بدأت التنظيمات والفصائل والأحزاب الفلسطينية، والمستقلين كُلٌ يعُد العدة استعدادًا في الأيام والشهور المقبلة للانتخابات للمجالس البلدية والتي ستبدأ في بداية الثامن من شهر أكتوبر القادم؛ وهي في الأساس مهماتها خدماتيه للسكان في الضفة وغزة؛ وقد انتظر الشعب الفلسطيني عشر سنوات عجاف حتي توصل الجميع إلي خوض الانتخابات البلدية، وبعدها التشريعية والرئاسية؛ وهذا أمر تلقاهُ معظم أبناء شعبنا بالقبول وتمنوا جميعهم أن يكون مقدمه لإنهاء الانقسام وعودة الوحدة الفلسطينية، والمشاركة السياسية وأن نكون إخوة متحابين لا فرق بين فتحاوي أو حمساوي أو بين أسود أو أبيض إلا بالتقوي؛ واستبشرنا خيرًا لأننا شعب واحد وعدونا واحد هو الاحتلال حسب ما كنا ولازلنا نعتقد ذلك! ولكننا سمعنا بأنه هناك من يكفرون أبناء حركة فتح!! فنقول لهم: بأن أبناء فتح يصلون في المساجد لله عز وجل وليس لأحزاب؛ ويشهدون بأنه لا إله إلا الله وحدهُ لا شريك لهُ وأن محمد رسول الله؛ وأنهُم يؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الأخر والقدر خيره وشره؛ ولقد ألمنا وأحزننا رؤية رسم كاريكاتيري لإنسان محسوب على الأخوة في حركة حماس في غزة؛ منشوراً على مواقع التواصل الاجتماعي وعلي بعض صفحات الانترنت؛ يوضح فيه هذا الرسام برسمه المُنفلت الغير وطني والغير أخلاقي، يقول فيه لا تنتخبوا سبابين الرب والدين، ويرسم صورًا لشباب من فتح بصورة مُسيئة جدًا لهم!! وكما تناقلت بعض المواقع الالكترونية على الانترنت ما قيل عنهُ فتوي علي لسان أحد القيادات المحسوبة علي حركة حماس، ولم يتم التأكد من صحتهِ ولم تنفي تلك الجهة أو تؤكد صحة ما قيل وما ينشر عنها وهو ما نصهُ حرفيًا حسب ما تم تداوله علي مواقع التوصل الاجتماعي ما يلي :"إن أي شخص ذكر أو أنثى ينتخب غير مرشح حماس سيكون كافراً مرتداً عن دين الله وشرعه ويكون موالياً للكفر وأهله، ولن تقبل توبته وإن صام وصلى وحج واعتمر وتعلق بأستار الكعبة ، رفعت الأقلام وجفت الصحف"!!!؛ ما نتمناه أن يخرج أحد لنا ويقول أن هذا الكلام كذب وغير صحيح، ومجرد ادعاء كاذب، ولكن للأسف أن ذلك الأمر لم يحدث حتي هذا الوقت؛؛ وإن الرد علي ما سبق من كلام جارح ومؤدي ورسومات مُسيئة لأبناء حركة وطنية فلسطينية قدمت كوكبة من قيادتها شهداء، وقاومت الاحتلال، وهم أشد الناس تمسكًا بديننا الإسلامي الحنيف؛ وبالشريعة الإسلامية الوسطية، وما تعلمناه هو أننا شعب واحد وعدونا فقط الاحتلال، والوحدة الوطنية والإسلامية هي هدفنا وليست شعارًا يرفع؛ ونحب الخير للأخرين؛ وهذا يعكس أخلاقنا الفتحاوية الاسلامية؛ وسأكتفي بالرد علي كل من يكفرنا ويسبنا ويشتمنا بالأدلة الشرعية من القرآن والسنة النبوية كما يلي: أولاً حديثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعودٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (سِبَابُ الْمُسْلِم فُسُوقٌ وَقِتالُهُ كُفْرٌ). متفق عليه- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِي اللَّه عَنْه قَال: لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبَّابًا، وَلَا فَحَّاشًا، وَلَا لَعَّانًا،(أخرجه البخاري)؛ ولقد رأينا في الآونة الكثيرة أن بعضا من الأعضاء يكثر اللعن والسب؛ فبعضهم يسب ويلعن لما يحمله من حقد وغل دفين، ومنهم من يلعن أو يسب لأن هذه هي الأخلاق التي تربى عليها، والصنف الآخر يسب ويلعن في بعض أبناء جلدتهم لأنهم لا يوافقون عقيدته أو مذهبه أو هواه وهذا أخطرهم لأنه يعتقد جواز ذلك !!!بل يعتقد أنه يتقرب إلى الله بذلك ويرجوا الأجر والثواب عندما يلعن ويسب أحد المسلمين !!! فلا يجوز بحال لعن المسلم، مهما عمل من أعمال، لأن ارتكابه للذنوب لا يخرجه من الملة، فهو مسلم ولو ارتكب المعصية، ولكن ينقص إيمانه بارتكاب المعصية، ولا يجوز لعنه بها، ومن لعن مؤمناً وهو لا يستحق اللعن، رجعت اللعنة على صاحبها، ومعنى اللعن : أي الطرد والإبعاد من رحمة الله تعالى، واللعن من كبائر الذنوب، لأنه فيه أذية لمن لُعن، والله تعالى يقول:" والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً "[ الأحزاب 58 ]؛ وعَنْ أَبِي قِلَابَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ لَعَنَ مُؤْمِنًا فَهُوَ كَقَتْلِهِ، وَمَنْ قَذَفَ مُؤْمِنًا بِكُفْرٍ فَهُوَ كَقَتْلِهِ "، وعَنْ أَبِي مُوسَى رَضِي اللَّه عَنْه قَالَ : قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ :"مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ "،وعَنْ عَبْدِاللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ "، وعن أبي الدَّرْدَاءَ رضي الله عنه قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" لَا يَكُونُ اللَّعَّانُونَ شُفَعَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وعَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" لَا تَلَاعَنُوا بِلَعْنَةِ اللَّهِ وَلَا بِغَضَبِهِ وَلَا بِالنَّارِ "، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " الْمُسْتَبَّانِ مَا قَالَا، فَعَلَى الْبَادِي مِنْهُمَا مَا لَمْ يَعْتَدِ الْمَظْلُومُ "وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ ؟ قَالُوا : الْمُفْلِسُ فِينَا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "الْمُفْلِسُ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاتِهِ وَصِيَامِهِ وَزَكَاتِهِ ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا ، وَقَذَفَ هَذَا ، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا ، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا ، وَضَرَبَ هَذَا، فَيَقْعُدُ فَيَقْتَصُّ هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْتَصَّ مَا عَلَيْهِ مِنَ الْخَطَايَا، أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ؛؛؛ فهذه خطورة اللسان وما ينطق به من لعن أو سب أو قذف أو تكفير للناس بغير وجه حق، أن تكون عاقبته أخذ من سيئات غيره فتطرح عليه ثم يطرح في النار والعياذ بالله؛ وجاء عن عمران بن حصين رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فهو كقتله"؛؛ وجاء في الحديث القدسي الصحيح عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" قَالَ رَجُلٌ : وَاللَّهِ لا يَغْفِرُ اللَّهُ لِفُلانٍ ، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى : مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلِيَّ أنْ لا أَغْفِرَ لِفُلانٍ ، فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِفُلانٍ وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ "؛ وعن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « كان رجلان في بني إسرائيل متواخيين أحدهما يذنب والآخر مجتهد في العبادة، فكان لا يزال المجتهد يرى الآخر على الذنب فيقول: أقصر، فوجده يوما على الذنب فقال: له أقصر فقال: خلني وربي، أبعثت علي رقيبا؟ فقال: والله لا يغفر الله لك أو لا يدخلك الله الجنة، فقبض أرواحهما فاجتمعا عند رب العالمين فقال لهذا المجتهد: كنت بي عالما أو كنت على ما في يدي قادرا، وقال للمذنب: اذهب فادخل الجنة برحمتي، وقال للآخر: اذهبوا به إلى النار » قال أبو هريرة والذي نفسي بيده لتكلم بكلمة أو بقت دنياه وآخرته) [صحيح الجامع)، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم بحسب، حسب هنا بمعنى كافي، يعني يكفي المؤمن من الشر أن يحقر أخاه المسلم، وهذا تعظيم لاحتقار المسلم، وأنه شر عظيم، لو لم يأت الإنسان من الشر إلى هذا، لكان كافيا، فلا تحقرن أخاك المسلم، لا في خلقته ولا في ثيابه ولا في كلامه ولا في خلقه ولا غير ذلك، أخوك المسلم حقه عليك عظيم فعليك أن تحترمه وأن توقره، ولا يحل لك أن تحتقره أو تكفره وهو مسلم.
هل الانتخابات البلدية بفلسطين بين المسلمين والكفار؟؟؟: بقلم جمال عبد الناصر أبو نحل
02-08-2016
مشاهدة: 978
جمال ابو النحل
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها