يقينا أن أعداء المشروع الوطني الفلسطيني كثر ومتعددي الأجناس والمذاهب والأعراف فهم ضد أن يكون للفلسطيني دولة وهوية وذات مستقلة فأنت تناضل من أجل اتحاد الفرع بالأصل ووحدة الفلسطيني وتواصله مع فلسطينيته خاصة وأنت تمثل شعب يضحي بدمه، شعب يضحي بوجوده ويريد تحويله من الفعل إلى القوة لذلك يتعرض بوجوده لمؤامرة كبرى علماً أنك نجحت بوقف تدحرج كرة الثلج لهذه المؤامرة الكبرى التي تحاك ضد فلسطين ووجودها فلسطينياً وعربياً وإسرائيلياً ودولياً فسياسيتك لم تتغير ولن تتغير وذلك لأن بنية أبو مازن هي نفسها دائما فلسطينية لها خصوصيتها تختلف عن كل خصوصيات العالم تحاول إنهاء التناقضات المستعصية من خلال استخدامك لتراث المناضل، تراث الثائر الذي يسعى لأن يكون لشعبه وطن ودولة وقامة وطنية لا تنحني تحميها الشخصية الوطنية والثوابت وديمومة الهوية وبذلك تحقق انتصار القيمة والقصد الفلسطيني على كل المتآمرين الذين يقاتلونك لأنك فلسطيني ولأنك تسعى لجعل قيمك الوطنية متعالية لا تخضع لرغبات النجاعة والأداتية والبرغماتية اعتمادا على المعرفة والإيمان والتأسيس لتجذير قيمتين لصورة جدلية فأنت تعرف سبب نكبة شعبك حتى تقوده وتوصله إلى الأسباب الطبيعية المرتبطة بوجود المحتل الصهيوني عندها تتبين القيمة الثانية التي يلزمنا بها مبدأ السببية وأعني ضرورة توافق وجود الانسان الفلسطيني مع الموجودات السياسية ومع الحركة الزمانية والتاريخية للأزمنة الثلاث (الماضي،الحاضر،المستقبل) .

ان تحليل مظاهر الحكمة في فلسفة الرئيس أبو مازن توصلنا الى ضرورة تحليل مظاهر الإرادة والاختيار في الفعل السياسي الفلسطيني مواصلا تطبيق قانون السببية على الإرادة الفلسطينية حتى لا تكون إرادة لا مبالية بعد أن ترفض الحتميات الثابتة خاصة وأنت تعبر فينا من زمن الحالة النضالية الى طور الحالة الوطنية،طور الدولة المستقلة وعاصمتها القدس ففي الدولة يا سيادة الرئيس تتحقق انسانية الفلسطيني بالمعنى الوطني والمدني والثقافي علما أنك ثابت لم تغير المسارات التاريخية المتجهة دوما نحو اتحاد الفلسطيني في وطنه ودولته وايصالنا للحرية الحقيقية فأنت تؤمن كما نحن نؤمن معك أن الفلسطيني لا يكتمل وجوده الا بالدولة والدولة لا تكتمل الا بالقدس عاصمة أبدية لها ولا أنسى اعتمادك على الفلسفة السياسية العرفاتية واتخاذها مأخذ الجد وقبول نتائجها التي لا تقلل من أهمية جوانبها السياسية (وضوح، بصيرة، استشراق)

ومن الطبيعي أن يكون لهذا التنوع المرجعي تداعيات في تصوركم لعلاقة الفلسفة بالدولة و موائمتها مع نهج الرئيس ترامب الذي يمتلك نهجا جديدا في القضية الفلسطينية ربما يكون له نتائج باهرة بعد أن نجتمع جميعا فلسطينيون وإسرائيليون وامريكان وعرب ومسلمون لقتل الشيطان وفتح أبواب جنة القدس مرة والى الأبد أمام كل مريدوها وعلى ذلك نقف خلفك ونقول سر على بركة الله فكل الشعب الفلسطيني الذي يريد لفلسطين أن يكون لها دولة وعلما ونشيدا وهوية معك وخلفك ولا تنظر الى الوراء الذين يهدمون بمعاولهم كل بناءاتنا الفلسطينية لأنهم يعادون أن يكون الفلسطيني فلسطينيا خالصا.