معركة كرامة الأسرى لا تحتاج إلى دم بل دعم شعبي وإعلامي، فلسنا عشاق إسالة الدم. إنه إضراب إنساني، بحيث يريد الإحتلال تحويله إعلامياً إلى اضراب سياسي وكأنهم يطالبون بالحرية فوراً، إنهم يطالبون بما هو عادي في المعتقلات الأخرى أي حقوق الأسرى وحفظ الكرامة  مثلما وردت في المواثيق الدولية. من لا يدعم نضال الأسرى ولا يشارك فيه فليصمت بدلاً من التشكيك في نجاحه وكأنهم يطلبون القمر، هم يطالبون بالحق إنتظاراً للحرية .

عندما تنظر إلى أمهات وأخوات وأبناء الأسرى في خيام الإعتصام تتأكد أن الإضراب من أجل هؤلاء لأنهن يتعرضن للعقاب والإذلال قبل أن يكحلن عيونهن برؤية الأبناء، عندما تسمع روايات عن القمع المستمر ضد الأسرى وحرمانهم من أدنى حقوقهم تتأكد أن الإضراب ضروري، عندما يكون هناك أسرى في العزل الإنفرادي منذ سنوات دون زيارة من أحد ودون أن يروا أحداً إلا وجوه السَّجانين تدرك معنى الإضراب، عندما يتم البطش بهم مادياً ومعنوياً تعرف معنى الإضراب.

الاحتلال الذي يحتفل بذكرى قتلاه الآن يريدنا أن نحرم أسر الشهداء من قوتهم، الاحتلال الذي يقيم الدنيا على رفات جنوده يريدنا أن ننسى أسرانا ونعاقبهم بوقف مخصصات أهاليهم، فيا الله لو بقيت كسرة خبز بأيدينا لن تكون إلا من نصيب أبناء الأسرى والشهداء. فمن يحدق في عيون الأمهات الصابرات وأبناء الأسرى لا يشكك في الأسباب والنتائج، إنها معركة الكرامة وستستمر ومن يشكك إنما يتحول إلى ببغاء يردد أقوال الاحتلال عن قصد أو دون قصد.