومهبط الديانات السماوية أرض الرباط والفداء والتضحية والطهر والقداسة والبركة إنها فلسطين، يدافعون عن ثاني مسجد وضع في الأرض بعد المسجد الحرام، إنه المسجد الأقصى المبارك، والذي بارك الله عز وجل فيه وبارك حوله أي أن كل فلسطين مباركة، بنص القرآن الكريم في سورة الإسراء، فكان المسجد الأقصى المبارك مسرى النبي، ومعراجه إلى السموات العُلا؛ حتى وصل سدرة المنتهى عندها جنة المأوى، كل هذه الأحداث جاءت من خلال المعراج من بوابة الأرض للسماء القدس الشريف.

ولقد مضت إدارة السجن منذ بداية الإضراب، وحتى اليوم وبعد انقضاء زهاء ثلاثة أسابيع متواصلة من الإضراب المفتوح عن الطعام بتنفيذ إجراءات قمعية عقابية ضد الأسرى، من خلال تنقلات تعسُفية للأسرى في السجون، من خلال سحب الملح، وكافة الانجازات السابقة للأسرى.

أسرانا الأمجاد أنتم اليوم بصمودكم حاصرتم حصار من سجنكم، وكنتم عنوانًا ورمزاً للتضحية والفداء والعطاء؛ على الرغم من عزل قادة الإضراب في الزنازين الانفرادية، مع مصادرة كل الأغراض الشخصية للأسرى، ولم يبقى لهم سوى الملابس التي يرتدونها فقط، ولم يسمح لهم بحيازة الأقلام والأوراق من أجل الكتابة، كما تم قطع أي وسيلة اتصال بهم ولهم، لمعرفة ما يحصل في العالم الخارجي حيث تم مصادرة التليفزيونات والراديوهات ومنعت عن الأسرى المضربين كل الصحف والمجلات والكتب، ومنعت الأسرى من تناول حبة مدعمات كبديل عن الملح الذي صادره الاحتلال النازي الإرهابي الصهيوني، كما يتعرض الأسرى الأبطال يومياً إلى اقتحامات السجن وتفتيش استفزازي يستمر لساعات طويلة يرافق فيها السجانين الصهاينة، كلابُهم الضالة لإرهاب الاسرى المضربين عن الطعام، وهي بحد ذاتها تعتبر تصرف عنيف لما يرافقها من جهد جسدي ونفسي على الأسير الصامد المضرب عن الطعام منذ زهاء عشرين يوماً، كما يتم حرمان الأسرى المضربين عن الطعام من الخروج إلى الفورة، ورغم ذلك فالأسرى المضربين معنوياتهم عالية، فهم يتحدون بالجوع ألام الركوع، وبأمعائهم الخاوية الُطغيان، والظلم والعدوان، مع العلم أن كل أسير مضرب عن الطعام فقد من وزنه أكثر من عشر كيلو جرام؛ وهم الآن يتعرضون لمحاولات قمعية جديدة من الاحتلال وهي التغذية القسرية بالقوة، ونحن أقل واجبنا نحوهم أن نرفع صوتهم عالياً في مكان وننقل معاناتهم إلى العالم أجمع ونطالب بمحاكمة الاحتلال على جرائمه المتواصلة ضد شعبنا الفلسطيني، وضد أسرانا البواسل وجّر قادة عصابة الاحتلال من نتنياهو وزبانيتهُ إلى محكمة الجنايات الدولية، وعلينا أن نستمر في التضامن مع الأسرى الأبطال الذين ضحوا بحريتهم من أجل الوطن فلسطين الحبيبة، لنحيا ونعيش كراماً، وهم يخوضون معركة الكرامة بأمعائهم الخاوية وشعارهم نعم للجوع، ولا، وألف لا للركوع، ولابد من نصرهم على السجان، ولابد لليل أن ينجلي ولابد لقيد أن ينكسر، نحن معكم وقلوبنا معكم ودعائنا لكم، فلسطين بكم ومعكم تنتصر وتتحرر وعاصمتها القدس الشريف، المجد والخلود لشهدائنا الأبرار، والحرية لكم أسرى الحرية والكرامة الأبطال، والشفاء العاجل للجرحى والمصابين، وللعلم أن عدد الأسرى المضربين عن الطعام يقارب 1800 أسيراً، جُلهم وغالبيتهم من حركة فتح أم الجماهير، والتي بلغ عدد الأسرى المضربين عن الطعام من حركة فتح لوحدها أكثر من 1550 أسيراً؛؛

فالعهد هو العهد والقسم هو القسم والنصر حليفكم وفجر الحرية والتحرير سيأتي فمهما طال الليل فلابد من بزوغ الفجر ومهما طال الاحتلال فهو إلى زوال والسجن والسجان إلى زوالٍ قريب، والحرية لأسرى الحرية والكرامة الكرام.