اخر اللطمات وليس نهايتها التي تلقاها نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي ،تمثلت في الاتصال التليفوني الذي اجراه الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب مع الرئيس الفلسطيني أبو مازن، حيث وجه له الدعوة لزيارة البيت الأبيض ،واللقاء معه ،ومناقشة مقترحات جديدة لاستئناف عملية السلام برؤي ومرجعيات جديدة ،وهذه المحادثة التليفونية ودعوة اللقاء ،سبقها تمهيد بزيارة رئيس المخابرات المركزية الامريكية C.I.A لرام الله والتقائه مع راس الشرعية الفلسطينية الرئيس أبو مازن ،وهي تأكيد مهم جدا على صوابية رؤية الرئيس الفلسطيني بان الولايات المتحدة اكبر دولة في العالم ،والتي لها علاقات متصاعدة مع منظمة التحرير عبرت عن عمقها وجديتها في حوارات تونس عام 1988من القرن الماضي .
وفي مؤتمر مدريد 1990،وفي اتفاق اعلان المبادي 1993،وفي رعاية المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية لسنوات طويلة ،هذه الدولة الأكبر لايمكن ان تنفض يديها من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ولا من القضية الفلسطينية ،وخاصة ان القيادة الشرعية القيادة الشرعية الفلسطينية تصرفت طوال هذه المدة بجدية واحترام شديدين ،والتزمت بكل الالتزامات ،واصرت على خياراتها الصحيحة بعيدا عن كل مسارات الإرهاب الأسود ،وظلت تواصل البناء دون ردات فعل يائسة .
وقوة اللطمات التي وجهت لنتيناهو ان محاولاته للبقاء رغم كثرة مآزقه المتلاحقة دفعته الى اغلاق طريق المفاوضات بعدم تنفيذ استحقاتها ،وواصل الإجراءات الاحادية غير الشرعية كالاستيطان وبقية مفرداته واخرها تصعيد قانون منع الاذان عبر الكنيست .
والأخطر ان نتيناهو في الوقت الذي وضع المستحيلات امام حل الدولتين ،وراح يتحدث سرا وعلنا انه مع حل الدولة الواحدة مع علمه ان هذا االموضوع يثير الفزع عند غالبية الاسرائيلين ،لان الفلسطينين المتواجدين في رقعة فلسطين التاريخية يزيد عن ستة ملايين ،وهذا الشعب البطل والفاعل لم يعره نتيناهو انتباها وهو يروج أكاذيبه عن الدولة الواحدة .
ولكن اللطمة لا تقتصر على نتنياهو بل هناك لاعبين اخرين في المنطقة اغراهم ارتباكهم بالعبث بالورقة الفلسطينية ،وعقدوا في بلادهم مؤتمرات الضجيج والتشويش مدفوعة الاجر ،ظنا منهم ان الطريق مغلق وان الوقت اصبح متاحا للألعاب السخيفة التافهة.
الشرعية الفلسطينية اكثر ثقة،متقدمة في مشروعها الصحيح بخطى ثابتة بأنها هي الشريك الأساسي في صنع السلام في هذه المنطقة المرتبكة .