يصادف اليوم الخميس ذكرى أليمة ومريرة على قلوب الشعب الفلسطيني، وهي الذكرى ال22 لمجزرة ومذبحة الحرم الإبراهيمي الشريف على يد الارهابي المستوطن المجرم الخنزير الهالك باروخ جولد شتاين، وهو المنفذ للمذبحة في مدينة الخليل الفلسطينية في عام 1414 هـ الموافق25 من فبراير لعام 1994م التي قام بها بتواطؤ من المستوطنين والجيش في حق المصلين العُزل، حيث أطلق النار على المصلين الفلسطينيين المسلمين في المسجد الإبراهيمي أثناء أدائهم الصلاة فجر يوم جمعة في شهر رمضان، وقد استشهد ما يقارب 50 مصلياً وجرح 150 آخرين قبل أن ينقض عليه بعض المصلون الناجين من المجزرة ويقتلوه وبعد 22 عاما ما زالت مجزرة الحرم الإبراهيمي ماثلة في البلدة القديمة بالخليل، وبقية مدن وقرى فلسطين المحتلة، حيث لا ينسى أهالي الشهداء من الخليل شهدائهم الذين ارتقوا في الخامس عشر من رمضان، حيث تحل غدًا الذكرى الأليمة لمجزرة الحرم الإبراهيمي الشريف، حيث يقول احد الناجين من المجزرة: "قبل أن يستكمل المصلون التسبيحة الثانية من سجود التلاوة في الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل، دوت أصوات القنابل اليدوية وزخات الرصاص في جنبات الحرم الابراهيمي الشريف، واخترقت شظايا القنابل والرصاص رؤوس المصلين ورقابهم وظهورهم في أقل من عشر دقائق، وبدلاً من أن يقوم الاحتلال بمحاسبة قطعان الغاصبين المستوطنين فعل عكس ذلك تمامًا؛ فقد استغل المجزرة أبشع استغلال و حول الحرم بعد المجزرة إلى ثكنة عسكرية وقسم الحرم الابراهيمي إلى قسمين، أحدهم للمسلمين وآخر لليهود، وركبت البوابات الحديدية والالكترونية وكاميرات التصوير في داخل الحرم وخارجه ومازالت إلي يومنا هذا؛ مع العلم أن المسجد الابراهيمي فيه قبر نبي الله خليل الرحمن سيدنا إبراهيم عليه السلام وقبر زوجتهُ أمنا سارة رضي الله عنها؛ ولازال يعاني أهالي الخليل الفلسطينيون الأمرين من جنود الاحتلال الذين يقيدون حرية المرور والحركة للمصلين حتى عبر البوابات التي ركبت، فمن يريد الدخول إلى الحرم عليه أن ينزع حزامه وسباطه وأي شيء يحمله ويتعرض للتفتيش المهُين وأحيانًا للإعدام بدم بارد بجنود الاحتلال بحجة محاولة طعن جنود الاحتلال؛ وعلى أثر المجزرة البشعة شكلت لجنة "شمغار" الصهيونية، وقررت بتوصياتها تقسيم الحرم إلى جزئيين احدهما للمسلمين والآخر لليهود، وأوصت بإعطاء الحرم كامل للمسلمين (10)أيام في السنة فقط، منها (6) أيام في رمضان، وهي (4) جمع وليلة القدر ويوم عيد الفطر، و(4) أيام تعطى خلال العام، كما قررت مقابل ذلك إعطاء الحرم كاملا لليهود (10)أيام بل وأصبح يمنع رفع الأذان في الحرم الإبراهيمي ولا يتمتع الفلسطيني بحرية المرور والحركة والعبادة بسبب الاحتلال الفاشي. ومع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثالثة انتفاضة الحجارة والسكاكين والطعن والدهس، انتفاضة القدس والحرية والكرامة؛ زادت الهجمة الشرسة من جيش الاحتلال والخنازير المستوطنين على الشعب الفلسطيني خاصة في مدينة خليل الرحمن الصابرة الصامدة التي قدمت كوكبة كبيرة من الشهداء لتقول لهذا الاحتلال النجس: بأن الأم الفلسطينية تنجب الأبطال وبأن شعبنا الفلسطيني تواقٌ لنيل حريته واستقلاله ولو ذبحونا من الوريد إلي الوريد وسحقونا بالنار والحديد؛ لأن أبناء فلسطينيين عزيمتهم لن تلين وإرادتهم عصية على الانكسار والاندثار، ولا تعرف إلا إحدى الحُسنيين إما النصر وإما الشهادة؛ وعلي منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية واجب يجب أن تقوم به، وهو أن ترفع جرائم الاحتلال ومجازره ومذابحه المتواصلة والمستمرة بحق الشعب الفلسطيني إلي محكمة الجنايات الدولية وتقديمهم للعدالة كمجرمي كحرب؛ وعلى العالم الأخرس الساكت عن الحق أن يكُف عن صمته جراء الجرائم الصهيونية وقتل الفلسطينيين ليل نهار بغير ذنب واعتقالهم وتعذيبهم وكذلك سياسة الاعتقال والتي تمارسها سلطات الاحتلال ولم يسلم منها حتي الأطفال الذين لم يبلغوا الحُلم وما الاعتقالات الادارية التي استنبطتها عصابة نتنياهو من بريطانيا المجرمة صاحبة وعد بلفور المشؤوم وهي الاعتقال بلا تهمة ولا ذنب؛ كما فعلت مع الأسير البطل محمد القيق الذي يواصل اضرابه عن الطعام منذ أكثر من ثلاثة شهور حتي اقترب من سكرات الموت؛ وعصابة الاحتلال الصهيوني على ما يبدوا قد قررت إعدامهُ بدمٍ بارد؛ استكمالاً لمسلسل الفصل العنصري الأبرتهايد ولمسلسل القتل اليومي والاعدامات الميدانية التي تمارسها العصابات الصهيونية التي تسمي نفسها (دولة إسرائيل) لكن شعبنا الصامد البطل يقول للمجرم نتنياهو وأفراد عصابتهِ المجرمة بعد مرور قرن من الصراع الشرس والدموي مع هذا الاحتلال الاحلالي النازي الفاشي الصهيوني: أنهُ برغم شلال الدم النازف من حرائر وشباب وشيوخ وأطفال فلسطين لن يرفع الشعب الفلسطيني الراية البيضاء؛ بل يزداد قوة كلما زاد البطش والقهر والقتل والظلم الصهيوني- وسيقاتلكم الشعب الفلسطيني بالحجر بالسكين بالخشب، بالدهس، بالسواطير والشواكيش، والسلاح الأبيضِ والأسود، وبأظافرنا وبدمنا ولحمنا وعظمنا حتى ترحلوا عن أرضنا؛ وننال استقلالنا، فالأرضُ من تحت أقدامكم النجسة جهنمُ والسماء من فوقكم جهنمُ؛ ارحلوا من أرضنا من خُبزنا من قمحنا من ملحنا وانصرفوا – وانصرفوا !!! فلنا وطنٌ هنا نعشقه ويعشقنا، يعُشِشُ في قلوبنا ونعشِشُ في قلبهِ؛ نعشقهُ ويعشقُنا، ولطالما ارتوي بدماء شعبنا.
ان فلسطين جنُتنا وحُبنا الأزلي؛ جنةُ الله في أرضهُ وإننا باقون وعهدًا لن نرحل عنك يا فلسطين وسنبقي فيكي جيلاً فلسطينيًا حُراً يورث جيلاُ آخر بأننا سنعود يومًا للتينِ والزيتون.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها